ترمب يُهدّد أبل بالرسوم... وخطة كوك البديلة تنهار تحت الضغط
بينما كانت Apple تستعد لجني ثمار خطة "الهروب من الصين"، جاءت تصريحات دونالد ترمب لتقلب الطاولة على تيم كوك وتُعيد الشركة إلى نقطة الصفر. فتهديدات فرض رسوم جمركية مباشرة على أجهزة iPhone المصنعة خارج الولايات المتحدة لم تهز فقط سهم Apple، بل تسببت بخسارة تجاوزت 100 مليار دولار من قيمتها السوقية في ساعات.
Apple تحاول تفادي العاصفة… لكن ترامب يعيدها إلى الواجهة
منذ سنوات، بدأ الرئيس التنفيذي تيم كوك بتطبيق خطة بديلة لنقل جزء من سلسلة التوريد من الصين إلى دول مثل الهند وفيتنام، تفاديًا للرسوم التي فرضها ترمب في ولايته الأولى.
وفي مارس 2025، تم شحن هواتف iPhone بقيمة 2 مليار دولار جوًا من الهند إلى الولايات المتحدة، في أكبر شحنة مسجّلة من نوعها.
لكن مع إعلان ترمب عن "يوم التحرير التجاري" وفرض رسوم بنسبة 30% على الصين، ثم تهديده الجديد ضد Apple، بدا واضحًا أن خطة كوك لم تكن كافية.
الصين تظل المركز الرئيسي… والهند تتقدّم
رغم التحركات نحو التنويع، لا تزال الصين مسؤولة عن 85% من إنتاج أجهزة iPhone عالميًا.
لكن Apple أعلنت أن الهند أصبحت المصدر الرئيسي لهواتف iPhone المتجهة إلى السوق الأميركي، بينما تنتج فيتنام حاليًا أجهزة iPad، Mac، Apple Watch، وAirPods.
في محاولة لطمأنة البيت الأبيض، أعلنت Apple عن خطة استثمارية بقيمة 500 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى أربع سنوات، تشمل توظيف 20,000 شخص وبناء مصنع ضخم للخوادم في تكساس.
ورغم ضخامة هذه الاستثمارات، فإن ترمب لم يبدِ أي مرونة تجاه الشركة حتى الآن.
نموذج أعمال Apple في خطر... والتكلفة لا تُحتمل
خلال مكالمة الأرباح الأخيرة، قدّرت Apple أن الرسوم الجمركية ستُكلّفها 900 مليون دولار في هذا الربع وحده.
أما محللو Wedbush، فأكدوا أن تصنيع iPhone داخل الولايات المتحدة قد يرفع سعر الجهاز إلى 3500 دولار، وهو "غير ممكن إطلاقًا".
وقالت نانسي تينغلر من شركة Laffer Tengler:
"من غير المعقول أن تقوم Apple بإعادة كل عمليات التصنيع إلى أمريكا... كما أنه من المستحيل أن يقبل المستهلكون بسعر 3500 دولار مقابل هاتف iPhone."
"ليس الهند… ولا الصين… بل أميركا فقط"
في منشور شديد اللهجة على Truth Social، قال ترمب:
"أبلغت تيم كوك منذ زمن أنني أتوقع تصنيع أجهزة iPhone التي تُباع في الولايات المتحدة داخل البلاد. وإذا لم يحصل ذلك، على Apple أن تدفع رسمًا لا يقل عن 25%."
وفي خطوة موازية، أعلن ترمب عن نيّته فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على جميع السلع الأوروبية، ما تسبب بموجة بيع في الأسواق العالمية.
هل خطة Apple فشلت بالفعل؟
رغم النجاحات النسبية في تنويع سلسلة التوريد، إلا أن Apple لا تزال مرتبطة بالصين بشكل كبير، والتغير الكامل نحو الإنتاج الأميركي يبدو مستحيلًا في الأمد القصير.
والمفارقة أن الجهود التي بدأت منذ 2018 لتقليل التعرض للمخاطر الجيوسياسية، باتت اليوم سببًا في تهديد وجودي لأحد أعمدة وادي السيليكون.
الخلاصة
Apple تواجه اليوم أكبر اختبار سياسي منذ تأسيسها. ففي الوقت الذي راهن فيه تيم كوك على تنويع سلسلة التوريد، جاءت تهديدات ترمب لتُظهر أن التحوّط وحده لا يكفي.
الرسالة من البيت الأبيض واضحة: "إما أن تُنتج في أميركا، أو أن تدفع الثمن." لكن مع تكلفة إنتاج باهظة واحتمال انهيار الطلب، يبدو أن Apple محاصرة بين المطرقة السياسية والسندان التصنيعي. ويبقى السؤال: هل تُجبر Apple على الخضوع؟ أم تُقاوم كما فعلت سابقًا خلال حرب ترمب التجارية الأولى؟
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet