موسم الأرباح ينطلق بقوة.. ثلاثة أمور يراقبها المحللون هذا الأسبوع
تنطلق الشركات الأميركية هذا الأسبوع في موسم أرباح استثنائي يحمل معه رسائل بالغة الأهمية حول صحة الاقتصاد، وقوة الأسواق المالية، وقدرة القطاعات الكبرى على مواجهة عاصفة الرسوم الجمركية وتذبذب السياسات التجارية. مع كل تقرير أرباح يصدر عن بنك أو شركة تقنية أو استهلاكية، تتحدد معالم الربع المقبل وحالة المزاج الاستثماري، في مرحلة يغلب عليها الترقب والحذر بعد أشهر من الاضطرابات العالمية.
البنوك الكبرى تقود الانطلاقة... والشركات الاستهلاكية والتقنية في دائرة الضوء
يبدأ موسم الأرباح فعليًا مع تقارير البنوك العملاقة مثل JPMorgan Chase (JPM) وMorgan Stanley (MS)، التي تمنح المستثمرين إشارات مباشرة حول متانة المستهلك الأميركي واستمرارية نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ.
لا تتوقف الإثارة هنا؛ إذ نترقب صدور نتائج شركات كبرى في الاستهلاك والتقنية مثل PepsiCo (PEP)، وعملاق أشباه الموصلات TSMC (TSMC)، ومنصة البث Netflix (NFLX) التي تدشن موسم أرباح أسهم FAANG.
أولًا: هل يستمر نمو الأرباح وسط موجة الحذر؟
تشير تقارير UBS إلى توقعات بنمو أرباح S&P 500 بنسبة 4.1% سنويًا، مع ميل النتائج الفعلية غالبًا إلى التفوق على التوقعات بفضل انطلاقة الشركات الكبرى. ومع ذلك، خفّض المحللون تقديرات أرباح الشركات بوتيرة أسرع من المعتاد خلال الربع الثاني، حيث تراجع إجمالي تقديرات ربحية السهم (EPS) بأكثر من 4% بين مارس ويونيو، وهي وتيرة أسرع من أغلب الأعوام الماضية، ما يعكس مزاج الحذر المسيطر على الأسواق.
وتشير بيانات FactSet إلى أن الشركات حققت نموًا مزدوج الرقم في الأرباح خلال الربعين الأخيرين، لكن الترقب يسود هذا الموسم مع تصاعد عوامل عدم اليقين الاقتصادي.
ثانيًا: الرسوم الجمركية تعيد رسم خريطة النتائج الربحية
تتصدر الرسوم الجمركية المشهد في موسم الأرباح الحالي، مع تقديرات Deutsche Bank بأن هذه الرسوم قد تقلص أرباح S&P 500 بنحو نقطتين مئويتين في الربع الثاني وحده. الشركات الأكثر انكشافًا للرسوم تمثل نحو ربع أرباح المؤشر، ويقدّر خبراء Goldman Sachs أن 70% من التكاليف الجمركية ستُنقل إلى المستهلكين عبر رفع الأسعار.
لكن يبقى السؤال: إلى متى يستطيع السوق امتصاص تداعيات الرسوم دون تأثير جوهري على الطلب والربحية؟
ثالثًا: كيف ينعكس موسم النتائج على قرارات المستثمرين؟
يتابع المستثمرون عن كثب الفجوة بين التوقعات المتفائلة والمخاوف من تصاعد الرسوم. فإذا تفوقت النتائج على التوقعات رغم كل التحديات، قد يدفع ذلك المؤشرات إلى تجديد الزخم وإعادة الثقة للأسواق. أما إذا أظهرت نتائج الشركات الكبرى تآكلًا في الهوامش وتباطؤًا في النمو، فقد يتزايد القلق من تباطؤ اقتصادي في النصف الثاني من العام.
الخلاصة
موسم أرباح هذا الربع لن يكون مجرد مناسبة محاسبية، بل اختبار حقيقي لقدرة الاقتصاد الأميركي وقطاعاته القيادية على مواجهة رياح الحرب التجارية وتكاليف الرسوم الجمركية. من هنا، ينصح المحللون بمراقبة تقارير البنوك والشركات الرائدة عن كثب، وتحليل تطورات التكاليف وهوامش الربحية، مع الاستعداد الدائم لتحركات متباينة بين القطاعات والأسهم.
اشترك الآن في نشرة مركب لتصلك أحدث التحليلات والتقارير — وكن دائمًا في قلب أهم الفرص الاستثمارية
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet