مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها الرئيس ترمب لقراره بتعليق الرسوم الجمركية، تترقب الأسواق الأميركية بحذر الخطوة التالية، وسط تفاؤل متزايد دعمته بيانات سوق العمل الأخيرة وتراجع المخاوف من ركود اقتصادي محتمل. ومع بلوغ المؤشرات قمماً قياسية جديدة، تبقى الأنظار متجهة نحو البيت الأبيض وتوجهاته التجارية المقبلة.
في "مركب"، نرصد لك كل ما يجب معرفته لاتخاذ قرار استثماري أكثر وعيًا في هذه المرحلة الحساسة.
هدنة الرسوم: العد التنازلي
من المنتظر أن تنتهي يوم 9 يوليو المهلة التي وضعها ترمب لتعليق الرسوم الجمركية التي أطلق عليها تسمية "يوم التحرير" (Liberation Day)، والتي بدأت في 2 أبريل الماضي. ورغم أن البيت الأبيض أعلن عن بعض الاتفاقيات التجارية مثل تلك التي تم التوصل إليها مع فيتنام، لا يزال الغموض يكتنف الاتفاقيات مع شركاء تجاريين رئيسيين مثل كندا والاتحاد الأوروبي.
المستثمرون بدورهم، أصبحوا أكثر هدوءًا بشأن هذه القضية، حيث تُظهر البيانات أن معدل الرسوم الجمركية الفعّال تراجع بشكل طفيف بعد الاتفاقيات الأخيرة من 17.8% في مايو إلى 15.8% حالياً، ما يعكس تفاؤل الأسواق بإمكانية استمرار البيت الأبيض في نهج التفاوض وتجنب الصدمات التجارية.
معدل الرسوم الجمركية الفعّالة يتراجع بعد الاتفاقيات الأخيرة
معدل الرسوم الجمركية الفعلي في الولايات المتحدة يتراجع إلى 15.8% بعد أن بلغ ذروة عند 17.8% في مايو، إثر سلسلة من الاتفاقيات التجارية التي هدأت مخاوف المستثمرين
الوظائف الأميركية تعيد ترتيب توقعات الفيدرالي
أدى تقرير الوظائف الأميركي الأخير إلى تغيير توقعات الأسواق بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. فقد أضاف الاقتصاد الأميركي 147 ألف وظيفة في يونيو الماضي، متفوقاً على توقعات المحللين التي كانت تشير إلى 106 آلاف وظيفة فقط، كما انخفض معدل البطالة إلى 4.1% بشكل مفاجئ، مقارنة بالتوقعات التي أشارت لارتفاعه إلى 4.3%.
هذه البيانات القوية دفعت المستثمرين إلى إعادة النظر في توقعاتهم لخفض الفائدة، حيث تراجعت احتمالات خفض الفائدة في اجتماع يوليو المقبل من 24% إلى 5% فقط، وتراجعت كذلك احتمالات الخفض في سبتمبر من 94% إلى 78%.
بيانات الوظائف القوية في يونيو تغيّر توقعات خفض الفائدة
البيانات القوية لسوق العمل الأميركي في يونيو تدفع الأسواق لإعادة تقييم توقعاتها بشأن خفض الفائدة، حيث تقلصت فرص خفض الفائدة في يوليو بشكل كبير إلى 5% فقط
تقرير الوظائف القوي يقلب توقعات الأسواق: الفيدرالي يستعيد زمام المبادرة وملف الفائدة ينتظر معركة سبتمبر
عادت الأسواق الأميركية لتعيش على إيقاع بيانات الاقتصاد الكلي، بعدما جاء تقرير الوظائف لشهر يونيو أقوى من جميع التوقعات وأغلق الباب تقريبًا أمام خفض أسعار الفائدة في يوليو. وبينما كانت المخاوف تتصاعد بشأن تباطؤ سوق العمل الأميركي، أعادت الأرقام القوية الثقة للأسواق وقلصت احتمالات اتخاذ الفيدرالي أي خطوة استباقية هذا الشهر. في هذا المشهد المتغير، تزداد ال…
الأسواق تعود إلى مرحلة "تفاؤل مفرط"
أدت موجة الصعود الأخيرة إلى عودة حالة "تفاؤل مفرط" بين المستثمرين، حيث سجل مؤشر S&P 500 إغلاقاً قياسياً عند 6,279.35 نقطة. ويرى المحللون أن هذه الحالة من التفاؤل، وفقًا لمؤشر Levkovich الذي يستخدمه بنك Citi لقياس معنويات المستثمرين، يمكن أن تستمر لفترة، لكنها تضع المزيد من الضغوط على موسم الأرباح القادم.
ويؤكد محللو Citi أن استدامة هذه المستويات العالية من التفاؤل مرهونة بقدرة الشركات على تحقيق نتائج أرباح قوية تفوق التوقعات في الربع الثاني من العام.
مؤشر معنويات الأسواق يعود إلى منطقة "تفاؤل مفرط"
معنويات المستثمرين في الأسواق الأميركية تعود إلى حالة "النشوة" وفقًا لمؤشر Levkovich، ما يعكس حالة من التفاؤل المفرط قد تشكّل تحديًا لموسم الأرباح المقبل
أبرز الأحداث الاقتصادية المنتظرة هذا الأسبوع:
الثلاثاء:
مؤشر NFIB لتفاؤل الشركات الصغيرة (يونيو).
توقعات التضخم من الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك (يونيو).
الأربعاء:
طلبات الرهن العقاري الأسبوعية.
محضر اجتماع الفيدرالي (FOMC) لشهر يونيو.
الخميس:
طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.
أما على مستوى نتائج الشركات، فتبرز تقارير:
دلتا (DAL)
كوناجرا (CAG)
ليفيز (LEVI)
WD-40 (WDFC)
سيكون المستثمرون على موعد مع أسبوع هادئ نسبيًا على الصعيد الاقتصادي، لكن الأنظار ستبقى متجهة نحو البيت الأبيض وترقب قرار الرئيس ترمب حول التعريفات الجمركية مع انتهاء مهلة التهدئة في 9 يوليو.
الخلاصة:
يبدو أن الأسبوع الحالي سيكون هادئًا نسبيًا من حيث البيانات الاقتصادية، لكنه سيكون حاسمًا للغاية من حيث تطورات السياسة التجارية. أي خطوة مفاجئة من البيت الأبيض مع انتهاء المهلة المحددة قد تُعيد الأسواق إلى مربع التقلب من جديد. من ناحية أخرى، تؤكد بيانات سوق العمل القوية أن الاقتصاد الأميركي لا يزال بعيداً عن خطر الركود، ما يعطي الفيدرالي مساحة أكبر للتحرك بحذر في ملف أسعار الفائدة.
وبين هاتين النقطتين، يبقى على المستثمرين أن يكونوا أكثر حذرًا وانتقائية في قراراتهم الاستثمارية في المرحلة المقبلة.
📩 اشترك الآن في نشرتنا لتصلك تحليلات مركب الدقيقة لأهم تطورات الأسواق العالمية، مباشرة إلى بريدك الإلكتروني — كن دائمًا على بُعد خطوة من القرار الاستثماري الصحيح.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet