رغم القواعد الموسمية... وول ستريت تُواصل الزخم وتُراهن على أرباح الصيف
موسم مايو في 2025 قد يحمل مفاجآت غير مألوفة
لطالما شكّلت مقولة "بع في مايو وابتعد" واحدة من أشهر القواعد الموسمية في عالم الاستثمار، مستندة إلى نمط تاريخي يشير إلى ضعف أداء الأسواق خلال أشهر الصيف مقارنة بفصل الشتاء. لكن في عام 2025، ومع اشتداد التصعيد التجاري والضغوط السياسية والضبابية النقدية، بدأت هذه القاعدة تفقد بريقها — بل ويُنظر إليها على أنها مبسّطة لواقع معقد.
الأسواق لم تعد موسمية... بل سياسية
في سوق تُحرّكه يوميًا خبر عاجل عن رسوم جمركية جديدة، أو تغريدة رئاسية، أو بيانات وظائف مباغتة، باتت التحركات الاستثمارية تُبنى على تحليل الديناميكيات لا على التقويم.
"نحن أمام سوق مختلفة هذا العام"، يقول لاري تنتاريلي، كبير المحللين الفنيين في Blue Chip Daily، موضحًا أن قاعدة "بع في مايو" فشلت مرارًا خلال العقد الأخير في التنبؤ بتحركات السوق.
?SELL IN MAY, GO AWAY
الصورة تُظهر الأداء التاريخي لمؤشر S&P 500 عبر فترات ستة أشهر متدحرجة منذ عام 1950 – المصدر: Yahoo Finance
من مايو إلى أكتوبر: متوسط عائد 1.8% فقط.
من نوفمبر إلى أبريل: متوسط عائد 7.2%.
ومع ذلك، فقد سجّل السوق أداءً إيجابيًا بنسبة 65.3% حتى في أشهر الصيف.
القاعدة القديمة لا تناسب التقلبات الحديثة
ترجع أصول هذه القاعدة إلى بورصة لندن، حيث اعتاد المتداولون التخلّي عن محافظهم خلال فصل الصيف للعودة بعد سباق "سانت ليجر".
لكن بعد أزمة 1987، تغيّر هذا النمط بشكل كبير، مع بروز الاستثمار النشط وتطور أدوات التحوط.
"الموسمية قد تعطي إشارات مناخية، لكنها لا تُحدد الطقس الفعلي"، — كتب آدم تيرنكويست من LPL Financial، مشيرًا إلى أن السياسات النقدية والتجارية صارت هي من تُحدد الوجهة.
الأسواق تتعافى فنيًا... لكن الحذر لا يزال سيّد الموقف
شهد شهر أبريل ارتدادًا فنيًا ملحوظًا للأسهم الأميركية، بعد أسوأ شهر منذ بداية 2025.
لكن رغم هذا التحسن، لا تزال المؤشرات تتحرك ضمن مسار تصحيحي.
يقول تنتاريلي: "في بيئة عالية التقلب، الشراء عند الانخفاضات أكثر فعالية من البيع في القمم".
ترمب والرسوم الجمركية... المحرك الخفي لتحركات السوق
كل تطور جديد في سياسات الرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس دونالد ترمب، يؤثر بشكل مباشر على مزاج السوق.
ما بين الإعلان عن ضرائب على الصين، وتلميحات بتهدئة لاحقة، تعيش وول ستريت حالة "تسعير فوري" للسياسة.
"وجود دلالة إحصائية لا يعني قابلية التطبيق الفعلي"، — يقول مارك مالوك من Siebert Financial، محذرًا من الاعتماد على قواعد تقويمية بحتة في سوق مضطرب.
"بع في مايو"؟ الدلائل لا تدعم القرار بعد
"نعم، هناك إشارات على تعافٍ فني، لكنها غير كافية لبناء قرار بيع شامل"، — يقول أندرو بريغز من Plaza Advisory، موضحًا أن غياب إشارات سلبية قوية يمنع النصيحة باتباع القاعدة التقليدية.
خلاصة مركب
الأسواق في 2025 لم تعد تتحرك وفق تقويم بسيط، بل وفق تفاعلات معقدة بين الرسوم الجمركية، والفيدرالي، والذكاء الاصطناعي، وسلاسل الإمداد.
ورغم أن الأداء الصيفي تاريخيًا ضعيف، إلا أن التحولات البنيوية في السوق — من السياسة إلى التكنولوجيا — تُعيد تشكيل الواقع الاستثماري.
لذا، فإن مقولة "بع في مايو وابتعد" قد تكون... نصيحة من زمن آخر.
📬 اشترك الآن لتبقى على اطلاع بأحدث التحليلات وأبرز الأسهم الاستثمارية الواعدة مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet