تصعيد جمركي جديد يُربك أسواق التقنية... والهواتف الذكية على خط النار
مع اشتداد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين واحتدام المعارك القضائية حول شرعية الرسوم الجمركية، يعيش قطاع التقنية العالمي — خصوصًا شركات الهواتف الذكية والرقائق الإلكترونية — حالة غير مسبوقة من الضبابية والتوتر.
الرسوم الجمركية في مهب العاصفة القانونية والسياسية
تصعيد رئاسي جديد:
هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الصين علنًا على منصة Truth Social متهمًا إياها بـ"انتهاك كامل" للاتفاق التجاري، مشيرًا إلى نيته الاتصال بالرئيس الصيني شي جين بينغ لحل الأزمة، رغم أن الاتصال المرتقب لم يحدث حتى الآن.
ضبابية قانونية:
محكمة التجارة الدولية أوقفت معظم رسوم ترمب باعتبارها غير قانونية.
محكمة الاستئناف الفيدرالية أعادت العمل بها مؤقتًا حتى مراجعة الدفوع.
البيت الأبيض تعهّد بالتصعيد وصولًا إلى المحكمة العليا إذا لزم الأمر.
التأثير على قطاع السيارات:
فرض رسوم بنسبة 25% على السيارات المستوردة.
ضغوط متزايدة على شركات مثل Tesla لتوطين الإنتاج الكامل داخل الولايات المتحدة خلال عام.
سوق التقنية في مرمى الرسوم: ضغوط على Apple ونزيف في Nvidia
الهواتف الذكية تحت الضغط:
رغم الإعفاء المؤقت للهواتف الذكية في أبريل، عاد ترمب ليهدد بفرض رسوم جديدة بنسبة 25% على الأجهزة المصنعة خارج أمريكا، مما أدى إلى:
تراجع التوقعات لنمو شحنات الهواتف الذكية في 2025:
خفضت IDC تقديرات النمو إلى 0.6% مقابل 2% سابقًا.
خفضت Counterpoint Research التوقعات إلى 1.9% بدلًا من 4%.
وصف الصورة: يوضح الرسم البياني تراجع تقديرات نمو سوق الهواتف الذكية عالميًا لعام 2025 قبل وبعد فرض الرسوم، حيث انخفض النمو المتوقع إلى أقل من النصف.
Apple وتهديد الأسعار:
ارتفاع احتمالات زيادة أسعار أجهزة iPhone نتيجة التهديدات الجمركية الجديدة.
Nvidia والخسارة المزدوجة:
خسرت الشركة مبيعات بقيمة 8 مليارات دولار في الربع الثاني بسبب القيود على تصدير رقائق H20 للصين.
هناك آمال بأن تتحول هذه الخسارة إلى ورقة تفاوضية في المحادثات التجارية المقبلة.
بدائل صينية للرقائق:
شركات مثل Alibaba وTencent وBaidu بدأت البحث عن بدائل محلية بعيدًا عن المعالجات الأمريكية.
تداعيات أوسع على التجارة والاقتصاد الأمريكي والعالمي
تراجع مؤقت في العجز التجاري:
انخفض عجز تجارة السلع الأمريكية بنسبة 46% في أبريل بفعل اندفاع الشركات لاستيراد البضائع قبل دخول الرسوم الجديدة.
شركات التجزئة تتلقى الضربة:
Gap أعلنت أن الرسوم قد تضيف 300 مليون دولار إلى تكاليفها السنوية.
تراجع سهم الشركة بنسبة 16% عقب الإعلان، مع خطط لتقليل الاعتماد على الصين بحلول 2026.
المفاوضات في حالة جمود… والعالم يترقب اتصال الكبار
توقف المفاوضات:
أعلن وزير الخزانة الأميركي أن المحادثات مع الصين "متوقفة نوعًا ما"، منتظرًا تدخل مباشر من الزعيمين ترمب وشي.
تصعيد إضافي:
مبيعات الأسلحة لتايوان ترفع وتيرة التوترات الجيوسياسية والتجارية بين العملاقين.
ما الذي ينتظر الأسواق؟
تباين التوقعات:
تحذيرات من ركود في مبيعات الهواتف الذكية وارتفاع أسعار الإلكترونيات إذا استمرت الرسوم.
أسواق الأسهم قد تواجه ضغوطًا إضافية في حال تأخرت التسوية التجارية.
عوامل الضغط:
استمرار الضبابية القانونية.
ضغوط سياسية متصاعدة بين واشنطن وبكين.
تغييرات جذرية في سلاسل الإمداد العالمية.
السيناريو المتفائل:
نجاح وساطة مباشرة قد يؤدي إلى هدنة جديدة، مما ينعش الأسواق ويخفف الضغوط عن شركات التقنية الكبرى.
الخلاصة:
لا تزال الحرب التجارية بين أمريكا والصين تعيد تشكيل المشهد العالمي، مع دفع قطاع التقنية إلى إعادة التفكير في سلاسل الإمداد واستراتيجيات الإنتاج. الرسوم الجمركية لم تعد مجرد أدوات اقتصادية، بل تحولت إلى أسلحة تفاوضية تؤثر بشكل مباشر على الابتكار والنمو في القطاعات الحساسة.
المستثمرون مطالبون اليوم بمتابعة تحولات السياسة والاقتصاد العالمي جنبًا إلى جنب، وفهم أن الأسواق تدخل مرحلة جديدة من التقلبات الحادة التي لا مكان فيها إلا لمن يُحسن القراءة الاستراتيجية.
📩 تابع نشرة "مركب" لتحصل على تحليلاتنا الحصرية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني — اشترك الآن!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet