📉 لماذا هبطت الأسواق اليوم رغم انتهاء الإغلاق الحكومي؟
مقال مُركَّب – آخر التحديثات
أُعلن أخيرًا عن إنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة (استمر 43 يومًا).
وبشكل طبيعي، توقّع كثيرون أن ترتد الأسواق إيجابًا… لكن ما حدث كان العكس تمامًا: هبوط واسع في المؤشرات.
فلماذا حدث ذلك؟ لنرتّب الصورة.
1) التوقعات بخفض الفائدة تتلاشى… وهذا أهم سبب
خلال الأسابيع الماضية، راهنت الأسواق بقوة على خفض للفائدة في ديسمبر.
لكن بعد انتهاء الإغلاق وعودة البيانات الاقتصادية، أصبح الوضع أوضح:
الفيدرالي يشير إلى عدم الحاجة لخفض سريع الآن.
التضخم ما زال «لزجًا»، والعمالة لم تهدأ كما توقع المستثمرون.
النتيجة: تكلفة رأس المال ستبقى مرتفعة… وهذا يضغط على تقييمات الأسهم، خصوصًا التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
في مركّب: عندما تتغير توقعات الفائدة، تتغير معادلة القيمة العادلة بالكامل.
2) عودة البيانات الاقتصادية = عودة القلق
الإغلاق الحكومي عطّل صدور تقارير مهمة عن:
📌 التوظيف،
📌 مبيعات التجزئة،
📌 التجارة،
📌 ثقة المستهلك.
مع انتهاء الإغلاق… ستظهر فجأة دفعة كبيرة من البيانات المتراكمة.
والسوق يكره المفاجآت.
الآن الجميع يتساءل:
هل الاقتصاد أضعف مما كنا نعتقد؟
أم أن التضخم أعلى مما يجب؟
كلا السيناريوهين غير مريح للأسواق.
3) التكنولوجيا تنزف… والسندات ترتفع
اليوم شهدنا ما يلي:
أسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تراجعت بحدة.
Nvidia انخفضت، وأسهم النمو ذات الحساسية للفائدة تضررت.
عوائد السندات قفزت من جديد، ما يجعلها بديلًا مغريًا مقارنة بالأسهم عالية التقييم.
باختصار: الأموال تتحرك من «النمو» إلى «الدخل الثابت»… وهذا انعكس فورًا على المؤشرات.
4) انتهاء الإغلاق… أزال «الدافع السياسي» المؤقت
كان الإغلاق الحكومي سببًا للضوضاء، وانتهاؤه أعطى دفعة قصيرة من الارتياح.
لكن بمجرد زواله، عاد السوق إلى واقعه الحقيقي:
تضخم لم يُحسم بعد
فائدة مرتفعة
تباطؤ محتمل في النمو
موسم أرباح غير متجانس
الأسواق احتفلت دقائق قليلة… ثم اصطدمت بالحقيقة.
5) المزاج العام يتحول من التفاؤل إلى «إعادة تسعير»
أسعار الأسهم كانت مبنية على فكرة:
“خفض قريب للفائدة + تعافٍ سريع”
اليوم، هذا السيناريو تغيّر.
لذلك دخلت الأسواق في موجة Repricing… أي إعادة تقييم لكل شيء من جديد:
التوقعات، والنمو، والربحية، والسعر العادل.
وهذا ما يفسر الهبوط المفاجئ رغم الخبر السياسي الإيجابي.
🔍 ماذا يعني هذا لمتابعي «مركّب»؟
✔ التركيز على الشركات عالية الجودة
الشركات التي تملك:
ميزانيات قوية
تدفقات نقدية مستقرة
قدرة على رفع الأسعار
هي الأكثر قدرة على مقاومة بيئة الفائدة المرتفعة.
✔ الحذر من الشركات «المبالغ في تقييمها»
خصوصًا التي تعتمد على توقعات مستقبلية بعيدة.
✔ متابعة البيانات القادمة
التضخم
بيانات التوظيف
مبيعات التجزئة
هذه هي المحرك الحقيقي للأسواق الآن—not السياسة.
📝 الخلاصة
انتهاء الإغلاق الحكومي خبر جيد… لكن ليس كافيًا لإيقاف الضغوط الاقتصادية.
السوق اليوم يعيد النظر في توقعات النمو والفائدة والتقييمات.
وفي مثل هذه الفترات، من ينتقي شركاته بعناية ويقرأ الصورة الكبيرة—لا يتحرك بدافع العاطفة—هو الذي يبني نتائج قوية على المدى الطويل.



