🔥 “تجارة الانهيار النقدي” تشعل وول ستريت… المستثمرون يتدافعون نحو الذهب والفضة والبتكوين

في وقتٍ تتزايد فيه المخاوف من تدهور قيمة العملات الورقية بسبب التضخم وارتفاع الديون الحكومية، يتجه المستثمرون إلى ما يُعرف اليوم في وول ستريت باسم “تجارة التدهور النقدي (Debasement Trade)” — وهي رهان ضخم على الذهب (Gold) والفضة (Silver) والبتكوين (Bitcoin) كتحوطٍ ضد فقدان الثقة في الأصول النقدية والسيادية.

---

📊 لماذا الآن؟

• وفقًا لـ سارة بيتون (Sarah Beaton)، مديرة استراتيجية الاستثمار في Madera Wealth Management:

“الجميع يتحدث عن التدهور النقدي… هذا هو الشبح الذي يخيف وول ستريت اليوم.”

• الفكرة ببساطة أن الأسواق تخشى من تآكل القوة الشرائية للنقود والسندات الحكومية نتيجة ارتفاع الديون الأمريكية إلى 38 تريليون دولار في أكتوبر 2025، مع استمرار خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي وزيادة الإنفاق الحكومي وفرض رسوم جمركية جديدة تهدد بدفع الأسعار إلى الأعلى.

• هذا السيناريو يجعل الذهب والبتكوين أدوات دفاعية ضد تضخمٍ محتمل، حيث ارتفعت أسعار الأصول الثلاثة بأكثر من 60% منذ بداية 2025، لتتفوق على أداء الأسهم الأمريكية بفارق كبير.

---

⚙️ كيف تعمل تجارة التدهور النقدي؟

• الفكرة تشبه سلوك المستثمر “المنذِر بنهاية العالم”: يسعى إلى حماية ثروته من فقدان قيمة الدولار الأمريكي عبر الأصول الصلبة والنادرة.

• فعندما تتوسع الحكومات في الإنفاق والعجز، ويصبح الدين تضخميًا بطبيعته، يهرب المال من السندات إلى الذهب والبتكوين.

• لكن ليست الصورة سوداوية بالكامل؛ فالتضخم طويل الأمد لا يزال “مستقرًا نسبيًا”، والدولار لم يفقد قيمته كثيرًا خلال الأشهر الأخيرة، كما أن عوائد السندات طويلة الأجل لا تزال دون 5%.

---

🥇 هل تستمر الموجة؟

• بحسب واين غوردون (Wayne Gordon) من UBS، فإن العوامل التي تدعم استمرار الصعود تشمل:
  • انخفاض العوائد الحقيقية في الولايات المتحدة.
  • ضعف الدولار الأمريكي.
  • استمرار الاضطرابات السياسية العالمية.

• أما بن ماكميلان (Ben McMillan) من IDX Advisors فيقول:

“الذهب يُخزَّن الآن في خزائن الصين والهند وروسيا… تمامًا كما تُحرق وحدات بتكوين — كلاهما يُسحب من التداول لأن الناس يخشون بداية نهاية هيمنة الدولار.”

---

⚠️ لكن هناك معسكر آخر من المشككين

• ديفيد كيلي (David Kelly)، كبير الاستراتيجيين في JPMorgan Asset Management، يرى أن البتكوين أصل “وهمي بلا قيمة”، وأن الذهب رغم مكانته كاحتياطي للبنوك المركزية “لم يُثبت قدرته على بناء الثروة على المدى الطويل”.

• يقول كيلي:

“منذ 1980، الذهب بالكاد واكب التضخم عبر كثير من التقلبات. الناس يقولون ‘جيد كالذهب’، لكن لا أرى أصلًا طويل الأمد كان أسوأ من الذهب.”

---

💬 هل الذهب والبتكوين والفضة فعلاً أفضل تحوّط؟

الآراء منقسمة

• كيلي يفضل التحوط ضد الدولار الضعيف عبر الأسهم والعملات الأجنبية المتقدمة مثل اليورو والإسترليني والفرنك السويسري.

• أما بيتون (Beaton) فتقول إنها تميل إلى الأسهم الدولية وسندات الحماية من التضخم (TIPS) والعقارات كبدائل أفضل من الذهب.

“الذهب ليس أداتي المفضلة للحماية من التضخم… أرى أن الاستثمار الدولي أكثر فاعلية لمواجهة تدهور الدولار.”

---

🔮 النظرة المستقبلية

• إذا واصل الفيدرالي خفض الفائدة واستمر الدين الأمريكي في التوسع، فسيبقى “تجارة التدهور النقدي” رهانًا جذابًا لكبار المستثمرين.
• لكن في حال استقرار العوائد والتضخم، فقد تشهد الذهب والبتكوين موجة تهدئة بعد الارتفاع الكبير في 2025.
• تظل الأسواق الناشئة والعملات الأوروبية خيارات موازنة للمحافظ التي تبحث عن تنويع حقيقي.

---

💡 خلاصة مُركّب:

التحوّط من انهيار العملات لم يعد مجرد “هوس هامشي”، بل أصبح محورًا رئيسيًا في استراتيجيات وول ستريت.
الذهب والبتكوين يرمزان اليوم إلى فقدان الثقة بالنظام المالي التقليدي، لكن الرهان الأذكى — كما يرى محللو مُركّب+، هو الموازنة بين أصول التحوّط (ذهب + أصول دولية + أدوات دخل حقيقي) بدل الاعتماد على أصل واحد.

---

🔍 للمستثمر الذكي فقط

في مُركّب+ نحلّل السرديات العميقة خلف كل موجة استثمارية — من “فقاعة الذكاء الاصطناعي” إلى “تجارة التدهور النقدي” — لنفهم من يصنع الثروة… ومن يحتمي منها فقط.
📊 لأنّ الذكاء في الاستثمار لا يعني الهروب من الخطر، بل فهم متى يتحوّل الخطر إلى فرصة.
🎯 اشترك الآن في مُركّب+ لتتعلم كيف تحمي ثروتك وتحوّل تقلبات الاقتصاد العالمي إلى مكاسب محسوبة.