اقتصاد مزدوج يعمّق الانقسام المالي والاجتماعي
رغم أن البيانات الكلية ما تزال تُظهر استقرارًا في الإنفاق الاستهلاكي الأميركي، إلا أن القصة الكامنة خلف الأرقام مختلفة تمامًا. الاقتصاد الأميركي يبدو وكأنه منقسم إلى عالمين: عالم للأغنياء الذين يواصلون الإنفاق بقوة، وعالم للفقراء الذين يكافحون من أجل مواكبة ارتفاع الأسعار وسط غياب النمو الكافي في الأجور.
الأغنياء يواصلون الإنفاق... والفقراء يعتمدون على بطاقات الائتمان
بحسب تقرير حديث من Bank of America Institute:
الأسر ذات الدخل المنخفض (أقل من 60 ألف دولار سنويًا) أصبحت أكثر اعتمادًا على بطاقات الائتمان للحفاظ على إنفاقها.
الأسر ذات الدخل المرتفع (أكثر من 150 ألف دولار سنويًا) تواصل الإنفاق بقوة على السلع الترفيهية والسفر.
الفجوة واضحة:
AmEx وVerizon وCapital One أبلغت عن طلب قوي من الأثرياء.
أما الأسر منخفضة الدخل، فقد بدأت تُقلّص الإنفاق على السفر والمطاعم والترفيه.
نمو الأجور يتباطأ... والضغط المالي يشتد
بلغ نمو الأجور في الفئات منخفضة الدخل أدنى مستوياته منذ أبريل 2017.
الأسعار ترتفع بوتيرة أسرع من نمو الأجور، مما يُقلل القدرة الشرائية ويزيد الاعتماد على القروض.
🔍 ديفيد تينسلي، Bank of America:
"الأسعار ترتفع... لكن الأجور لا تواكبها، مما يُشكل ضغطًا متزايدًا على المستهلكين الأقل دخلًا."
الشركات الكبرى تلاحظ التحوّل في سلوك المستهلكين
في مكالمات الأرباح الفصلية الأخيرة:
PepsiCo: أشارت إلى ضغوط متزايدة على الدخل المتاح للمستهلكين.
Procter & Gamble: لاحظت تراجعًا في حركة المستهلكين وتقليل زيارات المتاجر.
American Airlines: سجلت انخفاضًا في الطلب ضمن الدرجة الاقتصادية.
Southwest Airlines: رصدت ضعفًا في الطلب على الرحلات الترفيهية، مقابل طلب أقوى على المقاعد الفاخرة.
رقم صادم: 6,380 دولارًا متوسط رصيد بطاقات الائتمان
بحسب IDIQ، 60% من الأميركيين يعيشون "من راتب إلى راتب."
متوسط رصيد بطاقة الائتمان قفز إلى 6,380 دولارًا.
🔍 جيف ماندل، IDIQ:
"نعيش واحدة من أكثر الفترات المالية هشاشة وخطورة."
السوق يبقى متفائلًا... ولكن التهديد يلوح في الأفق
رغم المخاوف:
سوق العمل لم يُظهر بعد مؤشرات ضعف حادة.
الأسواق تبقى متماسكة، لكن تقرير الوظائف المرتقب لشهر أبريل سيكون عاملًا حاسمًا.
🔔 ديفيد تينسلي يحذر:
"إذا بدأت إشارات الضعف في سوق العمل بالظهور... حينها يبدأ القلق الحقيقي."
الخلاصة
الاقتصاد الأميركي يعيش ازدواجية حادة:
الأثرياء يواصلون الإنفاق دون انقطاع.
الفقراء يكافحون للبقاء واقفين وسط ارتفاع الأسعار وتآكل الأجور.
ومع استمرار التفاوت واتساع الفجوة، تزداد المخاطر الاجتماعية والاقتصادية الكامنة.
الرسوم الجمركية قد تكون الشرارة التي تُفجّر هذا التوتر، خاصة إذا بدأ التراجع في سوق العمل.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet