بين التهدئة الظاهرة والمخاوف العميقة.. الأسواق تحذر من تداعيات نقص السلع
وسط تصاعد الغموض المحيط بالمواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تتزايد التحذيرات من نقص في السلع الأساسية وارتفاع حاد في الأسعار. في الوقت الذي تظهر فيه بوادر تفاوض خجولة خلف الكواليس، تبقى التصريحات الرسمية من واشنطن وبكين متضاربة، مما يُبقي الأسواق والمستهلكين على حافة القلق.
رفوف فارغة وأسعار مرتفعة: تحذيرات من Walmart وTarget
منذ أن فرضت واشنطن رسومًا جمركية بلغت 145% على الواردات الصينية مطلع أبريل:
انخفضت الشحنات القادمة من الصين بنسبة تصل إلى 60% بحسب التقديرات.
شركات كبرى مثل Walmart (WMT) وTarget (TGT) حذرت الإدارة الأميركية من:
نقص حاد في المخزون بحلول منتصف مايو.
مخاطر كارثية على قطاعات النقل والخدمات اللوجستية والتجزئة.
إشارات متضاربة بين الصين والولايات المتحدة
رغم خطوات تهدئة خجولة، إلا أن الخطاب الإعلامي ظل متشنجًا:
بكين خففت بهدوء بعض الرسوم الانتقامية، خاصة على الرقائق والأدوية الأميركية (وفقًا لـ Bloomberg).
في المقابل، نفت الصين رسميًا وجود مفاوضات، معتبرة تصريحات ترامب "محاولة لخلق البلبلة".
تصريح المتحدث باسم السفارة الصينية:
"الولايات المتحدة تخلق الأكاذيب... لا توجد مفاوضات جارية بشأن الرسوم."
أما ترامب، فصرّح:
"قد نوقف الرسوم فقط إذا قدمت بكين تنازلات جوهرية."
آسيا تتحرك: كوريا الجنوبية واليابان والهند في مقدمة المشهد
بينما تتعثر مفاوضات واشنطن مع بكين:
كوريا الجنوبية واليابان والهند تتقدم بخطى أسرع في محادثاتها التجارية مع الإدارة الأميركية.
وزير الخزانة سكوت بيسنت ألمح إلى إمكانية إبرام اتفاقات خلال 3 إلى 4 أسابيع.
رغم ذلك، استبعدت كوريا الجنوبية توقيع أي اتفاق قبل انتخاباتها في 3 يونيو.
التأثير المباشر: موانئ أميركية وخطوط الشحن تدق ناقوس الخطر
الضغوط بدأت تتجسد على أرض الواقع:
ميناء لوس أنجلوس يتوقع تراجع حجم الشحنات بنسبة ثلث مقارنة بالعام الماضي.
حجوزات الحاويات من الصين إلى الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 45% في أبريل.
انقسام داخل إدارة ترمب بشأن المفاوضات مع الصين
المواقف الرسمية الأميركية جاءت متضاربة:
وزير الخزانة بيسنت أكد وجود لقاءات مع نظرائه الصينيين خلال اجتماعات صندوق النقد الدولي، لكنه أشار إلى أن الرسوم لم تناقش.
وزيرة الزراعة بروك رولينز صرحت بأن هناك "محادثات يومية" مع الصين.
هذا التناقض يزيد حالة الغموض، ويزيد قلق الأسواق من مفاجآت تصعيدية أو تراجعات مفاجئة في المواقف.
الخلاصة: تساؤلات كبرى بدون إجابات واضحة
في خضم هذا المشهد المعقد:
المستهلك الأميركي يواجه خطر نقص السلع وارتفاع الأسعار مع اقتراب موسم الصيف.
رغم مؤشرات تهدئة خجولة، لا تزال المفاوضات محفوفة بالتعقيدات السياسية والاقتصادية.
الأسواق تتنفس الصعداء مع كل خبر إيجابي، لكنها تبقى مهددة بمفاجآت غير محسوبة في أي لحظة.
السؤال الحقيقي الذي يفرض نفسه الآن: هل نشهد اتفاقات تهدئة حقيقية تُعيد الأسواق إلى طريق النمو، أم أن الاقتصاد العالمي يتجه إلى مرحلة أعمق من الركود التجاري؟
📩 لا تفوّت متابعة تحليلات "مركب" حول تأثير الرسوم الجمركية وأحدث الفرص الاستثمارية وسط التقلبات!
اشترك الآن ليصلك كل جديد مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet