🔥 الدولار يتكبد أسوأ أسبوع له منذ أغسطس مع تزايد رهانات خفض الفائدة وضعف البنوك الأمريكية
شهد الدولار الأمريكي أسبوعًا سلبيًا هو الأسوأ منذ أغسطس 2025، إذ تراجعت قيمته بفعل مزيج من توقعات خفض أسعار الفائدة الفيدرالية وازدياد المخاطر الائتمانية في البنوك الإقليمية الأمريكية.
ورغم استقراره النسبي في تداولات نيويورك يوم الجمعة، إلا أن مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري (Bloomberg Dollar Spot Index) أنهى الأسبوع منخفضًا بنحو 0.5% منذ افتتاح الإثنين، وهو أكبر انخفاض أسبوعي في أكثر من شهرين.
📊 أداء العملات والمؤشرات
• مؤشر الدولار (DX=F): ارتفع هامشيًا 0.22% خلال جلسة الجمعة لكنه أنهى الأسبوع على انخفاض إجمالي 0.5%.
• اليورو مقابل الدولار (EUR/USD): تراجع 0.31% الجمعة.
• الدولار مقابل الين (USD/JPY): مستقر دون تغير يُذكر.
• اليورو (EUR=X): صعد 0.32% مقابل سلة عملات.
⚙️ ما الذي حرّك السوق هذا الأسبوع؟
التراجع الأسبوعي في الدولار جاء مدفوعًا بتزايد رهانات الأسواق على خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي (Federal Reserve)، حيث قام المتداولون بتسعير خفض قدره 50 نقطة أساس بحلول ديسمبر، مقارنة بـ 46 نقطة منتصف الأسبوع.
سندات الخزانة لأجل سنتين — الحساسة للسياسات النقدية — تراجعت عوائدها إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات، ما عزز التوقعات بأن دورة التيسير النقدي ستتسارع لدعم سوق العمل المتباطئ.
صرّح عضو مجلس الاحتياطي كريستوفر والر (Christopher Waller) هذا الأسبوع أن البنك المركزي “يمكنه الاستمرار في خفض الفائدة تدريجيًا بزيادات قدرها ربع نقطة مئوية” لدعم الاقتصاد، بينما رأى ستيفن ميران (Stephen Miran) أن خفضًا مضاعفًا “قد يكون مناسبًا هذا الشهر”.
تزامن ذلك مع تراجع أسهم البنوك الإقليمية بعد إفصاح مصرفين عن خسائر مرتبطة بقروض احتيالية، قبل أن تهدأ الموجة يوم الجمعة مع استقرار الأسهم الأمريكية.
🏦 عوامل الضغط الإضافية على الدولار
تراجعت العملة الأمريكية أيضًا مع انحسار المخاطر السياسية في اليابان وفرنسا، واستمرار التوتر التجاري بين واشنطن وبكين.
محللو بنك إسكتلندا (Scotiabank) قالوا إن “تقلب المعنويات وتعدد العوامل السلبية أبقى الدولار تحت ضغط، مع رهان المستثمرين على سياسة نقدية أكثر ليونة وتراجع الفوارق في العوائد”.
📞 على الصعيد الجيوسياسي
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (Donald Trump) يوم الجمعة إن التعريفات الجمركية المرتفعة التي تهدد بها إدارته ضد الصين “غير مستدامة”، في حين أكد وزير الخزانة سكوت بيسنت (Scott Bessent) أنه سيتحدث هاتفيًا مساء اليوم مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ (He Lifeng) لمتابعة مستجدات المفاوضات التجارية.
التصريحات هدّأت المخاوف نسبيًا، لكنها لم تمنع استمرار الضغوط على العملة الأمريكية.
📉 تحركات الصناديق والمضاربين
صناديق التحوط التي كانت تراهن على قوة الدولار مقابل الين واليورو تم “إيقافها” بعد الخسائر الأخيرة، بينما بقي المستثمرون المؤسسون على الهامش، بحسب مصادر تداول مطلعة.
في أسواق الخيارات، تحولت المعنويات قصيرة الأجل إلى سلبية على الدولار للأسبوع القادم، حيث سجلت عقود الدولار/ين أعلى مستويات التشاؤم منذ أغسطس الماضي.
💬 وجهة نظر المؤسسات
محللو ING Bank أوضحوا أن “تعدد العوامل — من تراجع عوائد السندات إلى الآمال بتهدئة الحرب في أوكرانيا وهبوط أسعار النفط — يجعل من الصعب تحديد قاع واضح للدولار”.
فيما كتب محللو Bank of America أن “غياب البيانات الاقتصادية الأمريكية بسبب الإغلاق الحكومي الحالي قد يخلق فجوة لاحقة حين تُصدر دفعة واحدة، ما يزيد من تقلبات العملات الأجنبية”.
🔮 النظرة المستقبلية
• استمرار الضغط على الدولار مرجح طالما بقيت التوقعات بخفض الفائدة قائمة.
• عودة الثقة إلى البنوك الإقليمية قد تخفف جزئيًا من ضعف العملة.
• الأسواق تترقب أي إشارات من الفدرالي في اجتماعه القادم لتأكيد أو نفي وتيرة التيسير.
• على المدى القصير، سيبقى التداول متقلبًا مع حساسية عالية لأي عناوين تخص الاقتصاد الأمريكي أو العلاقات التجارية.
💡 خلاصة مُركّب:
الأسبوع كان نقطة انعطاف للدولار، إذ واجه ضغوطًا متزامنة من سياسة نقدية ميسّرة وتوترات بنكية وتجارية.
رغم استقرار الجمعة، الاتجاه الهابط يظل مرجحًا إذا لم يتراجع الرهان على خفض الفائدة.
🔍 للمستثمر الذكي فقط في مُركّب+
في مُركّب+ لا نلاحق الأخبار، بل نقرأ ما وراءها: من أين يأتي الزخم، وأين يختبئ الخطر.
نفرّق بين الضجيج اللحظي والتحول البنيوي في الأسواق.
📊 لأن الاستثمار الحقيقي لا يقوم على التوقعات العاطفية، بل على الانضباط، والتحليل، وفهم حركة رأس المال العالمي.
🎯 اشترك الآن في مُركّب+ لتصل إلى تحليلات أعمق عن الأسواق والعملات، وتتعلم كيف تستثمر بذكاء… لا بعشوائية.