🔥 الفيدرالي الأمريكي يُقسِّم الأسواق... و«أمازون» تُفجِّر مفاجأة أرباح ضخمة تدفع أسهم التقنية للصعود
شهدت وول ستريت أسبوعًا حافلًا بالأحداث الاقتصادية والنتائج المالية الكبرى، إذ انقسمت الأسواق بين قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتناقضة وتدفّقات الاستثمار الضخمة إلى الأسهم، وبين قفزة تاريخية في سهم أمازون (Amazon) بعد إعلان أرباح قوية.
في المقابل، عبّر مسؤولو الفيدرالي عن قلقهم من التضخم المتصاعد، رغم خفض الفائدة للمرة الثانية على التوالي، بينما تسابق المستثمرون نحو صناديق الأسهم استعدادًا للمرحلة المقبلة من خفض الفائدة والصفقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
🏛️ الفيدرالي منقسم… التضخم ما زال يؤرق صانعي القرار
قال رئيس فرع الفيدرالي في كانساس سيتي جيف شميد (Jeff Schmid) إنه كان يفضل الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير هذا الأسبوع، مؤكدًا أن التضخم لا يزال مرتفعًا جدًا وأن خفض الفائدة قد يقوّض مصداقية البنك المركزي تجاه هدف التضخم البالغ 2%.
وأضاف شميد أن خفضًا بربع نقطة مئوية لن يساعد سوق العمل، لأن التحديات هناك “هيكلية” ناجمة عن التكنولوجيا والديموغرافيا أكثر من كونها دورية.
كما أشار إلى أن الاقتصاد ما زال قويًا مع زيادة الإنفاق الاستهلاكي في يوليو وأغسطس، وأن الضغوط السعرية تمتد عبر السلع والخدمات.
رأى شميد أن السياسة الحالية “فقط تقييدية بشكل طفيف”، داعيًا إلى قرارات استباقية للحفاظ على ثقة الأسواق.
🔮 نظرة مُركّب: تصريحات شميد تعكس تزايد الانقسام داخل الفيدرالي بين معسكر يخشى التضخم ومعسكر يرى أن البيانات الضعيفة تبرر خفض الفائدة، ما يُنذر بمزيد من التذبذب في تسعير السوق خلال الأسابيع المقبلة.
💸 تدفّقات قياسية إلى صناديق الأسهم العالمية
وفق بيانات LSEG Lipper، ضخ المستثمرون 10.58 مليار دولار في صناديق الأسهم العالمية خلال الأسبوع المنتهي في 29 أكتوبر، وهي السادسة على التوالي من حيث صافي التدفقات الإيجابية، مدفوعة بتوقّعات خفض الفائدة وبالاتفاق التجاري الجديد بين ترامب وشي جين بينغ.
الاتفاق تضمّن خفض الرسوم على الواردات الصينية مقابل تشديد بكين على تجارة الفنتانيل واستئناف شراء فول الصويا، إضافة إلى استمرار تصدير العناصر النادرة.
صناديق آسيا قادت الزخم مع تدفقات بلغت 7.19 مليار دولار، منها 5.46 مليار إلى اليابان، فيما استقطبت الصناديق الأمريكية 1.81 مليار دولار والأوروبية 137 مليون دولار.
قطاع التقنية والمرافق اجتذب 2.54 مليار و504 مليون دولار على التوالي، بينما تخارج المستثمرون من صناديق الذهب والمعادن الثمينة بمقدار 1.51 مليار دولار.
أما صناديق السندات العالمية فمددت موجة الشراء للأسبوع الثامن والعشرين على التوالي بصافي تدفقات 11.84 مليار دولار، فيما شهدت صناديق الذهب السلعية أول خروج صافٍ في 10 أسابيع بقيمة 4.17 مليار دولار.
🔮 نظرة مُركّب: اندفاع رؤوس الأموال نحو الأسهم والسندات يؤكد تحوّل شهية المخاطرة العالمية مع اقتراب دورة تيسير نقدي طويلة، لكن التخارج من الذهب يشير إلى تراجع حذر في رهانات التحوّط.
📊 تدفقات الأسهم الأمريكية تتباطأ قبيل اجتماع الفيدرالي ونتائج التقنية
أظهرت البيانات أن تدفقات المستثمرين إلى صناديق الأسهم الأمريكية تباطأت حادًا لتبلغ 1.81 مليار دولار فقط، مقارنة بـ 9.65 مليار في الأسبوع السابق.
السبب الرئيسي هو ترقّب خفض الفائدة ونتائج شركات التقنية الكبرى مثل أمازون (Amazon) وأبل (Apple) وألفابت (Alphabet) وميتا (Meta) ومايكروسوفت (Microsoft).
رغم ذلك، حافظت صناديق الشركات الكبرى على تدفق إيجابي 1.57 مليار دولار للأسبوع الثاني على التوالي، بينما خرجت الأموال من الأسهم المتوسطة والصغيرة بقيمة 1.65 و1.44 مليار دولار على التوالي.
قطاع التقنية قاد الارتفاع بتدفقات 1.65 مليار دولار، وهي الأعلى منذ 1 أكتوبر، بينما شهدت القطاعات المالية والاستهلاكية خروجًا بقيمة 662 و314 مليون دولار على التوالي.
🔮 نظرة مُركّب: المستثمرون الأمريكيون يركّزون على أسهم التكنولوجيا العملاقة كملاذ استثماري في بيئة اقتصادية ضبابية، مما يعيد ترسيخ “السبعة العظام” كقلب السوق الأمريكية.
🚀 أمازون تفجّر المفاجأة وتعيد رسم مشهد التقنية
قفز سهم أمازون (Amazon) بأكثر من 13% في تداولات ما قبل السوق يوم الجمعة بعد أن أعلنت الشركة عن إيرادات بقيمة 180.2 مليار دولار وأرباح للسهم بلغت 1.95 دولار، متفوقة على كل توقعات وول ستريت.
قطاع الخدمات السحابية (AWS) نما بنسبة 20% إلى 33 مليار دولار، وهو أسرع نمو منذ عام 2022، ما بدد المخاوف من تراجع حصتها أمام مايكروسوفت (Microsoft) وغوغل (Google) اللتين سجلتا نموًا بـ 40% و34% على التوالي.
الشركة استثمرت نحو 100 مليار دولار في بناء مراكز بيانات وتوسيع قدراتها في الرقائق والمعالجات (Trainium2 وProject Rainier)، مع خطة لمضاعفة السعة بحلول 2027.
المدير التنفيذي آندي جاسي (Andy Jassy) قال: “نرى نموًا قويًا في كل قطاعات أمازون مع استمرار الذكاء الاصطناعي في تحسين أعمالنا.”
المحللون وصفوا هذا الربع بأنه “نقطة تحوّل في المعنويات الاستثمارية” تعيد أمازون إلى موقع القيادة بين شركات التقنية الكبرى.
🔮 نظرة مُركّب: صعود أمازون يعيد إشعال المنافسة في الحوسبة السحابية ويمنح السوق التقنية دفعة قوية نحو نهاية العام، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي لم يعد وعدًا بل محركًا فعليًا للإيرادات.
🔮 النظرة المستقبلية
الأسواق تتجه نحو مرحلة تهدئة مؤقتة قبل الموجة المقبلة من قرارات الفيدرالي ونتائج الربع الرابع.
استمرار الزخم في أسهم التقنية الكبرى سيعتمد على قوة الطلب المؤسسي وسرعة تحسّن الاقتصاد الصيني بعد الصفقة التجارية.
أما على المدى المتوسط، فالتضخم سيبقى العامل الحاسم لمسار الفائدة، فيما ستتجه السيولة تدريجيًا من الذهب إلى الأسهم الدورية مع تحسّن الرؤية النقدية.
💡 خلاصة مُركّب
تضارب رسائل الفيدرالي مع تدفقات السيولة الضخمة وأرباح التقنية القوية يجعل السوق الأمريكية في مرحلة إعادة تسعير مزدوجة:
الأولى نقدية مرتبطة بمسار الفائدة، والثانية هيكلية يقودها الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية.
طالما ظل الإنفاق المؤسسي على البيانات والرقائق والسحابة مرتفعًا، تبقى أسهم التقنية الكبرى هي الرهان المفضل للمستثمر الذكي في النصف الأخير من 2025.
🔍 للمستثمر الذكي
في مركّب+، نحلّل الأسواق من الداخل لا من العناوين، نقرأ الفيدرالي كما نقرأ القوائم المالية.
نبحث عن الشركات التي تحوّل الزخم الاقتصادي إلى تدفقات نقدية حقيقية، وتوازن بين النمو والجودة والاستدامة.
🎯 اشترك الآن في مركّب+ لتعرف أي الشركات تبني المستقبل، وأيها تستهلكه.
الاستثمار الذكي يبدأ من الفهم العميق لا من الضجيج اللحظي.