🔥 الصين تصعّد الحرب التجارية مع واشنطن بفرض قيود على الشحن البحري... و”هانوا“ الكورية في مرمى العقوبات
صعّدت الصين من مواجهتها التجارية مع الولايات المتحدة عبر فرض عقوبات على الوحدات الأمريكية التابعة لشركة Hanwha Ocean الكورية الجنوبية، وهددت بإجراءات انتقامية إضافية ضد قطاع الشحن البحري، في أحدث حلقة من التصعيد المتبادل بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم قبل استئناف المحادثات التجارية المرتقبة.
📊 تأثير فوري على الأسواق العالمية
الإعلان الصيني تسبب في هبوط واسع في الأسهم العالمية يوم الثلاثاء، إذ خفّض المستثمرون رهاناتهم على تهدئة التوتر بين واشنطن وبكين.
سهم Hanwha Ocean أغلق منخفضًا بنسبة -6.2%، بينما شهدت أسهم شركات بناء السفن الصينية ارتفاعًا حادًا مع توقعات بأن تحصد المكاسب من تقييد المنافسين الكوريين.
⚓ التصعيد البحري... جبهة جديدة في الحرب التجارية
الخلاف البحري يمثل توسّعًا جديدًا للنزاع التجاري المستمر، إذ سبق للطرفين أن فرضا رسومًا خاصة على دخول السفن إلى الموانئ، بينما تعمل الولايات المتحدة على إحياء صناعة بناء السفن المحلية بمساعدة حلفائها — وعلى رأسهم كوريا الجنوبية.
القطاع البحري يُعد حيويًا للاقتصاد العالمي، إذ تمر أكثر من 80% من التجارة الدولية عبر السفن.
قالت Deborah Elms، رئيسة مؤسسة Hinrich Foundation في سنغافورة:
“ما يجري الآن لم يعد مجرد نزاع على الرسوم أو القيود التصديرية، بل حول من يملك الحق في العمل داخل الأسواق العالمية. وإذا استمر التصعيد، فسنشهد تهديدًا حقيقيًا لمزيد من الأنشطة الاقتصادية حول العالم.”
⚙️ من الرسوم إلى السيطرة على الموارد
التوترات الحالية تتزامن مع تشديد بكين القيود على تصدير المعادن النادرة، فيما توسّع واشنطن من القيود على وصول الصين إلى الرقائق الإلكترونية، مهددة بفرض رسوم جديدة بنسبة 100% على الواردات الصينية.
رغم استمرار الاتصالات الدبلوماسية، من غير الواضح ما إذا كان الجانبان سيتمكنان من إبرام هدنة قبل القمة المرتقبة بين ترامب وشي جين بينغ في وقت لاحق من هذا الشهر.
ويخشى مراقبون أن تدفع الإجراءات الصينية الأخيرة دولًا مثل كوريا الجنوبية إلى الانحياز أكثر لواشنطن في الضغط على بكين.
🏛️ رد واشنطن وحلفاؤها
اتهم وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت (Scott Bessent) الصين بأنها “توجّه قاذفة إلى قلب سلاسل التوريد العالمية”، داعيًا الحلفاء إلى التكاتف ضد السياسات الصينية.
من جانبها، أكدت وزارة المالية الصينية أن نائب الوزير Liao Min، وهو أحد كبار المفاوضين التجاريين، يشارك هذا الأسبوع في اجتماعات وزراء المالية العالميين في واشنطن، حيث التقى بالفعل بعض أعضاء فريق بيسنت في محاولة لتخفيف حدة الأزمة.
ورجّحت مصادر مطلعة أن جولة مفاوضات جديدة قد تُعقد خلال الأسابيع المقبلة.
🚢 بيان وزارة التجارة الصينية
أوضحت الوزارة أن العقوبات جاءت بعد “تعاون فروع Hanwha الأمريكية مع التحقيقات التي أجرتها واشنطن ضد الصين”، معتبرة ذلك تهديدًا لـ“سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية”.
وأضافت أن بكين تدرس إجراءات إضافية ضمن ردّها على تحقيقات الممثل التجاري الأمريكي (Section 301) المتعلقة بالقطاع البحري.
من جانبها، قالت شركة Hanwha Ocean إنها “على دراية بالإعلان الصادر عن الحكومة الصينية وتراجع حاليًا تأثيره المحتمل على أعمالها”.
📉 تداعيات اقتصادية وجيوسياسية
على مدى العقد الماضي، تمكنت شركات بناء السفن الصينية من التفوق على نظيراتها في كوريا الجنوبية واليابان لتصبح المورد الأكبر للسفن عالميًا، بينما ظلت الصناعة الأمريكية شبه غائبة.
إدارة ترامب كانت قد أطلقت خطة لإحياء الصناعة الأمريكية بمساعدة سيول، التي تعهدت باستثمار 150 مليار دولار لدعم مشاريع بناء السفن في الولايات المتحدة.
في مارس الماضي، وأثناء مراجعة واشنطن لأشكال الرد على الهيمنة الصينية في الشحن، قدمت Hanwha Shipping مذكرة علنية تؤيد التحقيق الأمريكي، ما جعلها في مرمى رد بكين الحالي.
قال Jung In Yun، الرئيس التنفيذي لشركة Fibonacci Asset Management Global:
“العقوبات ضد Hanwha هي رسالة واضحة من الصين — إذا واصلت الشركة تعاونها مع واشنطن، فستضحي بأعمالها في السوق الصينية.”
💬 قراءة مُركَّب
تبدو بكين عازمة على توسيع نطاق المواجهة إلى قطاعات استراتيجية مثل الشحن والمعادن النادرة، بينما تسعى واشنطن لتعبئة حلفائها صناعيًا وتجاريًا ضدها.
لكن الخط الفاصل الدقيق بين الحرب الاقتصادية والتفاوض السياسي يجعل المرحلة الحالية محفوفة بالمخاطر، خاصة مع اقتراب لقاء ترامب وشي.
💡 خلاصة مُركَّب:
الأزمة البحرية ليست مجرد نزاع قطاعي بل جزء من معركة النفوذ الاقتصادي العالمية.
أي تصعيد جديد قد يضغط على كوريا الجنوبية واليابان وتايوان لاختيار جانب واضح، ما يزيد احتمالات تفكك سلاسل التوريد الدولية.الأسواق تترقب الآن ما إذا كانت اجتماعات واشنطن القادمة ستُهدئ الموقف أم تمهّد لجولة أكثر حدة.
🔍 للمستثمر الذكي فقط
في مركّب+، لا نطارد العناوين، بل نقرأ ما وراءها.
نحلّل تفاعلات الاقتصاد العالمي عبر فلاتر الجودة والشريعة، لتمييز الفرص النقية من المخاطر المعقدة.
📊 لأن الاستثمار الحقيقي لا يقوم على الحظ، بل على الانضباط والمعايير والفهم العميق لما تشتريه ولماذا.
🎯 اشترك الآن في مركّب+ لتصل إلى التحليلات التي تمنحك رؤية أعمق، وتتعلم كيف تستثمر بذكاء… لا بعشوائية.