الأسواق تترقب مجددًا: مهلة الرسوم الجمركية تتأجل... فهل اقتربت نهاية لعبة الأعصاب؟
بينما يستعد المستثمرون لجولة جديدة من القرارات الحاسمة في ملف الرسوم الجمركية الأميركية، فرض الرئيس ترمب واقعًا جديدًا عبر تأجيل الموعد النهائي للرسوم "المتبادلة" من أبريل إلى يوليو... والآن إلى أغسطس. هذه المهلة التي وصفها ترمب بأنها الأخيرة تمنح الأسواق وقتًا إضافيًا للمناورة، لكنها تكرس أيضًا حالة الضبابية وتُبقي الجميع في انتظار السيناريو النهائي. وبينما استقرت الأسواق الثلاثاء بعد خسائر الجلسة السابقة، تبرز ثلاثة دروس رئيسية يجب على المستثمرين مراقبتها بدقة في هذه المرحلة الانتقالية.
الدرس الأول: وول ستريت تمنح ترمب "هامش ثقة"... والمفاوضات مفتوحة مع الهند وأوروبا
اللافت أن رد فعل السوق على هذا التأجيل جاء أكثر هدوءًا بكثير من صدمة أبريل الماضي، حين باغتت الأسواق ضخامة قرارات الرسوم. هذه المرة، رغم استمرار حالة عدم اليقين، إلا أن التعامل معها يبدو أكثر توازنًا، حيث تراهن وول ستريت على إمكانية تحقيق اختراق مع الهند والاتحاد الأوروبي قبل حلول الأول من أغسطس.
الدرس الثاني: مهلة أغسطس... نافذة للضغط والتصعيد معًا
تزامن الموعد الجديد مع إرسال ترمب رسائل رسمية إلى 14 دولة شريكة، معلنًا فيها معدلات الرسوم الجديدة، ما منح المفاوضين مزيدًا من الوقت لتحقيق نتائج، لكنّه رفع أيضًا حدة المخاطر. الرسائل المتكررة رفعت سقف التهديدات، في حين يستمر بعض المستثمرين في تبني نظرية "TACO" (أي أن ترمب يهدّد ثم يتراجع في النهاية)، ما دعم عودة المؤشرات إلى مستويات قياسية في جزء منها.
قائمة الرسوم الجمركية الجديدة
يُلخص الجدول معدلات الرسوم الجمركية المعلنة من قبل إدارة ترمب في 7 يوليو 2025، المقرّر تطبيقها في الأول من أغسطس. يوضح كيف تفاوتت الرسوم من 25% حتى 40% على صادرات دول آسيوية وإفريقية وأوروبية مثل اليابان، كوريا الجنوبية، ماليزيا، جنوب إفريقيا، لاوس، وغيرها، مقارنة بمعدلات أبريل الماضي. هذه السياسة التصعيدية تضغط على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة لدفعهم نحو توقيع اتفاقات سريعة قبل تطبيق الرسوم الجديدة، ما يزيد حالة عدم اليقين في سلاسل التوريد وأسعار السلع العالمية.
الدرس الثالث: التأجيل "سيف ذو حدين"... وغياب اليقين يُكلف الجميع
رغم أن تأجيل الرسوم يُريح مؤقتًا المصدرين من دول مثل ماليزيا وجنوب إفريقيا وإندونيسيا، إلا أن العديد من المحللين يرون في استمرار الغموض عائقًا استثماريًا بحد ذاته. التأجيل لا يحسم مصير الرسوم بقدر ما يطيل أمد عدم اليقين، ما يضغط على خطط الشركات والبنوك المركزية ويُربك قرارات الفيدرالي الأميركي بشأن السياسة النقدية، في ظل تراجع نمو الناتج المحلي وارتفاع التضخم ومعدلات البطالة.
الخلاصة
رغم أن الاقتصاد الأميركي لم يتعرض لهزة عنيفة مع فرض الرسوم السابقة، إلا أن تداعيات الحزمة الكاملة لم تظهر بعد. تأجيل التطبيق مرة أخرى يعني تأجيل وضوح الصورة الحقيقية لتأثيرها، ويُبقي الأسواق والمستثمرين في وضعية ترقب وانتظار. القرار المقبل في أغسطس سيكون مفصليًا لمسار التوتر التجاري العالمي، ومعه مصير كثير من الصفقات ومؤشرات الأسواق.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet