تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة
تتجه العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين نحو مرحلة أكثر توترًا، بعد إعلان الصين فرض رسوم جمركية إضافية تصل إلى 15% على واردات رئيسية من المنتجات الزراعية الأمريكية، مثل فول الصويا، اللحوم، والقطن. جاء هذا القرار ردًا على قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترمب برفع الرسوم الجمركية على جميع الواردات الصينية إلى 20%.
📌 ما الذي يعنيه هذا التصعيد؟
مع استمرار فرض التعريفات الجمركية المتبادلة، تتزايد المخاوف بشأن التأثيرات السلبية على الاقتصاد العالمي، الشركات الأمريكية، وأسواق المال.
الصين ترد بالمثل على زيادة التعريفات الأمريكية
🔹 إجراءات الصين الجديدة:
15% رسوم إضافية على الدواجن والقمح والقطن.
10% رسوم إضافية على فول الصويا، اللحوم، الفواكه، ومنتجات الألبان.
إدراج 10 شركات أمريكية في "قائمة الكيانات غير الموثوقة"، مما يعني حظر تعاملها مع الشركات الصينية.
🔹 ما الهدف من هذه الخطوة؟
الصين تسعى للضغط على الولايات المتحدة، خاصةً عبر استهداف القطاع الزراعي الأمريكي الذي يعتمد بشكل كبير على السوق الصينية.
إضافة الشركات الأمريكية إلى "القائمة السوداء" يمثل تصعيدًا واضحًا في الحرب التجارية، خاصة في قطاع التكنولوجيا والدفاع.
جدول يوضح الإجراءات التجارية التي تخطط لها الولايات المتحدة ضد الصين، مثل فرض رسوم على الصلب والألمنيوم في 12 مارس، وزيادة الرسوم على السيارات والرقائق والأدوية في 2 أبريل (المصدر: Bloomberg)
الشركات الأميركية المتضررة من الإجراءات الصينية
إضافة إلى الرسوم الجمركية، فرضت الصين قيودًا على عدد من الشركات الأميركية الكبرى، مثل General Dynamics Land Systems وTeledyne Brown Engineering، ما يمنعها من تصدير بعض المنتجات إلى الصين. هذه الإجراءات قد تؤدي إلى خسائر كبيرة في قطاع التكنولوجيا والدفاع الأميركي.
جدول يوضح الشركات الأميركية المستهدفة بالقيود الصينية، إلى جانب المنتجات الزراعية التي ستخضع لتعريفات إضافية. (المصدر: وزارة التجارة الصينية ووزارة المالية الصينية - Bloomberg)
من يخسر أكثر؟ مقارنة بين الرسوم الجمركية المفروضة
📌 عند مقارنة حجم التأثيرات، تظهر فجوة كبيرة بين الطرفين:
الولايات المتحدة تستهدف صادرات صينية بقيمة 525 مليار دولار.
الصين تفرض تعريفات على منتجات أمريكية بقيمة 36 مليار دولار فقط.
🔹 لكن، لماذا قد تتضرر أمريكا أكثر رغم هذا الفارق؟
المزارعون الأمريكيون هم الأكثر تضررًا، لأن الصين تعتمد بشكل أساسي على المنتجات الزراعية الأمريكية.
الصين يمكنها استبدال الواردات الأمريكية بسهولة عبر التعامل مع موردين آخرين مثل البرازيل والأرجنتين، بينما يصعب على الشركات الأمريكية إيجاد أسواق بديلة بسرعة.
مقارنة بين الرسوم الجمركية التي فرضتها كل من الصين والولايات المتحدة، حيث فرضت الصين تعريفات على واردات بقيمة 14 مليار دولار في فبراير و22 مليار دولار في مارس، بينما استهدفت الولايات المتحدة صادرات صينية بقيمة 525 مليار دولار. (المصدر: Bloomberg)
كيف تؤثر هذه الرسوم على التجارة الزراعية؟
الصين هي واحدة من أكبر المشترين للمنتجات الزراعية الأمريكية:
49% من صادرات فول الصويا الأمريكي تذهب إلى الصين.
13% من اللحوم والدواجن الأمريكية يتم تصديرها للصين.
30% من القطن الأمريكي يُباع للسوق الصينية.
لكن، ماذا سيحدث بعد فرض هذه التعريفات؟
الصين قد تتوجه لمصدرين آخرين مثل البرازيل والأرجنتين، مما يهدد المزارعين الأمريكيين بفقدان سوق رئيسي.
هذا قد يؤدي إلى خسائر بمليارات الدولارات في قطاع الزراعة الأمريكي.
🗨️ "المزارعون الأمريكيون هم ضحايا هذه الحرب التجارية، فهم يعتمدون على الصين كأكبر سوق لصادراتهم." – تقرير من Bloomberg Economics
رسم بياني يوضح حجم الواردات الصينية من المنتجات الزراعية الأميركية، مثل فول الصويا واللحوم والقطن، مقارنة بمستوردين آخرين. (المصدر: US Census Bureau)
إلى أين تتجه الأمور؟
ما الذي يمكن أن يحدث في أبريل؟
إدارة ترمب ستراجع اتفاق "المرحلة الأولى" التجاري مع الصين، لتحديد مدى التزام الصين بالاتفاقيات السابقة.
إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد، قد نشهد تصعيدًا إضافيًا، مما قد يؤدي إلى:
تزايد الضغوط الاقتصادية على الشركات الأمريكية.
اضطرابات في أسواق المال العالمية.
ارتفاع أسعار المستهلكين بسبب زيادة تكلفة الاستيراد.
رد فعل الأسواق المالية:
الأسهم الأمريكية انخفضت بنسبة 1.8% بعد إعلان الصين عن التعريفات الجديدة.
الدولار الأمريكي فقد بعض مكاسبه مقابل اليوان الصيني.
القطاع الزراعي في مؤشر S&P 500 سجل أسوأ أداء يومي له منذ 2022.
الخلاصة:
تصاعد الحرب التجارية قد يؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي، مع تزايد الضغوط على الشركات الأمريكية والأسواق المالية.
الولايات المتحدة قد تتضرر أكثر رغم استهدافها لصادرات صينية أكبر، بسبب اعتماد الصين على أسواق بديلة مثل البرازيل وأوروبا.
المزارعون الأمريكيون هم الفئة الأكثر تضررًا، مع احتمال خسارتهم للسوق الصينية لصالح موردين آخرين.
إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل أبريل، فقد نشهد تصعيدًا أكبر، مما يزيد الضغوط على الأسواق.
📩 اشترك الآن لتصلك أحدث التحليلات الاقتصادية وأبرز التطورات التجارية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet