تراجع مخاوف التضخم في أميركا: هل انحسر شبح ارتفاع الأسعار؟
بعد أشهر من القلق بشأن موجة ارتفاع الأسعار والتضخم، تعطي أحدث بيانات جامعة ميشيغان إشارة جديدة على انحسار شبح التضخم في الولايات المتحدة، ما ينعكس مباشرة على ثقة المستهلكين والأسواق. التغير في المزاج الاقتصادي بات ملموسًا، مع تراجع التوقعات لمعدلات التضخم السنوية ولآفاق الأسعار على المدى البعيد، في لحظة فارقة للاحتياطي الفيدرالي والمستثمرين معًا.
الرسم يُظهر خطين رئيسيين:
الأول لتوقعات التضخم خلال العام المقبل، حيث صعد بقوة حتى بلغ الذروة التاريخية في مايو (6.6%)، قبل أن ينخفض بشكل حاد إلى 5.1% في يونيو.
الثاني يمثل توقعات التضخم على المدى الطويل (5-10 سنوات)، مع تغيرات طفيفة من 4.2% في مايو إلى 4.1% في يونيو.
الذروة في مايو واضحة، يعقبها هبوط قوي في توقعات العام المقبل، مقابل انخفاض طفيف فقط للخط الطويل الأجل.
انتعاش ثقة المستهلك وتحسّن المزاج في الأسواق
مؤشر ثقة المستهلك:
ارتفع المؤشر في يونيو إلى 60.5 نقطة مقابل 52.2 نقطة في مايو، متجاوزًا إحدى أدنى القراءات التاريخية. هذا الارتفاع يُعزى إلى تراجع المخاوف التضخمية وتقبّل المستهلكين للصدمات التي شهدتها السوق بسبب الرسوم الجمركية والتقلبات السياسية.تفسير اقتصادي:
أوضحت جوان هسو، مديرة استطلاعات المستهلكين في جامعة ميشيغان، أن “المستهلكين تقبّلوا الصدمة الناتجة عن الرسوم الجمركية العالية المُعلنة في أبريل، كما تجاوزوا حالة الغموض السياسي الأخيرة”.تأثير على الأسواق:
ساهم التحسّن في التوقعات بانتعاش مؤشر S&P 500 واقترابه من أعلى مستوياته التاريخية، حتى مع استمرار الرسوم الجمركية المرتفعة.
نظرة الأسواق: بين التفاؤل والحذر
الاحتياطي الفيدرالي:
لا يزال يتجه إلى خفض أسعار الفائدة هذا العام، لكن بشكل أقل مما كان متوقعًا مطلع 2025.توقعات المستثمرين:
معظم الاستراتيجيين يتوقعون وصول مؤشر S&P 500 إلى مستوى 6100 نقطة بنهاية العام، بعد أن خفّضوا تقديراتهم في أبريل نتيجة التراجعات، ثم عادوا لرفعها في ضوء البيانات الإيجابية.حركة وول ستريت:
من أصل 11 مؤسسة مالية كبيرة، 8 رفعت توقعاتها للسوق خلال الأسابيع الماضية، في انعكاس مباشر لتحسن المزاج العام.
الخلاصة
الصورة الكلية للاقتصاد الأميركي اليوم هي “أفضل مما كان يُخشى”، فالتوقعات التضخمية ما تزال مرتفعة نسبياً، لكنها تراجعت بشكل واضح، مما عزز ثقة المستهلكين والمستثمرين معاً. يبقى السؤال الجوهري في الأسواق: “هل الوضع يتحسن؟” — والإجابة حتى اللحظة: نعم، مع مؤشرات متصاعدة على تجاوز المرحلة الأسوأ.