ضغوط تجارية تُربك الأسواق... والفيدرالي أمام اختبار هذا الأسبوع
بعد أطول موجة صعود تشهدها المؤشرات الأميركية منذ أكثر من عقدين، افتتحت وول ستريت أسبوعها الجديد على وقع تراجعات واسعة، متأثرة بتجدد المخاوف من تصعيد في الحرب التجارية، وذلك بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية. التهديد فتح الباب أمام اضطرابات جديدة، في وقتٍ تُراقب فيه الأسواق قرار الفيدرالي المنتظر هذا الأسبوع، وسط موسم أرباح مزدحم.
الأسواق اليوم: نهاية لسلسلة المكاسب القياسية
S&P 500 تراجع بنسبة 0.3%، متجهًا لإنهاء أطول سلسلة مكاسب منذ أكثر من 20 عامًا.
ناسداك (^IXIC) فقد 0.4% من قيمته.
داو جونز (^DJI) تمكن من قلب الخسائر وإغلاق الجلسة على ارتفاع طفيف بنسبة 0.2%.
ورغم إشارات سابقة إلى احتمال انفراج في المفاوضات التجارية مع الصين، فاجأ ترمب الأسواق مجددًا بتصريحاته في عطلة نهاية الأسبوع، مؤكدًا أنه لا يخطط للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ قريبًا، رغم "رغبته في صفقة عادلة"، على حد تعبيره.
الإعلام يتلقى الضربة الأولى: نتفلكس وديزني في مرمى النار
الأسهم الإعلامية هوت فورًا بعد تصريحات ترمب، في ظل مخاوف من أن تشمل الرسوم المحتوى التلفزيوني إلى جانب السينمائي:
Netflix (NFLX): انخفض السهم بنسبة 2%.
Warner Bros. Discovery (WBD) وParamount (PARA): تراجعتا بنسبة 1%.
Disney (DIS): استقرت دون تغيير يُذكر.
تُظهر تحركات أسهم شركات الإعلام منذ 2 مايو حتى صباح 6 مايو – المصدر: Yahoo Finance
وتشمل أبرز المشاريع التي قد تتأثر:
Avengers: Doomsday وSpider-Man: Brand New Day – إنتاج خارجي في لندن
Avatar: Fire and Ash – تصوير في نيوزيلندا
Mission: Impossible — The Final Reckoning – مواقع متعددة
Star Wars: Starfighter – المملكة المتحدة
وقالت المنتجة كاثرين أرنولد: "هذه الرسوم ستقضي على استدامة الإنتاج الصغير والمتوسط، بسبب الارتفاع الحاد في التكاليف داخل الولايات المتحدة".
الفيدرالي في مركز العاصفة: قرار منتظر وضغوط متصاعدة
الأنظار تتوجه نحو اجتماع لجنة السوق المفتوحة FOMC، الذي يبدأ الثلاثاء، على أن يُعلَن القرار الأربعاء، وسط توقعات واسعة بتثبيت الفائدة.
ورغم تأكيد ترمب خلال مقابلة مع NBC أنه لا ينوي عزل جيروم باول، قال:
"لن يخفض الفائدة لأنه لا يحبني… أعتقد أنه شخص جامد كليًا."
تصريحات ترمب تأتي بعد بيانات وظائف قوية في أبريل، ما يضع باول أمام تحدي تحييد الضغوط السياسية، والحفاظ على استقلالية البنك المركزي في مواجهة الاضطرابات الجمركية.
تسلا تنزف... والنفط ينهار
Tesla (TSLA) تراجعت بنسبة 3% بعد انخفاض مبيعاتها في إسبانيا خلال أبريل بنسبة 36%.
النفط هوى بأكثر من 2%، حيث بلغ سعر خام WTI نحو 57 دولارًا، وتراجع برنت إلى 60 دولارًا للبرميل.
هذا الانخفاض جاء بعد إعلان أوبك+ زيادة الإنتاج ابتداءً من يونيو، وسط تراجع في الطلب بفعل المخاوف التجارية، ما زاد من توقعات تخمة المعروض العالمي.
بركشاير تتراجع رغم وضوح الخلافة
Berkshire Hathaway (BRK-A, BRK-B) انخفضت بنسبة 3% بعد إعلان تعيين غريغ أبيل خليفة لوارن بافيت بدءًا من 2026.
رغم التراجع، ما تزال أسهم الشركة مرتفعة بأكثر من 14% منذ بداية العام، مقارنة بخسارة 3% في S&P 500.
ورغم الترتيبات الواضحة لخلافة بافيت، جاء توقيت الإعلان مفاجئًا لبعض المستثمرين الذين كانوا يظنون أن بافيت سيبقى في القيادة حتى النهاية.
مؤشرات الخدمات: إشارات متباينة حول صحة الاقتصاد
مؤشر ISM للخدمات ارتفع إلى 51.6 في أبريل – أفضل قراءة منذ يناير 2023.
مؤشر S&P Global للخدمات تراجع إلى 50.8 – أدنى مستوى منذ نوفمبر الماضي.
يشير المحللون إلى أن تفاؤل قطاع التصنيع لا يُخفي ضعفًا متزايدًا في الخدمات، وهو ما يُنذر بتباطؤ نمو الاقتصاد الأوسع خلال الربع الثاني.
الخلاصة
من الرسوم الجمركية على الأفلام، إلى ضغوط ترمب على الفيدرالي، إلى انهيار أسعار النفط… كل هذه المؤشرات تُعيد تشكيل الحالة المزاجية للسوق.
وول ستريت تدخل أسبوعًا بالغ الحساسية، حيث يترقب المستثمرون قرارات سياسية ونقدية قد تُحدّد اتجاه النصف الثاني من العام.
الأمر لم يَعُد متعلقًا فقط بأرباح Disney أو AMD أو Palantir، بل أصبح متعلقًا بقدرة السوق على التماسك في وجه غموض تجاري متصاعد، وقرارات سياسية تتجاوز أدوات الاقتصاد التقليدي.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet