تعتبر شركة تسلا واحدة من أكبر شركات تصنيع السيارات الكهربائية في العالم، وقد حققت الشركة نجاحًا كبيرًا في فترة قصيرة، حيث انتقلت من شركة ناشئة إلى واحدة من العلامات التجارية الرائدة عالميًا في تصنيع السيارات الفاخرة. تسلا تنافس في سوق السيارات الفاخرة ومتعددة الاستخدامات من خلال طرازات Model 3 وModel Y، بالإضافة إلى شاحنتها الخفيفة Cybertruck والشاحنة النصف نقل Semi Truck. كما تخطط الشركة لإطلاق سيارات جديدة في المستقبل تشمل SUV ميسورة التكلفة وسيارة رياضية فاخرة وروبوتاكسي.
استراتيجيات النمو والتوسع
تسعى تسلا إلى الحفاظ على ريادتها في السوق في ظل توقعات بأن تشكل السيارات الكهربائية 40% من مبيعات السيارات العالمية بحلول عام 2030. في هذا السياق، افتتحت الشركة مصنعين جديدين في عام 2022 لتعزيز قدرتها الإنتاجية. كما تستثمر تسلا حوالي 4% من مبيعاتها في البحث والتطوير لتحسين التكنولوجيا الرائدة وتقليل تكاليف التصنيع.
تهدف تسلا إلى تحقيق تكافؤ في التكلفة والوظائف بين السيارات الكهربائية ومحركات الاحتراق الداخلي. لتحقيق ذلك، تعمل الشركة على تحسين الأتمتة في عمليات التصنيع وتقليل عدد الأجزاء المستخدمة في المركبات. كما بدأت في تصميم بطارياتها الخاصة بهدف تقليل التكاليف بأكثر من 50% على المدى الطويل.
على الجانب الآخر، تسلا تسعى لتحقيق التكافؤ الوظيفي عبر تحسين مدى السيارات الكهربائية وتقليل أوقات الشحن، وتوسيع شبكتها من الشواحن السريعة في الولايات المتحدة وأوروبا والصين. تسهم هذه التطورات في الحد من قلق المستهلكين من المدى، مما يعزز تبني السوق للسيارات الكهربائية.
الفرص والتحديات المستقبلية
تسعى تسلا للاستفادة من الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية والاستحواذ على حصة أكبر من إنفاق العملاء المرتبط بالسيارات من خلال تقديم برامج القيادة الذاتية والتأمين وخدمات الشحن. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الشركة على توسيع نشاطها في مجال الألواح الشمسية وتخزين الطاقة، مما يضعها في موقع جيد للاستفادة من توسع سوق الطاقة المتجددة.
رأي المتفائلين (Bulls)
تمتلك تسلا القدرة على إحداث ثورة في صناعات السيارات وتوليد الطاقة بفضل تقنياتها في السيارات الكهربائية والقيادة الذاتية والبطاريات.
ستشهد تسلا هوامش ربح أعلى مع تقليل تكاليف الإنتاج خلال السنوات القادمة.
من المتوقع أن تولد برامج القيادة الذاتية أرباحًا متزايدة مع تحسن التكنولوجيا وزيادة تبنيها من قبل السائقين.
رأي المتشائمين (Bears)
ستواجه تسلا منافسة شرسة من شركات السيارات التقليدية والمنافسين الجدد، مما سيؤدي إلى تباطؤ نمو المبيعات وقد يضطر الشركة إلى خفض الأسعار، مما سيؤثر على هوامش الربح.
اعتماد تسلا على البطاريات المصنوعة في الصين سيضر بمبيعات طراز Model 3 في الولايات المتحدة، حيث لا يتأهل هذا الطراز للحصول على الدعم الحكومي.
من المتوقع أن تنخفض أسعار الألواح الشمسية والبطاريات بشكل أسرع من قدرة تسلا على تقليل تكاليفها، مما سيؤثر على ربحية نشاط توليد الطاقة وتخزينها.
القوة المالية
تتمتع تسلا بصحة مالية قوية حيث بلغت الأرصدة النقدية وما يعادلها والاستثمارات 30.7 مليار دولار، في حين بلغ إجمالي ديون الشركة 12.5 مليار دولار. يعتبر هذا الوضع المالي ممتازًا ويعطي الشركة مرونة كبيرة في تمويل خططها المستقبلية.
الميزة التنافسية
تستفيد تسلا من أصول غير ملموسة وميزة في التكلفة. العلامة التجارية القوية لتسلا تتيح لها فرض أسعار مرتفعة على سياراتها، بينما تساعد خبرتها في تصنيع السيارات الكهربائية على تقليل التكاليف مقارنةً بمنافسيها. كما أن الشركة تستفيد من تكنولوجيا القيادة الذاتية، وهو ما يعزز من مكانتها كشركة رائدة في السوق.
تستثمر تسلا في تطوير تقنيات جديدة وتوسيع شبكتها من الشواحن السريعة، مما يعزز من قدرتها على تلبية احتياجات المستهلكين وتخفيف قلقهم بشأن المدى وأوقات الشحن. بالإضافة إلى ذلك، تعتمد الشركة على الأتمتة وتقليل الأجزاء المكونة للسيارات، مما يساعد في تقليل التكاليف.
تسلا: شركة سيارات أم تكنولوجيا؟
مما لا شك فيه أن تقيم تسلا مقارنة بشركات السيارات التقليدية الأخرى يعكس ثقة المستثمرين المفرطة باماكانيات الشركة ليس فقط على الريادة، وإنما على البقاء في خانة شركات التكنولوجيا أكثر مما هي شركة سيارات، على كل إذا كنت تنظر إلى الشركة على أنها شركة سيارات فبكل تأكيد السهم في فقاعة كبيرة، وإذا كنت تعتبرها شركة تكنولوجيا رائدة في الذكاء الاصناعي، فالسهم أيضًا لا يعد رخيصًا أبدًا، تحديدًا لو قارناه مع أهم شركات التكنولوجيا الأخرى..
التقيم العادل بحسب مورنج ستارز
بعد تحديث الافتراضات الخاصة بقطاع الروبوتاكسي، وبحسب موقع مورنج ستارز، القيمة العادلة لسهم تسلا تبلغ 200 دولار. على المدى الطويل، يتوقع أن تقوم تسلا بتسليم ما يقرب من 5 ملايين سيارة سنويًا بحلول عام 2030. بينما يعتقد أن تسليمات Cybertruck ستصل إلى حوالي 100,000 وحدة سنويًا، من المتوقع أيضًا أن تطلق تسلا سيارة SUV ميسورة التكلفة بحلول أواخر عام 2025، وهو ما سيجذب شريحة أكبر من المستهلكين.
بشكل عام من المتوقع أن تسلا ستستمر في تقليل تكاليف الإنتاج لكل سيارة، ونفترض أن هامش الربح الإجمالي للسيارات سيرتفع إلى أوائل العشرينات بحلول نهاية العقد.
السيناريو الأسوأ:
يقدر أن القيمة العادلة في السيناريو الأسوأ تبلغ 100 دولار للسهم، بافتراض أن تسلا ستسلم ما يزيد قليلاً عن 3.5 مليون مركبة بحلول عام 2030 وأن التخفيضات في التكاليف لن تتحقق كما هو مخطط لها.
السيناريو الأفضل:
نقدر أن القيمة العادلة للسهم في السيناريو الأفضل تصل إلى 475 دولارًا، حيث نفترض أن تسلا ستسلم أكثر من 8 ملايين مركبة سنويًا بحلول عام 2030، وستستفيد الشركة من تخفيضات أكبر في التكاليف ونمو أسرع في خدمات القيادة الذاتية.
الخلاصة
سعر سهم تسلا الحالي يعكس ثقة المستثمرين الكبيرة في إمكانيات الشركة المستقبلية، حيث يرون فيها أكثر من مجرد شركة سيارات، بل شركة تكنولوجيا وابتكار رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة. ومع ذلك، فإن السعر المرتفع للسهم يجعل بعض المحللين يرونه في منطقة الفقاعة إذا تم تقييمه كصانع سيارات فقط، وفي المقابل يعتبره البعض غير رخيص حتى إذا تم تصنيفه ضمن شركات التكنولوجيا.
التوصية
للمستثمرين المتفائلين: حتى إذا كنت تؤمن بقدرة تسلا على الاستمرار في الابتكار والنمو في مجالات السيارات الكهربائية، القيادة الذاتية، والطاقة المتجددة، فإن السهم قد يمثل فرصة جيدة على المدى الطويل، لكن لا تنسى أيضًا أن تقيم السهم الحالي يكاد يصل إلى ضعف أسهم مثل إنفيديا ومايكروسوفت (قارن الفرص)
للمستثمرين المحافظين: إذا كنت تنظر إلى تسلا كشركة سيارات تقليدية وتقلق من المنافسة الشديدة في السوق، قد يكون من الأفضل الانتظار حتى يتضح تأثير هذه التحديات على أداء الشركة.