🔥 ترامب يعلن خفض الرسوم على الصين ويعد باستقرار مؤقت… ولقاء نادر يترك ملف الرقائق مفتوحًا أمام إنفيديا
في قمة استثنائية عُقدت في بوسان (كوريا الجنوبية)، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (Donald Trump) عن خفض الرسوم الجمركية المفروضة على الصين إلى النصف، في خطوةٍ مفاجئة وُصفت بأنها “استراحة مؤقتة” في الحرب التجارية المستمرة بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.
ترامب قال بعد لقائه بالرئيس الصيني شي جين بينغ (Xi Jinping) إن الرسوم المفروضة على السلع الصينية المرتبطة بمادة الفنتانيل ستُخفض من 20% إلى 10% «بشكل فوري»، مضيفًا أن اللقاء كان “منتجًا للغاية” وأن التوقيع على اتفاق رسمي “قريب جدًا”.
📊 ملامح الاتفاق المبدئي
• خفض رسوم الفنتانيل إلى 10% بدلاً من 20% ابتداءً من اليوم.
• الصين ترفع تجميدها لتصدير المعادن النادرة لمدة عام واحد، بعد أن كانت قد هددت بفرض قيود حادة.
• استئناف الصين شراء فول الصويا الأمريكي بعد توقف أثّر بشدة على المزارعين.
• تعليق بعض رسوم الشحن بين البلدين.
• زيارة مرتقبة لترامب إلى بكين في أبريل 2026 لاستكمال التفاهمات.
المؤسسة الاقتصادية Capital Economics وصفت الاتفاق بأنه “إزالة فورية لخطر رفع الرسوم الكبرى، مما يخفف الضغط على التوقعات الاقتصادية قصيرة الأجل”، لكنها حذرت من أن القضايا الجوهرية “لا تزال دون حل”، متوقعة استمرار جهود فك الارتباط التجاري في خلفية المشهد.
🔮 نظرة مُركّب: التهدئة الحالية تمنح الأسواق استراحة مرحلية، لكنها لا تعني نهاية الحرب الاقتصادية، إذ تبقى الملفات الحساسة مثل التكنولوجيا والرقائق على الطاولة.
⚙️ التفاصيل الاقتصادية والملفات العالقة
وفقًا لمعهد Peterson، كانت الرسوم الأمريكية على الصادرات الصينية قبل الاجتماع تبلغ 57.6% في المتوسط، ومع الخفض الجديد تصل الآن إلى حوالي 47% فقط.
أما الملف الأكثر حساسية فكان المتعلق بالمعادن النادرة، حيث تسيطر الصين على 90% من السوق العالمي لمعالجتها، وهي ضرورية لصناعة الإلكترونيات الحديثة.
الممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير (Jamieson Greer) أكد أن الصين “ستبقي تدفق هذه المعادن مستمرًا لمدة عام على الأقل”، وهو ما هدّأ أسواق التكنولوجيا والرقائق.
🔮 نظرة مُركّب: استمرار تدفق المعادن النادرة لمدة عام يمنح شركات التكنولوجيا فسحة تنفس، لكنه لا يُنهي اعتماد الغرب على الصين في هذا المجال الحيوي.
💻 ملف الرقائق ولقاء إنفيديا
لم يتم التوصل إلى أي اتفاق مباشر بخصوص إنفيديا (Nvidia) أو تصدير رقائقها المتقدمة إلى الصين.
ترامب أوضح أن الصين وإنفيديا “ستجريان محادثات بينهما لمعرفة ما إذا كان بإمكانهما الوصول إلى تفاهم”، مؤكدًا أنه سيؤدي دور “الحكم”، لكنه قلّل من فرص بيع رقائق Blackwell المتقدمة في أي وقت قريب، قائلاً: “نحن لا نتحدث عن بلاكويل الآن”.
🔮 نظرة مُركّب: إبقاء ملف الرقائق مفتوحًا يضيف غموضًا للسوق، إذ يظل مصير إنفيديا في الصين غير محسوم، ما قد يضغط على تقييماتها مؤقتًا رغم التفاؤل العام.
🇨🇳 ردّ بكين ونبرة الإعلام الرسمي
وزارة التجارة الصينية أكدت بعض تفاصيل الاتفاق، بما في ذلك خفض رسوم الفنتانيل، ووصفت القمة بأنها “تضع أساسًا متينًا للعلاقات الثنائية”.
الإعلام الصيني بدوره اعتمد نبرة متفائلة، مشيرًا إلى أن الجانبين اتفقا على تعزيز التعاون في الزراعة والطاقة، فيما لم يتم التطرق بشكل رسمي إلى قضية تايوان أو الحرب الروسية الأوكرانية.
🔮 نظرة مُركّب: بكين تحاول رسم صورة استقرار مرحلي مع واشنطن لتأمين مصالحها التجارية، لكنها لا تقدم تنازلات استراتيجية عميقة بعد.
🌾 فول الصويا والطاقة… الرابحون الصامتون
وزيرة الزراعة الأمريكية بروك رولينز (Brooke Rollins) أكدت أن الصين استأنفت شراء “عدة شحنات من فول الصويا الأمريكي” قبل حتى انعقاد الاجتماع، وهو خبر سار للمزارعين الأمريكيين الذين عانوا من “كارثة مزارع” وصفها البعض بـ Farmageddon بعد توقف المبيعات.
كما ألمح ترامب على منصّاته الاجتماعية إلى احتمال صفقة ضخمة لشراء النفط والغاز من ولاية ألاسكا قائلاً: “قد تتم صفقة ضخمة جدًا قريبًا”.
🔮 نظرة مُركّب: قطاع الزراعة والطاقة سيكون المستفيد الأكبر من هذه التهدئة، ما قد ينعكس إيجابًا على أسهم الشركات الزراعية وشركات الطاقة الأمريكية خلال الربع القادم.
🧭 أبعاد سياسية أوسع
اللقاء استمر أقل من ساعتين، وكان الأول بين ترامب وشي منذ بداية الولاية الثانية للرئيس الأمريكي.
ترامب قال إن “تايوان لم تُطرح أبدًا”، وإنه وشي “اتفقا على العمل معًا” في ملف أوكرانيا رغم “قلة ما يمكن فعله”، على حد قوله، بسبب العلاقات الصينية الطويلة مع روسيا.
وفي ختام جولته الآسيوية التي شملت ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية، قال ترامب قبل مغادرته: “لدينا اتفاق… وسنُعيد التفاوض عليه كل عام.”
🔮 نظرة مُركّب: واشنطن وبكين تفتحان صفحة مؤقتة من التعاون، لكن إعادة التفاوض السنوية تضمن بقاء التوتر عنصرًا دائمًا في العلاقة الثنائية.
💬 وجهة نظر المؤسسات
الخبيرة لويز لو (Louise Loo) من Oxford Economics رأت أن “التقدّم في المحادثات بين الولايات المتحدة والصين يمثل خطوة إيجابية لا يمكن إنكارها”، مؤكدة أن الاتفاق “يمهّد لمرحلة أكثر استقرارًا وتوقعًا خلال عام 2026”.
لكنها حذرت من “هشاشة التفاهم الحالي نظرًا لاحتمال وقوع أخطاء سياسية وسوء تقديرات متبادلة”.
🔮 نظرة مُركّب: رغم نبرة التفاؤل المؤسسي، يبقى هذا الانفراج قصير الأمد ما لم يُترجم إلى خطوات عملية في ملفات أشد حساسية كالتكنولوجيا وسلاسل الإمداد.
🔮 النظرة المستقبلية
يتوقع المحللون أن تهدأ الأسواق جزئيًا بعد الاتفاق، لكنهم يشيرون إلى أن القضايا الجوهرية — من التكنولوجيا والرقائق إلى تايوان وأمن الإمدادات — ستعود إلى الواجهة في النصف الأول من 2026.
الفترة المقبلة ستشهد اختبارًا حقيقيًا لمدى التزام الصين بتعهداتها، ولقدرة إدارة ترامب على تحويل “هدنة الرسوم” إلى مسار تفاهم طويل الأمد.
💡 خلاصة مُركّب:
اللقاء بين ترامب وشي يعيد مؤقتًا “الهدوء” إلى الأسواق، لكنه لا يغيّر الواقع الجيوسياسي المعقد بين القوتين.
الرسوم انخفضت، والتجارة الزراعية انتعشت، لكن ملف الرقائق وإنفيديا يظل العنوان المؤجل الذي سيرسم ملامح المرحلة المقبلة.
🔍 للمستثمر الذكي فقط في مركّب+
نحن لا نقرأ السياسة كعناوين، بل كإشارات استثمارية.
من يفهم خيوط العلاقات بين واشنطن وبكين يدرك أن كل خفضٍ للرسوم يحمل في طياته رهانًا على شركات التكنولوجيا والطاقة والزراعة الأمريكية.
🎯 اشترك الآن في مركّب+ لتعرف كيف تحوّل السياسة إلى استثمارٍ ذكيّ… لا إلى مفاجأة.



