القضاء الأميركي يُهدد عرش جوجل... والإنترنت على أعتاب تحوّل جذري
معركة احتكار البحث تدخل أخطر مراحلها
في لحظة مفصلية قد تعيد تشكيل مشهد الإنترنت العالمي وتوازنات المنافسة التقنية، تقف Google (GOOG) أمام قاضٍ فيدرالي أميركي يفكر جديًا في تفكيك أجزاء من إمبراطوريتها الرقمية، وفرض قيود غير مسبوقة على حلول الذكاء الاصطناعي التابعة لها. القضية التي فجرتها وزارة العدل الأميركية باتت في مرحلة الحسم، وسط ترقب عالمي لقرار سيصدر في أغسطس المقبل قد يهز قواعد الصناعة الرقمية من جذورها.
مقترحات وزارة العدل: بيع Chrome ومشاركة بيانات البحث وكسر عقود الحصرية
خلال الجلسة الأخيرة لمحكمة واشنطن الفيدرالية، عرض محامو وزارة العدل سلسلة من الإجراءات الجذرية لإعادة التوازن إلى سوق البحث الرقمي، أبرزها:
إجبار Google على بيع متصفح Chrome، الذي يسيطر على نحو 35% من عمليات البحث عالميًا.
منع Google من دفع مبالغ لشركات مثل Apple وMozilla لجعل محركها الافتراضي، وهو ما اعتبرته الوزارة السبب الرئيسي لاستمرار احتكار البحث.
إلزام Google بمشاركة بيانات البحث مع المنافسين لدعم صعود محركات بحث جديدة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI).
التحذير من أن هيمنة Google في البحث قد تمتد بسهولة إلى عالم الذكاء الاصطناعي، مع توسع استخدام GenAI كوسيلة بحث رئيسية في المستقبل.
دفاع Google: التفكيك خطر على الابتكار والمستهلكين
من جانبها، وصفت Google مقترحات الحكومة بأنها "متطرفة" وستؤدي إلى ضرر كبير للمستهلكين والشركات الأميركية، محذرة من تداعياتها على مكانة الولايات المتحدة التكنولوجية.
أكد فريق الدفاع أن قوة Google تعود للابتكار المستمر طوال عقدين، وأن المستخدمين يختارون خدماتها لجودتها، لا لغياب البديل.
كما نبّه محامو Google إلى أن إيقاف المدفوعات لشركاء مثل Apple وMozilla قد يؤدي إلى إفلاس شركات أصغر، بما يهدد المنافسة بدلاً من دعمها.
الذكاء الاصطناعي في قلب المعركة: نهاية الاحتكار أم بداية جولة جديدة؟
ركّز القاضي أميت ميهتا على مستقبل البحث في عصر الذكاء الاصطناعي، متسائلًا إن كانت الإجراءات المقترحة ستسمح بظهور محركات بحث جديدة مع الطفرة الراهنة في GenAI.
أصرت وزارة العدل على أن هذه الإجراءات ضرورية لضمان التنافسية، مؤكدة أن GenAI بات "مدخل البحث الجديد".
من ناحيتها، سعت Google للفصل بين حلولها الذكية (مثل Gemini) وسوق البحث التقليدي، نافية وجود أثر سلبي مباشر لسلوكها الحالي على الابتكار في الذكاء الاصطناعي.
شهادات المنافسين: Google تمنع المنافسة في الذكاء الاصطناعي
شهدت الجلسة حضور ممثلين عن شركات ناشئة في الذكاء الاصطناعي مثل Perplexity وOpenAI، والذين أكدوا أن عقود Google مع شركات الأجهزة مثل Motorola تُعرقل دخول منافسين جدد إلى السوق وتمنع تغيير المحرك الافتراضي أو المساعد الرقمي.
كما أبدت هذه الشركات استعدادها للاستحواذ على Chrome إذا تم طرحه للبيع، معتبرة أن ذلك قد يفتح باب المنافسة في سوق المتصفحات والبحث.
تحديات التفكيك: هل بيع Chrome يحل الأزمة أم ينقلها لجهة أخرى؟
ناقش القاضي مع الأطراف جدوى بيع Chrome، محذّرًا من أن الخطوة قد تؤدي ببساطة إلى بقاء Google كمحرك افتراضي، أو نقل المتصفح إلى شركة أخرى تستغل مكانتها لفرض هيمنة جديدة.
ترى وزارة العدل أن التفكيك حلّ "أقل تعقيدًا" وأوضح للمنافسة، فيما تحذر Google من أن Chrome قد يفقد جودته وقدراته خارج مظلة الشركة الأم بسبب ترابطه مع باقي خدماتها.
الخلاصة:
مع اقتراب صدور قرار القاضي أميت ميهتا، تقف Google أمام أكبر تهديد وجودي منذ تأسيسها. القرار المنتظر قد يفتح الباب أمام صعود منافسين جدد ويعيد رسم قواعد البحث والذكاء الاصطناعي، أو يفرض ضوابط جديدة تغير طريقة وصول العالم للمعلومات.
في المقابل، هناك مخاوف من أن تؤدي "العلاجات القاسية" إلى نتائج عكسية تضر المستهلكين والشركاء التقنيين، بدلًا من تحقيق المنافسة المنشودة.
رغم الأرباح القياسية... هل تصمد إمبراطورية جوجل أمام هجوم مكافحة الاحتكار؟
بينما تواصل Alphabet (GOOG) تسجيل أداء مالي يفوق التوقعات مع بداية 2025، تواجه الشركة لحظة حاسمة في تاريخها قد تعيد تشكيل ملامح سوق البحث والإعلانات الرقمية عالميًا. فوسط نمو الإيرادات وتنوع مصادر الدخل، ينتظر الجميع قرارًا قضائيًا قد يهز عرش Google ويغيّر قواعد اللعبة للقطاع بأسره.
اشترك الآن ليصلك كل جديد وتحافظ على موقعك في قلب الحدث!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet