تحوّل ترمب يُخفف الضغط عن الأسواق... ولكن الحذر سيد الموقف
بعد أسابيع من الاضطرابات الحادة، جاء تحوّل لهجة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه الاحتياطي الفيدرالي والرسوم الجمركية ليضخ جرعة حيوية من الثقة في الأسواق المالية، مما ساعد الأسهم والدولار والسندات على التقاط أنفاسها.
لكن، رغم هذا التحسن، تبقى المخاطر قائمة، والحذر لا يزال سيد الموقف.
ترمب يتراجع عن التصعيد ضد باول... ويخفف لهجته بشأن الرسوم
في تحول لافت، أعلن الرئيس ترمب أنه "لا ينوي إقالة" رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مؤكدًا احترامه لاستقلالية البنك المركزي — بعد أسابيع من تهديدات أثارت قلق الأسواق.
بالتزامن، ألمح ترمب إلى احتمال تخفيف الرسوم الجمركية الباهظة على الواردات الصينية، مما عزز من تفاؤل المستثمرين الباحثين عن بوادر تهدئة.
قال مايكل غرين، كبير استراتيجيي الاستثمار في Simplify Asset Management، لـYahoo Finance:
"كل مرة تصدر فيها أخبار إيجابية بشأن التجارة، نجد الأسواق تتنفس الصعداء."
الأسواق تستعيد توازنها: الدولار والسندات يتنفسان الصعداء
مع بداية الأسبوع، شهدت الأسواق الأميركية موجة بيع مكثفة شملت الأسهم والسندات والدولار — مشهد نادر أُطلق عليه وصف "بيع أميركا".
لكن مع تحوّل نبرة ترمب إلى لهجة أكثر هدوءًا، عادت الثقة تدريجيًا إلى الأسواق.
نتائج نهاية الأسبوع:
انخفض العائد على السندات الأميركية لأجل 10 سنوات إلى ما دون 4.3%.
تحسن مؤشر الدولار، مقتربًا من مستوى 100 النفسي الهام.
وصف مارك نيوتن، رئيس استراتيجية التحليل الفني في Fundstrat، الأسبوع قائلًا:
"دفعة كبيرة للثقة"، مشيرًا إلى أن الأسواق قد تبقى متقلبة، لكن بوادر التعافي ملحوظة رغم غياب أي اتفاق تجاري رسمي.
هل هذا التحول دائم؟
رغم التحسن الحالي، يحذر المحللون من أن الطريق لا يزال وعراً.
كيث ليرنر، كبير مسؤولي الاستثمار في Truist، أشار إلى أن:
"تركيز الإدارة الأميركية على الأسواق يعد إشارة إيجابية، لكن أي تدهور مفاجئ في البيانات الاقتصادية قد يعيد المخاوف بسرعة."
أما مايكل كانترويتز من Piper Sandler فقدم تشبيهًا ساخرًا للوضع الراهن:
"التقلبات ستستمر كحركة بندول تتأرجح ذهابًا وإيابًا... وقمة البندول تُسمى بالإنكليزية 'pivot'، أليس ذلك ساخرًا؟"
الخلاصة
في حين أن التغير المفاجئ في لهجة الرئيس ترمب أنقذ الأسواق من موجة بيعية خطيرة، فإن المرحلة القادمة تبقى محفوفة بالتقلبات وعدم اليقين. قد يكون هذا التحول بداية لتهدئة أوسع — أو مجرد هدنة مؤقتة قبل جولات جديدة من الاضطراب.
في كل الأحوال، المستثمر الذكي هو من يبقى يقظًا، يقرأ الإشارات بعناية، ويوازن بين التفاؤل والاحتراز.
📩 لا تفوّت تحليلاتنا لأسواق المال والسياسات الاقتصادية!
اشترك الآن في نشرة "مركب" لتصلك تحليلات دقيقة وخطط استثمارية مبنية على الفهم العميق لما يحدث خلف العناوين.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet