في مشهد يُجسّد هشاشة العلاقة بين عالم المال والسياسة في أمريكا، عاد الجدل مجددًا حول قوة وتأثير تغريدة واحدة عندما يتحوّل الخلاف بين شخصية مثل إيلون ماسك والرئيس دونالد ترمب إلى أزمة مالية حقيقية تهز أسواق الأسهم وتعيد رسم موازين النفوذ في واشنطن. اعتذار ماسك الأخير يكشف عن عمق الأزمة التي خلّفتها تصريحاته الحادة، لكنه يثير تساؤلات حول مدى قدرة الكلمات وحدها على ترميم ما أفسدته عاصفة السوشيال ميديا.
ماسك يندم علنًا… هل تُصلح الاعتذارات ما أفسدته الأزمة؟
في خطوة نادرة، أصدر إيلون ماسك اعتذارًا علنيًا عن منشوراته تجاه الرئيس ترمب، قائلاً عبر منصة X:
"أشعر بالندم على بعض منشوراتي عن الرئيس @realDonaldTrump الأسبوع الماضي، لقد تجاوزت الحد."
هذا الاعتذار جاء بعد سلسلة من التصريحات النارية التي أوصلت الخلاف بين الرجلين إلى ذروته أمام العالم.
الأزمة تهز أسهم تسلا وتهدد عقود سبيس إكس
بداية الأزمة تعود إلى معارضة ماسك لمشروع قانون خفض الضرائب الذي يدفع به ترمب في الكونغرس، الأمر الذي دفع الرئيس للتهديد بقطع العقود الحكومية، خصوصًا عن شركة SpaceX.
أسهم تسلا (TSLA) تراجعت بأكثر من 19% منذ بداية العام، نتيجة قلق المستثمرين من تداعيات الخلاف العلني والعلاقة المتقلبة مع البيت الأبيض.
عقب اعتذار ماسك، سجل سهم تسلا تعافيًا بأكثر من 2% في تداولات ما قبل السوق، بعد موجة بيع عنيفة أثّرت على القيمة السوقية للشركة.
تجدر الإشارة أيضًا إلى التأثير السلبي لمواقف ماسك السياسية السابقة على مبيعات تسلا في أوروبا وأسواق أخرى.
من التصعيد إلى التهدئة… نصائح المتابعين وتصريحات لاذعة
ماسك اتخذ قرار التهدئة بعد نصائح مباشرة من متابعين على منصته، خاصة مع تصاعد حدة التصريحات وتبادل الاتهامات.
تضمنت منشوراته السابقة مزاعم بأنه كان سببًا في فوز ترمب، بالإضافة إلى تأييد عزله والتلميح لتورطه في قضايا جدلية مثل قضية جيفري إبستاين.
الأزمة تسببت في حالة من الارتباك في دوائر السياسة والأعمال، وأظهرت كيف يمكن للخطاب العام أن يُعيد تشكيل علاقات السلطة في واشنطن.
هل تعود العلاقة بين ماسك وترمب إلى سابق عهدها؟
رغم اعتذاره العلني، من غير المرجح عودة العلاقة الوثيقة بين ماسك وترمب، والتي بلغت ذروتها خلال الشهور الأولى من الولاية الثانية للرئيس.
ترمب، المعروف بأنه لا ينسى الإساءة، لم يظهر حماسًا لمصالحة ماسك، وإن كان قد تمنّى له الخير في تصريح مقتضب للصحافة.
خسائر "وزارة الكفاءة الحكومية": الأرقام لا تكذب
قبل الأزمة، كان ماسك يتولى رئاسة "وزارة الكفاءة الحكومية"، التي أنشأها ترمب بهدف خفض الإنفاق الحكومي وإغلاق بعض الوكالات وتقليص عدد الموظفين الفيدراليين.
ورغم الهدف المعلن بتحقيق تريليون دولار من الوفورات، إلا أن الأرقام الرسمية تشير إلى أن الوفورات الفعلية لم تتجاوز 180 مليار دولار فقط حتى الآن.
الخلاصة
أزمة ماسك وترمب كشفت عن مدى هشاشة العلاقات بين رجال الأعمال وصنّاع القرار في الولايات المتحدة، وأثبتت أن منشورًا واحدًا قد يُغيّر مسار أسواق المال ويعيد ترتيب مراكز القوى في واشنطن. وبينما يحاول ماسك إصلاح ما أفسدته تصريحاته، تبقى العلاقات مرهونة بحسابات أعقد من مجرد كلمات على السوشيال ميديا، في ظل ترقب المستثمرين لأي تحول مفاجئ في موقف الرئيس تجاه "الرجل الأغنى في العالم".
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet