حملات المقاطعة تربك الأسواق.. هل تنجح في الضغط على الشركات الكبرى؟
في مشهد غير اعتيادي، تواجه شركات التجزئة العملاقة مثل Walmart (WMT) وTarget (TGT) وAmazon (AMZN) وMcDonald's (MCD) موجة مقاطعة واسعة النطاق تدعو المستهلكين إلى التوقف عن الإنفاق ليوم واحد. هذه الحركة، التي أطلقها الناشط جون شوارتز عبر إنستغرام، جذبت اهتمامًا كبيرًا، حيث تجاوز عدد المشاهدات للفيديو الأول أكثر من 8 ملايين، مما زاد من الضغوط على العلامات التجارية الكبرى.
"لا تنفقوا أي شيء اليوم!" – رسالة المقاطعة
تسعى الحملة إلى الضغط على الشركات الكبرى لمحاربة الاحتكار، ووقف التلاعب بالأسعار، والتقليل من التهرب الضريبي.
يدعو الناشطون إلى دعم المتاجر المحلية الصغيرة بدلاً من التسوق في المتاجر الكبرى.
لكن الحملة سرعان ما ارتبطت بحركة أخرى تدعو لمقاطعة الشركات التي تراجعت عن سياسات التنوع والشمول (DEI)، مما جعل الأهداف الأصلية للحركة تثير بعض الجدل.
الشركات الكبرى في مواجهة ضغط مزدوج
تراجع سياسات التنوع والشمول:
شهدت شركات مثل Google ( GOOGL) وMeta (META) وWalmart وTarget تراجعًا في التزاماتها تجاه التنوع، مما دفع الرابطة الوطنية لتقدم الملونين (NAACP) إلى إطلاق حملة "الاستشارة السوداء للمستهلكين" لحث العملاء على مقاطعة الشركات التي لا تدعم التنوع.
احتجاج المستثمرين:
تعرضت Walmart لضغوط من المستثمرين، حيث وقع أكثر من 30 مساهمًا يمتلكون أصولًا بقيمة 266 مليار دولار رسالة احتجاج لرئيسها التنفيذي، مشيرين إلى أن التخلي عن سياسات التنوع خطوة مخيبة للآمال.
مقاطعة Target:
أعلنت مجموعة "Black Wall Street Ticker" عن "صيام مؤسسي" لمدة 40 يومًا ضد Target، بدءًا من 5 مارس وحتى 17 أبريل، في خطوة تهدف إلى الضغط على الشركة لتغيير سياساتها.
تأثير المقاطعة على مبيعات المتاجر الكبرى
بيانات حركة المتسوقين تشير إلى تراجع ملحوظ في الإقبال على المتاجر الكبرى منذ بداية حملات المقاطعة:
Walmart: انخفاض حركة المتسوقين بنسبة 2.9% في الأسبوع المنتهي في 3 فبراير، وبنسبة 1.4% في الأسبوع المنتهي في 10 فبراير.
Target: تراجع أكثر حدة بنسبة 8.6% في أوائل فبراير، ثم 3.9% في الأسبوع التالي.
Costco (COST): على عكس ذلك، سجلت ارتفاعًا بنسبة 5.7% في أوائل فبراير، و4.6% في الأسبوع التالي، مما يعكس دعم المستهلكين للشركات التي لا تزال ملتزمة بسياسات التنوع.
تحليل السوق:
"يمكنك رؤية التراجع الحاد في البيانات"، يقول المحلل جو فيلدمان من Telsey Advisory Group، مؤكدًا أن حملات المقاطعة قد تؤثر فعليًا على مبيعات الشركات.
التوترات السياسية وتأثيرها على الأسواق
تتزايد الضغوط على الشركات الكبرى في ظل السياسات الاقتصادية المتغيرة لإدارة الرئيس دونالد ترامب، سواء من خلال فرض تعريفات جمركية جديدة أو تشديد القيود على التوظيف والهجرة.
تؤدي هذه التغيرات إلى زيادة حالة عدم اليقين في الأسواق، حيث يحاول المستثمرون التنبؤ بتأثيرها على إنفاق المستهلكين وثقة الشركات.
النتيجة؟
قد تستمر المقاطعة في التأثير على العلامات التجارية الكبرى، مما يدفعها إلى إعادة تقييم استراتيجياتها.
ستواجه الشركات متعددة الجنسيات تحديات متزايدة مع التحولات السياسية والاقتصادية، مما قد يؤثر على استراتيجيات الاستثمار لديها.
المستهلكون أصبحوا أكثر وعيًا بقوتهم الشرائية، وهو ما قد يجبر الشركات على تقديم مزيد من الشفافية والممارسات العادلة.
هل يمكن أن تؤدي المقاطعة إلى تغييرات حقيقية؟
بينما قد لا يظهر تأثير يوم "الإغلاق الاقتصادي" بشكل مباشر، إلا أن الضغط المستمر على العلامات التجارية الكبرى قد يترك بصمة طويلة الأمد.
للمستهلكين: قراراتك الشرائية يمكن أن ترسل رسالة قوية للشركات.
للمستثمرين: ترقب التأثيرات المحتملة لهذه التحولات على أداء الأسهم خلال الأشهر المقبلة.
لأصحاب الأعمال: الالتزام بالشفافية والمسؤولية الاجتماعية قد يكون المفتاح للحفاظ على ولاء العملاء.
📩 اشترك الآن لتبقى على اطلاع بأحدث التحليلات وأبرز التطورات الاقتصادية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet