في لحظة حاسمة يترقبها المستثمرون حول العالم، أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على توقعاته بشأن خفضين للفائدة خلال 2025، لكنه كشف عن تصاعد الانقسام داخل صفوف أعضائه حيال المسار المقبل للسياسة النقدية. القرار يعكس حجم الضبابية التي تحيط بمستقبل الاقتصاد الأمريكي وسط تصاعد المخاطر التضخمية وضغوط سوق العمل والتخوفات من سياسات التجارة والضرائب في عهد ترمب. الأسواق تترقب والأعين مشدودة إلى كل نقطة في "الرسم النقطي" الذي يعكس مزاج الفيدرالي وتوجهاته للفترة المقبلة.
انقسام غير مسبوق داخل الفيدرالي: خفضان للفائدة لكن الحذر يسيطر
الرسم النقطي (Dot Plot) لشهري مارس ويونيو أن معظم الأعضاء ما زالوا يتوقعون خفضين للفائدة في 2025، لكن درجة الانقسام ارتفعت بشكل لافت.
النقاط الزرقاء (الفاتحة والداكنة) تمثل تقديرات الأعضاء لمستوى الفائدة في أعوام 2025، 2026، 2027 وعلى المدى البعيد. يبرز في الصورة اتساع شريحة الأعضاء الذين يتوقعون تثبيت الفائدة دون أي خفض خلال 2025 مقارنة بمارس، ما يعكس تزايد الحذر داخل الفيدرالي.
قرار الفيدرالي: تثبيت الفائدة وتحديث التوقعات
أبقى الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي بين 4.25% و4.5% للاجتماع الرابع تواليًا، بعد سلسلة تخفيضات بـ100 نقطة أساس في 2024.
تفاصيل الانقسام:
سبعة أعضاء لا يتوقعون أي خفض للفائدة هذا العام (ارتفاعًا من أربعة في مارس).
اثنان فقط يتوقعان خفضًا واحدًا.
الأغلبية على خفضين، لكن مع تزايد المخاوف من تسارع التضخم أو ضعف سوق العمل.
في مؤتمره الصحفي، أوضح رئيس الفيدرالي جيروم باول أن هذا التباين يعكس اختلاف تقديرات المخاطر: بعض الأعضاء يرون أن التضخم الخطر الأكبر، والبعض الآخر يضعف ثقته في متانة سوق العمل.
توقعات الاقتصاد الأمريكي: تباطؤ نمو وارتفاع تضخم وبطالة
جدول ملخص توقعات الفيدرالي الاقتصادية ليونيو مقابل مارس
نمو الناتج المحلي الإجمالي: تراجع التقدير من 1.7% إلى 1.4%.
التضخم الأساسي: ارتفع من 2.8% إلى 3.1%.
البطالة: صعدت من 4.2% إلى 4.5%.
الفائدة المتوقعة بنهاية 2025: لم تتغير عند 3.9%.
الفيدرالي خفض تقديرات النمو ورفع توقعات التضخم والبطالة في آن واحد، ما يزيد من قلق الأسواق حيال احتمالات ركود تضخمي.
ما وراء الأرقام؟
1. انقسام الأعضاء... علامة ضبابية وتشدد في الحذر
تزايد عدد الأعضاء المؤيدين لتثبيت الفائدة يعكس حالة من عدم اليقين الداخلي: هل الأولوية لمحاربة التضخم أم دعم سوق العمل؟ هذا الانقسام قد يؤدي إلى رد فعل عنيف للأسواق مع كل بيان اقتصادي جديد.
2. تصاعد مخاوف الركود التضخمي
رفع الفيدرالي لتوقعات التضخم والبطالة معًا يؤكد أن المخاطر ليست قصيرة الأمد. الركود التضخمي (تباطؤ النمو مع ارتفاع الأسعار) بات سيناريو مطروحًا بقوة إذا استمرت الأوضاع الحالية.
3. غموض السياسات المالية والمخاطر الجيوسياسية
أشار الفيدرالي صراحة إلى أن عدم وضوح الرؤية بشأن سياسات الضرائب والتجارة في عهد ترمب، إلى جانب التوترات الجيوسياسية، يزيد من تردد أعضاء الفيدرالي بشأن اتخاذ قرارات حاسمة في السياسة النقدية المقبلة.
الخلاصة
قرار الفيدرالي يُظهر أن السياسة النقدية الأمريكية تدخل مرحلة جديدة من الانقسام الشديد والحذر المفرط. توقعات خفض الفائدة ما زالت قائمة، لكن ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو وزيادة البطالة يضعون الاقتصاد الأميركي في عين العاصفة. انقسامات الفيدرالي نفسها تنذر بفترات من التقلبات الشديدة في الأسواق مع كل تطور أو بيان جديد. على المستثمرين الاستعداد لموجات عنيفة من عدم اليقين في النصف الثاني من 2025.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet