🔥 الإغلاق الحكومي الأمريكي يضغط على النمو… والاقتصاد يتحمل الألم المؤقت
تعيش الولايات المتحدة أسبوعها الثالث من الإغلاق الحكومي وسط صدام سياسي بين الجمهوريين والديمقراطيين حول تمويل الحكومة، ما بدأ يترك أثرًا ملموسًا على النمو الاقتصادي الأمريكي مع تزايد خسائر الإنتاج وتراجع الإنفاق الاستهلاكي.
⚙️ التأثير الاقتصادي المباشر
قدّر خبراء الاقتصاد أن الإغلاق الحالي يخصم ما بين 0.1 إلى 0.2 نقطة مئوية من معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي المعدّل للتضخم لكل أسبوع، نتيجة تراجع إنتاجية الموظفين الفيدراليين وتأجيل إنفاق الأسر.
نحو 700 ألف موظف فيدرالي تم تسريحهم مؤقتًا، فيما يعمل عدد مماثل بدون رواتب، ما أجبر العديد من الأسر على تقليص مصروفاتها وتأجيل دفعاتها الأساسية.
البيت الأبيض أشار إلى أن الرواتب المتأخرة قد لا تُدفع بأثر رجعي، بينما أقدمت إدارة دونالد ترامب (Donald Trump) على تسريح بعض الموظفين الدائمين.
كما تأثرت شركات المقاولات المتعاملة مع الحكومة، والتي غالبًا لا تحصل على تعويض بعد عودة النشاط.
🔮 نظرة مركّب: التأثير الاقتصادي قصير المدى ما زال محدودًا، لكنه يتراكم أسبوعًا بعد آخر مع اتساع نطاق التوقف الإداري وشلل الإنفاق الحكومي.
🏛️ انعكاسات اجتماعية ومعيشية
في بعض الولايات مثل نيويورك وتكساس، حذّرت الحكومات المحلية من توقف صرف كوبونات الغذاء (Food Stamps) في حال استمرار الإغلاق إلى نوفمبر، بينما أعلنت بنسلفانيا رسميًا تعليق المدفوعات ابتداءً من 16 أكتوبر.
وفي المقابل، أفادت تقارير إعلامية بأن بعض العسكريين تلقوا رواتب منقوصة، رغم أن رواتب الخدمة الفعلية دُفعت الأسبوع الماضي.
🔮 نظرة مركّب: التوتر السياسي بدأ ينعكس على الأمن الاجتماعي، وقد تتحول الأزمة من مالية إلى معيشية إذا استمر الشلل الإداري إلى الشهر القادم.
📉 تقديرات المؤسسات والاقتصاديين
قال غريغوري داكو (Gregory Daco)، كبير الاقتصاديين في EY-Parthenon، إن الإغلاق لن يدفع الاقتصاد إلى ركود مباشر، لكنه سيتسبب بخسائر دائمة لدى الموظفين الذين اضطروا إلى خفض إنفاقهم أو فقدوا وظائفهم.
بينما أشار براين بيثيون (Brian Bethune)، أستاذ الاقتصاد في كلية بوسطن (Boston College)، إلى أن الآثار القصيرة تتراكم يومًا بعد يوم، ومع مرور الوقت تتحول إلى أضرار يصعب تعويضها بالكامل.
🔮 نظرة مركّب: حتى لو استُعيد النشاط لاحقًا، فإن بعض الخسائر – خصوصًا في الإنتاجية والإنفاق الشخصي – لن تُعوّض بالكامل، ما قد يبطئ تعافي الربع الرابع.
💼 تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس
أوضح مكتب الميزانية في الكونغرس (CBO) أن الأثر الاقتصادي “سيكون مؤقتًا” لكنه يزداد سلبية مع طول الإغلاق.
الإغلاق الأطول في التاريخ الأمريكي – الذي استمر 34 يومًا بين ديسمبر 2018 ويناير 2019 – أدى إلى تباطؤ حاد في الربع الرابع قبل أن يتسارع النمو مجددًا في الربع التالي.
🔮 نظرة مركّب: التاريخ يشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي قادر على التعافي السريع بعد الإغلاقات، لكن التكرار المتواصل لهذه الأزمات السياسية قد يضعف الثقة ويقلص الاستثمار طويل الأجل.
💸 أثر الإغلاق على الأعمال والأسواق
رغم أن وول ستريت لم تُبدِ قلقًا كبيرًا حتى الآن، إلا أن الأضرار بدأت تمتد إلى الشركات المتعاقدة مع الحكومة والتي تعتمد على التصاريح والعقود الفيدرالية.
تقدّر أوكسفورد إيكونوميكس (Oxford Economics) أن نحو 800 مليون دولار من العقود الفيدرالية اليومية مهددة بالتعطّل في أكتوبر وحده، مع آثار محتملة على سوق العمل.
قال برنارد ياروس (Bernard Yaros)، كبير اقتصاديي الولايات المتحدة في Oxford Economics، إن “المقاولين يمكنهم تجاوز التعليق القصير، لكن الإغلاق المطوّل قد يضرب تدفقاتهم النقدية ويؤدي إلى تخفيض أجور أو تسريحات”.
وأضاف أن الإنفاق الحكومي المتأخر يمكن تعويضه بعد استئناف العمل، “لكن كلما طال الإغلاق، زادت احتمالات خسارة بعض الدخل نهائيًا.”
🔮 نظرة مركّب: مرونة الشركات في مواجهة الإغلاق تعتمد على مدته، فكل يوم إضافي يعني خسائر جديدة يصعب استردادها حتى بعد عودة النشاط.
🔮 النظرة المستقبلية
إذا استمر الإغلاق لما بعد نوفمبر، فسينخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع بما لا يقل عن 0.5%، مع تراجع الإنفاق الاستهلاكي وثقة الأعمال.
عودة النشاط قبل منتصف الشهر المقبل ستسمح بتعويض معظم الخسائر في الربع الأول من 2026، لكن الاستقرار المالي سيظل هشًّا حتى التوصل إلى تسوية دائمة بين الكونغرس والإدارة الأمريكية.
💡 خلاصة مُركّب:
الإغلاق الحكومي الأمريكي أصبح عبئًا مؤقتًا على الاقتصاد، لكنه يختبر صبر الشركات والأُسر معًا.
كل أسبوع إضافي يُفاقم الضغط على النمو والإنفاق، فيما تترقّب الأسواق لحظة الحسم السياسي التي ستحدّد اتجاه الاقتصاد للفترة المقبلة.
🔍 للمستثمر الذكي فقط
في مركّب+، لا نطارد الأخبار العشوائية.
نحن نحلّل الأحداث الاقتصادية عبر فلاتر العمق والتأثير التي تفرّق بين “الضجيج السياسي” و“الحقائق الاقتصادية”،
وعبر فلاتر الشريعة التي تضمن أن قراراتك الاستثمارية نظيفة وواعية.
📊 لأن الاستثمار الحقيقي لا يقوم على الحظ،
بل على الانضباط، والمعايير، والفهم العميق لما يحدث في الاقتصاد ولماذا.
🎯 اشترك الآن في مركّب+ لتصل إلى التحليلات الأعلى جودة والأكثر توافقًا مع قيمك،
وتتعلم كيف تستثمر وتفهم الأسواق بذكاء… لا بعشوائية.



