🔥 الذهب يمدد خسائره بعد موجة تاريخية من الارتفاع… وتوقعات بعودة الزخم في العام القادم
بعد أيام قليلة من تسجيله أعلى مستوى تاريخي في تاريخه، دخل الذهب (Gold) في موجة تصحيح حادة هي الأسوأ منذ أكثر من 12 عامًا، وسط مخاوف من أن ارتفاعه الأخير كان سريعًا ومبالغًا فيه.
📊 خلال جلسة الأربعاء في أوروبا، تراجع الذهب الفوري دون مستوى 4080 دولارًا للأونصة بعد تقلبات عنيفة شملت هبوطًا يقارب 3% قبل أن يعوض جزءًا من خسائره، وذلك بعد جلسة الثلاثاء التي شهدت انهيارًا بلغ 6.3%.
التحليل الفني أشار إلى أن الأسعار كانت في منطقة تشبّع شرائي منذ بداية سبتمبر، ما جعل التراجع الحاد مسألة وقت.
⚙️ ما الذي يحدث في سوق الذهب؟
بحسب سوكي كوبر (Suki Cooper)، رئيسة أبحاث السلع في ستاندرد تشارترد (Standard Chartered)، فإن “البيع الفني هو السبب الرئيسي” وراء الانخفاض، مضيفةً أن البنك يتوقع عودة الزخم للذهب في العام المقبل.
تراجع الذهب المفاجئ جاء بعد مسار صعودي متواصل منذ منتصف أغسطس، تغذّيه ما يُعرف بـ تجارة تدهور العملات (Debasement Trade)، أي تجنب المستثمرين للديون السيادية والعملات الورقية، والرهان على خفض كبير للفائدة من الاحتياطي الفيدرالي (Federal Reserve) قبل نهاية العام.
ورغم الهبوط الأخير، فإن المعدن الأصفر لا يزال مرتفعًا نحو 55% منذ بداية 2025.
🏦 دور المستثمرين الأفراد والبنوك المركزية
بعد أن غابوا عن بداية الصعود، عاد المستثمرون الأفراد بقوة إلى السوق خلال الأشهر الماضية، مدفوعين بحمى “تدهور العملات” وانتشار صور الطوابير أمام متاجر السبائك على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما شهدت أحجام تداول الخيارات والعقود الآجلة المدعومة بالذهب ارتفاعًا ملحوظًا، في إشارة إلى مضاربات أكبر من جانب التجزئة.
في المقابل، واصلت البنوك المركزية شراء الذهب بكثافة ضمن مساعيها لتنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار الأميركي، ما ساهم في إبقاء الطلب الأساسي قويًا.
🌍 العوامل الجيوسياسية والضغوط من الأسواق
زاد من تعقيد المشهد تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إذ أعلن الرئيس دونالد ترامب (Donald Trump) أنه يتوقع “صفقة جيدة” في اللقاء المرتقب مع نظيره شي جين بينغ (Xi Jinping)، لكنه لمّح إلى أن الاجتماع “قد لا يحدث أصلًا”.
هذا التصريح تسبب بتذبذب إضافي في الأسواق، خاصة أن الذهب استفاد سابقًا من المخاوف الجيوسياسية كملاذ آمن.
أما الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية فقد زاد من ضبابية البيانات الاقتصادية، إذ حرم المستثمرين من تقارير لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) الأسبوعية التي تكشف عن اماكن تمركز صناديق التحوط في الذهب والفضة، ما جعل المضاربين أكثر عرضة لتكوين مراكز مفرطة في اتجاه واحد.
🏛️ موقف المؤسسات المالية
خفضت سيتي جروب (Citigroup) توصيتها بالشراء المفرط للذهب بعد هبوط الثلاثاء، مشيرة إلى تمركز مفرط للمراكز الطويلة واحتمال دخول المعدن في مرحلة تجميع حول مستوى 4000 دولار في الأسابيع القادمة.
وأضاف محللو البنك بقيادة تشارلي ماسي-كولير (Charlie Massy-Collier) أن “الجزء القديم من قصة الذهب الصاعد — والمتمثل في الطلب المركزي المستمر لتنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار — قد يعود لاحقًا، لكن لا حاجة للاستعجال بالتمركز عند المستويات الحالية”.
💬 رؤية الخبراء والمحللين
يرى فين رام (Ven Ram)، المحلل الكلي في بلومبرغ، أن “انهيار الذهب يوم الثلاثاء كان حادثًا ينتظر الحدوث”، موضحًا أن ارتفاع التقلبات الفعلية مؤخرًا يعكس قلق صناديق التحوط بشأن توازن المخاطرة والعائد بعد عام استثنائي من المكاسب.
وبينما هبط الذهب الفوري بنسبة 1% إلى 4077 دولارًا للأونصة صباح الأربعاء في لندن، تراجعت الفضة (Silver) بـ 0.6% بعد انخفاضها الكبير 7.1% في اليوم السابق، بينما ارتفع البلاتين (Platinum) وانخفض البلاديوم (Palladium)، في حين بقي مؤشر الدولار (Bloomberg Dollar Spot Index) مستقرًا.
🔮 النظرة المستقبلية
على الرغم من الهبوط العنيف، لا يزال العديد من المحللين يرون أن الذهب في مسار تصحيحي مؤقت داخل اتجاه صاعد طويل الأجل.
البيع الفني وضغط المراكز المفرطة قد يستمران لبضعة أسابيع، لكن الطلب المركزي وتدفقات الملاذ الآمن من المرجح أن يعيدان التوازن للسوق في مطلع 2026، خاصة إذا واصل الفيدرالي تلميحاته بتيسير السياسة النقدية.
💡 خلاصة مُركّب:
ما حدث ليس انهيارًا في الذهب بل تصحيحًا تقنيًا متأخرًا بعد صعود لاهث.
التحفيز القادم من البنوك المركزية واستمرار المخاطر الجيوسياسية يدعمان بقاء الذهب عند مستويات قوية تاريخيًا، حتى لو شهد مزيدًا من التذبذب قصير الأجل.
🔍 للمستثمر الذكي فقط
في مركّب+، لا ننجرف خلف الذعر اللحظي. نقرأ الأسواق من منظور التوازن بين الزخم والتمركز.
📊 لأن الاستثمار الحقيقي في السلع الثمينة لا يقوم على الهلع أو الحظ، بل على الانضباط، والتحليل، واليقين بالمحفزات الأساسية.
🎯 اشترك الآن في مركّب+ لتعرف متى يكون التصحيح فرصة — لا تهديدًا — وكيف تحافظ على بريق محفظتك حتى في أوقات العواصف.





