في مشهد لم يشهد له تاريخ السياسة الأميركية مثيلاً، انفجرت خلال اليومين الماضيين مواجهة علنية حادة بين إيلون ماسك، أحد أبرز رواد التكنولوجيا العالميين، والرئيس الأميركي دونالد ترامب. تصعيد غير مسبوق تخطى حدود التصريحات إلى معركة مباشرة حول النفوذ والقرارات الحكومية، كاشفًا هشاشة التحالفات بين وادي السيليكون والبيت الأبيض، ومثيرًا تساؤلات كبرى حول مستقبل العقود الفيدرالية وتأثيرها على وول ستريت ومناخ الابتكار الأميركي.
من التصعيد إلى دعوات التهدئة: سيناريو يُعيد رسم خريطة العلاقات
القصة الكاملة:
بدأ التصعيد بدعوة ماسك لعزل ترامب واتهامه بالتستر على ملفات جيمس إبستين، ما دفع ترامب إلى اقتراح إنهاء جميع العقود الفيدرالية مع شركات ماسك – تهديد مباشر بمليارات الدولارات من العقود مع "تسلا" و"سبيس إكس".
خسائر فورية ضخمة:
أسهم Tesla هوت بنسبة 14% في يوم واحد.
خسرت ثروة ماسك 34 مليار دولار في ظرف ساعات، دون احتساب أثر الهبوط على شركاته الخاصة مثل "سبيس إكس".
محاولة امتصاص التصعيد:
رد ماسك بإبداء استعداده لفترة تهدئة عبر منصة X، قائلاً: "نصيحة جيدة... حسنًا، لن نتوقف عن استخدام Dragon."
حتى الملياردير بيل آكمان تدخّل داعيًا إلى المصالحة "لصالح البلد"، ليؤكد ماسك: "أنت لست مخطئًا".
مواجهة علنية بين رأسي التأثير في واشنطن
هذا التصادم العلني وضع الحزب الجمهوري بين سندان دعم ماسك، الداعم المالي البارز، ومطرقة ترامب، القوة السياسية المسيطرة.
رئيس مجلس النواب مايك جونسون شدّد على ضرورة "فصل الخلافات السياسية عن الشخصيات"، واصفًا ماسك بـ"الصديق".
تقارير Politico كشفت عن مبادرة من البيت الأبيض لترتيب مكالمة تهدئة مع ماسك، دون تأكيد رسمي.
جذور الخلاف: سياسة، مصالح اقتصادية، وتراشق بالاتهامات
تصاعد الخلاف بعد مشروع قانون ترامب الضريبي الجديد، إذ اتهم ماسك الرئيس بنكران الفضل ودعمه المالي للحزب الجمهوري.
ترامب ردّ: "أسهل طريقة لتوفير المليارات هي بإنهاء عقود تسلا وسبيس إكس"، ملوّحًا بخسارة عقود قيمتها 22.5 مليار دولار منذ 2000 فقط.
ماسك حذّر من أن الرسوم الجمركية التي يدعمها ترامب قد تدفع الاقتصاد الأميركي نحو ركود بنهاية 2025.
ألقى ماسك باتهامات إضافية حول وجود اسم ترامب في ملفات إبستين، بينما رفض البيت الأبيض التعليق.
المحور التشريعي:
مشروع قانون ترامب يقضي بإلغاء إعفاءات ضريبية تصل إلى 7500 دولار لمشتري السيارات الكهربائية – ما يكلّف تسلا 1.2 مليار دولار من أرباحها سنويًا بحسب تقديرات JPMorgan.
ترامب أعلن عن سحب ترشيح جاريد إسحاقمان، أحد حلفاء ماسك، لرئاسة ناسا، بسبب "دعم سابق للديمقراطيين".
انعكاسات فورية على العقود والابتكار
خسائر ماسك الحادة كشفت مدى اعتماده على العقود الحكومية، فيما يصعب على ترامب التخلي عن شريك محوري في قطاع الدفاع والفضاء الأميركي.
مخاوف السوق:
تراجع أسهم الشركات المرتبطة بماسك مباشرة.
ضغوط على سوق الابتكار الأميركية وتهديد بانكماش الاستثمار الفيدرالي في القطاع التكنولوجي.
هل تتجه الأزمة إلى تهدئة مؤقتة؟
مع تصاعد الضغوط من الحزب الجمهوري والأسواق المالية، يتحرك وسطاء التهدئة لمحاولة وقف النزيف – على الأقل مرحليًا. مصالح الطرفين المتداخلة ترجّح التوصل إلى حل وسط، حفاظًا على العقود الاستراتيجية والاستقرار في وول ستريت.
الخلاصة
الأزمة بين ماسك وترامب عرّت هشاشة التحالف بين رأس المال والسياسة في أميركا. الرسالة من وول ستريت واضحة: لا حصانة لأحد، حتى لو كان أنجح رواد الأعمال، إذا اصطدم مباشرةً بمنظومة السلطة السياسية. التهديد بخسارة العقود الفيدرالية يفتح الباب أمام مخاطر جديدة على سوق المال والابتكار الأميركي، ويبعث بإنذار شديد اللهجة لكل شركة تعتمد في نموها على الدعم الحكومي.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet