🔥 ترامب يوقع اتفاق المعادن النادرة مع أستراليا تمهيدًا لاجتماع حاسم مع الصين الأسبوع القادم
في خطوة جيوسياسية لافتة تهدف إلى تحجيم النفوذ الصيني في سوق المعادن النادرة، وقّع الرئيس دونالد ترامب (Donald Trump) ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (Anthony Albanese) اتفاقًا إطاريًا في البيت الأبيض يوم الإثنين لتعزيز الوصول الأمريكي إلى عمليات التعدين والمعالجة للمعادن النادرة الأسترالية.
الاتفاق، الذي يأتي بعد تحركات صينية لتقييد صادراتها من هذه المعادن، يمثل أول حلقات “جولة المصالحة” الأميركية مع خصوم الصين في آسيا، تمهيدًا للقاء مرتقب الأسبوع المقبل بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ (Xi Jinping) في كوريا الجنوبية.
🏛️ الاتفاق الأميركي–الأسترالي: تحالف استراتيجي جديد في وجه بكين
الاتفاق يشمل تمويلًا أميركيًا بقيمة مليار دولار لدعم مشاريع الاستخراج والمعالجة في أستراليا خلال العام القادم، وهو ما وصفه المستشار الاقتصادي كيفن هاسيت (Kevin Hassett) بأنه “تحالف لتقليل المخاطر وتحجيم الابتزاز الاقتصادي الصيني”.
وقال ترامب أثناء التوقيع في البيت الأبيض:
“لن نسمح لهم بلعب لعبة المعادن النادرة معنا… لدينا أوراق كثيرة يمكننا استخدامها.”
وأشار إلى أن أي تهديد صيني محتمل سيُواجه برسوم جمركية من ثلاثة أرقام (triple-digit tariffs) على الواردات، مضيفًا: “أستطيع تهديدهم بأكثر من ذلك”.
🌏 جولة آسيوية تمهد لاجتماع القمة مع الصين
الرئيس ترامب كشف عن جولة تشمل ماليزيا واليابان قبل التوجه إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC)، حيث من المقرر أن يلتقي نظيره الصيني على هامش القمة.
وقال ترامب للصحفيين:
“سنقوم بجولة صغيرة… في ماليزيا، ثم اليابان. سيكون أسبوعًا حافلًا ومثمرًا.”
وتأتي هذه التحركات بالتزامن مع تصاعد الترقب حول الاجتماع الثنائي الذي قد يعيد صياغة العلاقات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.
🧭 التوترات الاقتصادية… وسباق المعادن النادرة
الصين تهيمن على نحو 90٪ من إنتاج ومعالجة المعادن النادرة عالميًا، وهي عناصر أساسية في الإلكترونيات الحديثة والتكنولوجيا الدفاعية والطاقة النظيفة.
ورغم الجهود الأمريكية والأوروبية لـ”إعادة التموضع الصناعي” (reshoring/onshoring/friendshoring)، يؤكد محللو Raymond James أن واشنطن لا تزال “على بعد سنوات من تحقيق الاكتفاء الذاتي” في هذا المجال.
المحللان إيلين إهرنورث وإد ميلز أشارا إلى أن “الصين تحتفظ بميزة استراتيجية ساحقة”، وأن ملف أشباه الموصلات الأميركية سيكون حاضرًا في المفاوضات القادمة بناءً على طلب بكين.
💬 التنسيق المالي قبل القمة
وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت (Scott Bessent) أكد أنه سيلتقي نظراءه الصينيين خلال اجتماعات رابطة دول جنوب شرق آسيا (ASEAN) في ماليزيا هذا الأسبوع، مواصلاً الجهود التمهيدية لاجتماع القمة.
اللقاء الأول بين بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفينغ (He Lifeng) في واشنطن الأسبوع الماضي وُصف بأنه “صريح ومفصل”، ما يعكس انفتاحًا حذرًا من الجانبين قبل القمة المرتقبة.
🤝 بين المصالحة والتهديد: دبلوماسية ترامب المزدوجة
في الوقت الذي يلوّح فيه ترامب بالرسوم الجمركية، يواصل الإشادة بعلاقته بالرئيس شي جين بينغ، مؤكدًا أن اللقاء القادم قد يسفر عن “صفقة جيدة للطرفين”، بل واصفًا الحدث بأنه “سيكون مثيرًا جدًا”.
وقال ترامب:
“أعتقد أننا سنتوصل إلى شيء جيد لكلا البلدين.”
لكن في الوقت ذاته رفض استبعاد تنفيذ الرسوم الإضافية بنسبة 100٪ على الواردات الصينية المقررة في 1 نوفمبر، ما جعل المحللين يحذرون من أن “التفاؤل الحالي هشّ” وقد يتبعه تصعيد سريع.
⚖️ رؤية المؤسسات والتحليل الاستراتيجي
كتب تيري هاينز (Terry Haines) من Pangaea Policy لعملائه أن “ترامب مستعد لتحمل الألم قصير الأجل مقابل مكاسب طويلة الأمد”، مضيفًا أن قوله بأن “الرسوم غير مستدامة” لا يعني تراجعًا عنها، بل إشارة إلى أنها غير مستدامة بالنسبة للصين، وأنها ستظل أداة ضغط جيوسياسية واقتصادية رئيسية.
ويرى الخبراء أن واشنطن تراهن على تحالفات المعادن النادرة مع أستراليا واليابان وكندا لتقليل اعتمادها على الصين، في إطار ما يُعرف بـ“اقتصاد الأصدقاء” (friend-shoring).
🔮 النظرة المستقبلية
الأسواق تتابع الجولة الآسيوية عن كثب، إذ يمكن لأي تصريح إيجابي من ترامب أو شي أن ينعش شهية المخاطرة مؤقتًا، بينما أي تصعيد حول الرسوم أو تايوان قد يدفع المستثمرين إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب والدولار.
الاتفاق مع أستراليا يُنظر إليه كبداية لتكتل غربي–آسيوي جديد هدفه تقليل هيمنة الصين على المواد الحيوية في الاقتصاد العالمي.
💡 خلاصة مُركّب:
اتفاق ترامب–أستراليا ليس مجرد تعاون اقتصادي، بل خطوة استراتيجية لكسر الاحتكار الصيني للمعادن النادرة.
الاجتماع المرتقب بين ترامب وشي في كوريا الجنوبية سيحدد شكل المرحلة المقبلة، إما تفاهمات اقتصادية تهدئ الأسواق، أو عودة المواجهة التجارية الكبرى.
🔍 للمستثمر الذكي فقط
في مُركّب+ نقرأ خلف الكواليس:
• كيف سيؤثر تحالف المعادن النادرة على شركات التعدين العالمية؟
• هل يمكن أن تستفيد شركات التكنولوجيا الأميركية من تحوّل سلاسل التوريد؟
• وأين تكمن الفرص في ظل إعادة تشكيل العلاقات بين واشنطن وبكين؟
📊 الاستثمار الواعي يبدأ بفهم السياسة… لأنها تصنع الاقتصاد.
🎯 اشترك في مُركّب+ لتتابع التوازنات العالمية وتعرف أين تتجه الأموال قبل أن تتحرك الأسواق.