تصاعد الرسوم الجمركية: هل الأسواق تتجاهل الإنذار الحقيقي أم تستعد لصدمة أغسطس؟
بينما تزداد وتيرة التصعيد التجاري بين إدارة ترمب وشركاء الولايات المتحدة، يعيش المستثمرون حالة من "اللا اكتراث" الظاهري في الأسواق المالية الأميركية. المؤشرات الرئيسية تحقّق مستويات قياسية رغم تهديدات الرسوم المرتفعة على اقتصادات كبرى حول العالم. فهل أصبح المستثمرون أكثر تساهلًا مع مخاطر التصعيد الجمركي؟ أم أن هناك قنابل مخفية قد تنفجر مع بداية أغسطس؟
القضايا والتحديات مع أكبر 15 شريكًا تجاريًا لأميركا
أكثر من 85% من تجارة الولايات المتحدة تتركز مع 15 شريكًا فقط، وتبرز نسب التجارة والرسوم الجمركية الموعودة بعد 1 أغسطس، إضافة إلى القضايا الحساسة في كل علاقة:
الاتحاد الأوروبي: رسوم 30%، ونزاعات حول الضرائب الرقمية، المنتجات المعدلة جينيًا، وقضايا أوكرانيا
المكسيك: 30% (مع استثناءات)، مع تركيز على الأمن الحدودي، الفنتانيل، وصناعة السيارات
كندا: 35% (مع استثناءات)، ونزاعات حول النفط، البوتاس، والألبان
الصين: 30%، مع عشرات القضايا من الإلكترونيات إلى حقوق الملكية الفكرية
اليابان، كوريا الجنوبية، الهند، البرازيل، سنغافورة، تايوان وغيرهم في قائمة الشركاء الأساسيين.*
جدول الرسوم الجمركية المعلنة في يوليو 2025
نسب الرسوم الجديدة التي ستطبق في 1 أغسطس على أكثر من 25 دولة. تتراوح المعدلات بين 19% (إندونيسيا) و50% (البرازيل)، مع ملاحظات حول زيادات هائلة (البرازيل من 10% إلى 50%)، وانخفاضات نسبية لدول أخرى (إندونيسيا من 32% إلى 19%).
لماذا الأسواق هادئة رغم تصاعد الرسوم؟
رواية الإدارة الأميركية:
يرى البيت الأبيض أن مقاومة الأسواق للصدمات دليل على أن المستثمرين "تقبلوا الرسوم"، وباتت هذه الأدوات جزءًا من إعادة توازن التجارة العالمية.رؤية وول ستريت:
في المقابل، يُجمع كثير من المحللين على أن الأسواق لا تصدق أن ترمب سينفذ جميع تهديداته، وقد اعتادت "تكتيك الضغط ثم التراجع" (تشيكن أوت)، ما يفسر اللامبالاة الراهنة.
نقطة الخطر:
تصاعد التحذيرات من أن حالة الهدوء هذه قد تكون خادعة، خاصة إذا لم تُفضِ المفاوضات الجارية إلى تسويات حقيقية قبل 1 أغسطس.
تأثير الرسوم على الاقتصاد والشركات
شركاء الرسوم يمثلون أكثر من 85% من تجارة أميركا، ما ينذر بضغوط مباشرة على سلاسل الإمداد في القطاعات الصناعية، التقنية والزراعية.
التحديات لا تتوقف عند الأرقام، بل تتعلق بملفات معقدة: الضرائب الرقمية، المنتجات الزراعية، أمن الحدود، وحتى اعتبارات سياسية مثل محاكمة رؤساء سابقين (البرازيل).
بيانات التضخم الأخيرة (ارتفاع CPI إلى 2.7% في يونيو) تعكس تسرب تأثير الرسوم إلى الأسعار الاستهلاكية، مع توقعات بأن موسم أرباح الشركات القادم قد يحمل مفاجآت سلبية ثقيلة.
الخلاصة
هدوء الأسواق الحالي قد يكون مؤقتًا وخادعًا؛ فغياب التسويات أو تصعيد فعلي مع بدء تطبيق الرسوم في أغسطس قد يفجر موجة تقلبات عنيفة، خاصة مع تعقيد الملفات بين واشنطن وشركائها الأساسيين. على المستثمرين الاستعداد لكافة السيناريوهات، خصوصًا في القطاعات المرتبطة بالتجارة الدولية وسلاسل الإمداد العالمية، وعدم الركون لحالة "التبلد" في الأسواق مع اقتراب موعد 1 أغسطس.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet