🔥 العالم يدخل مرحلة "اللايقين الدائم"... حرب التجارة بين أمريكا والصين تهزّ أسس الاقتصاد العالمي
عاد قادة المالية والبنوك المركزية العالمية من اجتماعات صندوق النقد الدولي (IMF) والبنك الدولي (World Bank) وهم منهكون من حالة اللايقين المستمرة في السياسة الاقتصادية العالمية، رغم المفاجأة الإيجابية في قدرة الاقتصاد العالمي على الصمود أمام الصدمات المتتالية خلال الأشهر التسعة الأولى من ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية.
🌐 انعكاسات عالمية
أسبوعٌ مضطرب جديد بين الولايات المتحدة (U.S.) والصين (China) زاد من حدة القلق في أروقة المؤسسات المالية العالمية، بعدما أعادت واشنطن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصادرات الصينية ردًا على قيود بكين على تصدير المعادن النادرة.
المخاوف من اندلاع “جولة جديدة” من الحرب التجارية دفعت العديد من الدول إلى الإسراع نحو اتفاقات ثنائية وإقليمية لتقليل الاعتماد على الاقتصادين العملاقين.
وقالت كريستالينا غورغييفا (Kristalina Georgieva)، مديرة صندوق النقد الدولي (IMF):
“عدم اليقين بلغ ذروته... لم يعد هناك مساحة للسياسات المسرحية، والبلدان بدأت تدرك أن التعاون الدولي الذي كان مسلّمًا به، لم يعد مضمونًا.”
وأضافت أن الصندوق قلق من مستويات الدين المرتفعة و”الرضا الزائف” في الأسواق، محذّرة من تصحيحٍ فوضوي محتمل إذا لم يُعالج الخلل بين العجز المالي والتوترات الجيوسياسية.
🏛️ تحالفات جديدة خارج المدار الأمريكي–الصيني
في المقابل، رأت نجوزي أوكونجو-إيويالا (Ngozi Okonjo-Iweala)، مديرة منظمة التجارة العالمية (WTO)، أن ما يحدث لا يُعدّ بعد “حربًا تجارية شاملة”، لكنه يعكس تحوّلًا عميقًا في خريطة التجارة الدولية.
“نحن بحاجة إلى إعادة تخيّل العولمة... لا يمكننا أن نعيش بنظامٍ تجاري لا يخدم الجميع.”
وشهدت الاجتماعات اهتمامًا متزايدًا بالاتفاقات الإقليمية مثل اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ (CPTPP) الذي تخطط أوروبا للانضمام إليه قريبًا، في محاولة لإعادة التوازن التجاري.
وقالت نيكولا ويليس (Nicola Willis)، وزيرة المالية في نيوزيلندا:
“نحن نرى رغبةً متنامية لدى الشركاء لتوسيع العلاقات التجارية بدلًا من الانعزال.”
أما رانيا المشاط (Rania Al-Mashat)، وزيرة التخطيط في مصر، فأكدت أن التكامل الإقليمي أصبح “ضرورة لا خيارًا” في ظل التوترات العالمية، مشيرةً إلى أن الشرق الأوسط وأفريقيا أمام فرصة لبناء روابط اقتصادية أكثر استقلالية.
⚙️ نظام مالي مثقل بالمخاطر الخفية
أعرب أندرو بيلي (Andrew Bailey)، محافظ بنك إنجلترا (Bank of England)، عن قلقه من تراكم “الديون الخفية” في النظام المالي العالمي، في وقتٍ تتداخل فيه البنوك وشركات التأمين وصناديق الاستثمار الخاصة بطريقةٍ غير شفافة.
“يجب أن نرفع الغطاء ونرى ما يحدث بالفعل... بعض ما نراه قد يكون إنذارًا مبكرًا، وليس مجرد صدفة.”
وحذّر من تكرار أخطاء أزمة الرهون العقارية عام 2008 إذا لم يتحرك صانعو القرار سريعًا لتقوية الرقابة على التمويل غير المصرفي.
🌍 أزمة المناخ تطغى على الطاولة رغم إنكار ترامب
رغم وصف ترامب لتغير المناخ بأنه “خدعة”، أجمع قادة البنوك المركزية على أن المناخ أصبح خطرًا كليًا على الاستقرار المالي.
وقال ليسيجا كغانياجو (Lesetja Kganyago)، محافظ البنك المركزي في جنوب أفريقيا:
“في التجارة يمكنك أن تنسحب من التفاوض وتجد شريكًا آخر، أما في المناخ فإذا انسحبت... يسخن الكوكب كله ونتضرر جميعًا.”
التحول نحو اقتصادٍ أخضر أصبح شرطًا لا تجمّلاً، وسط ارتفاع الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية وتزايد الطلب على التمويل المستدام.
💬 وجهة نظر المؤسسات
يرى محللو IMF وWTO أن العالم يعيش الآن “الوضع الطبيعي الجديد”، مرحلة من اللايقين الهيكلي تفرض على الحكومات إعادة بناء اقتصاداتها على أسس أكثر مرونة وتعاونًا.
ويؤكدون أن غياب الشفافية، وارتفاع الديون، وتزايد الانقسام الجيوسياسي قد تُمهّد لأزمة مالية عالمية إذا لم يُتدارك الوضع.
🔮 النظرة المستقبلية
• استمرار توتر العلاقات الأمريكية–الصينية سيبقى العامل الأهم في تحديد اتجاه الاقتصاد العالمي خلال عام 2026.
• تنامي الشراكات الإقليمية في آسيا وأفريقيا وأوروبا سيعيد تشكيل مراكز النفوذ التجاري.
• المناخ والديون سيتقدمان إلى صدارة أولويات المؤسسات المالية.
• الأسواق المالية تواجه خطر تصحيحٍ قاسٍ إذا استمرت حالة الاطمئنان الزائف تجاه المخاطر.
💡 خلاصة مُركّبْ:
العالم يقف على أعتاب نظام اقتصادي جديد لا تحكمه اليقينات ولا التكتلات القديمة.
حرب التجارة ليست مجرد نزاع رسوم، بل تحوّل في هندسة النفوذ العالمي، حيث القوة لم تعد فقط في من يملك المال، بل في من يملك المرونة والشركاء.
🔍 للمستثمر الذكي فقط في مُركّب+
نحن نحلل لك تحولات النظام التجاري العالمي لنرشدك إلى الفرص الحقيقية في زمن الانقسام الاقتصادي.
📊 الاضطراب ليس نهاية اللعبة… بل بدايتها.
🎯 اشترك الآن في مُركّب+ لتفهم الأسواق كما يفكر صناعها، وتستبق الأحداث بخطوة.