في تطور يُنذر بتوترات اقتصادية وسياسية واسعة بين أوروبا والولايات المتحدة، أعلنت الحكومة الألمانية عن نيتها فرض ضريبة رقمية بنسبة 10% على كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية مثل Alphabet (GOOG) وMeta (META). تأتي هذه الخطوة قبيل زيارة مرتقبة للمستشار الألماني إلى واشنطن، وفي وقت يتصاعد فيه الجدل العالمي حول عدالة النظام الضريبي المفروض على عمالقة التقنية ودورهم الاقتصادي والاجتماعي في الأسواق الأوروبية.
تفاصيل القرار الألماني: مواجهة التهرب والاحتكار الرقمي
صرّح وولفرام وايمر، وزير الدولة الجديد للثقافة في ألمانيا، في مقابلة مع مجلة Stern، أن الهدف من الضريبة هو معالجة "التهرب الضريبي الذكي" الذي تمارسه شركات مثل Google وMeta.
وأكد أن هذه الشركات تجني أرباحًا ضخمة من السوق الألمانية دون أن تساهم بشكل كافٍ في القاعدة الضريبية المحلية والمجتمع.
كما اتهم الشركات الرقمية الكبرى بممارسات احتكارية تهدد حرية التعبير، معتبرًا أن نموذج أعمالها يضر بالاقتصاد الألماني ويعمّق الفجوة بين الشركات المحلية والدولية.
الموقف الأميركي: تهديدات متبادلة واستعداد للرد
لطالما انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أي تحركات أوروبية لفرض ضرائب على شركات التقنية الأميركية، متهمًا الحكومات الأوروبية بمحاولة "الاستيلاء على القاعدة الضريبية الأميركية".
وألمح إلى رد قوي إذا أُقرت مثل هذه القرارات، بينما دعا مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لـMeta، الإدارة الأميركية للرد بحزم على أي تهديدات ضريبية، محذرًا من تداعياتها على التجارة والعلاقات عبر الأطلسي.
أوروبا تجهز للرد… تصعيد متوقع في سوق الإعلانات الرقمية
لم تقتصر ردود الفعل على ألمانيا، إذ أشارت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، في أبريل الماضي، إلى أن الاتحاد الأوروبي يستعد لاتخاذ خطوات انتقامية تشمل فرض رسوم على إيرادات الإعلانات الرقمية التي تجنيها شركات أميركية مثل Meta وAlphabet في أوروبا، وذلك ردًا على السياسات الجمركية الأميركية.
وبانضمام ألمانيا في حال تنفيذ القرار، تلتحق بعدة دول أوروبية مثل بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، تركيا، النمسا، بالإضافة إلى الهند وكندا، والتي سبقت بفرض ضرائب رقمية مماثلة على الشركات العالمية.
الأسواق تحت المجهر: أسهم التكنولوجيا تتفاعل بحذر
تفاعل سهم Alphabet مع الأنباء بانخفاض طفيف بنسبة 0.24% ليغلق عند 172.96 دولار، في حين ارتفع سهم Meta بنسبة 0.23% ليغلق عند 645.05 دولار في تداولات الخميس، ما يعكس حالة ترقب لدى المستثمرين لأي تطورات قد تؤثر على ربحية الشركات أو فرص نموها في أوروبا.
الخلاصة:
يضع القرار الألماني المرتقب شركات التكنولوجيا الأميركية في مواجهة مباشرة مع الحكومات الأوروبية، في معركة مفتوحة تجمع بين الضغوط السياسية والمخاطر المالية.
وفي ظل إصرار إدارة ترمب على حماية مصالح الشركات الأميركية، وتنامي رغبة أوروبا في فرض العدالة الضريبية وزيادة الإيرادات، تبقى خريطة الضرائب الرقمية والتجارة العالمية على موعد مع تغييرات جذرية خلال السنوات القادمة.
اشترك الآن ليصلك كل جديد في عالم الاستثمار والتقنية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet