إنتاج المصانع الأميركية يُخيّب الآمال في مايو… الرسوم الجمركية تُهدد مستقبل القطاع
في وقت تتأرجح فيه الأسواق بين الأمل والحذر، كشفت بيانات الإنتاج الصناعي الأميركية عن هشاشة التعافي في قطاع يُعتبر عصب الاقتصاد، وسط تصاعد الضغوط التشريعية وتداعيات الرسوم الجمركية. رغم بعض الانتعاش في السيارات والطيران، بقيت الصورة العامة باهتة، لتضيف مزيدًا من الضبابية على مشهد الصناعة الأميركية في 2025.
تعافٍ هش… ونمو دون التوقعات
أظهر تقرير الاحتياطي الفيدرالي أن إنتاج المصانع الأميركية ارتفع بنسبة طفيفة جدًا بلغت 0.1% في مايو، مقابل تراجع معدّل في أبريل بنسبة 0.5%. هذا التحسّن جاء أقل من توقعات المحللين (+0.2%)، في حين لم يتجاوز النمو السنوي للإنتاج 0.5% فقط—مؤشر على ضعف الزخم وسط استمرار المعوقات الهيكلية.
الرسوم الجمركية تفرض نفسها على المشهد
مضاعفة الرسوم على الصلب والألمنيوم: رفعت الإدارة الأميركية الرسوم من 25% إلى 50%، في خطوة تهدف لدعم التصنيع المحلي لكنها ترفع تكاليف الإنتاج على الجميع.
تعريفات جديدة على السيارات وقطع الغيار: فرض رسوم 25% على السيارات والمكونات المستوردة.
خلاف اقتصادي حول الفعالية: ترمب يصف الخطوات بـ"الضرورية" لإنقاذ الصناعة، بينما يحذر خبراء الاقتصاد من أن الإصلاح البنيوي يتطلب سنوات، لا شهورًا، خاصة مع ارتفاع الأجور والتكاليف داخليًا.
قطاعات متباينة: قفزة في السيارات… وتراجع في القطاعات الأخرى
السيارات وقطع الغيار: قفز الإنتاج 4.9% في مايو بعد انخفاضه 2.3% في أبريل، مدعومًا أيضًا بارتفاع قطاع الطيران 1.1%.
تراجع القطاعات الأخرى: انخفاضات بأكثر من 1% في المنتجات المعدنية، والآلات، والمنتجات المعدنية غير الفلزية.
الصناعات المعمرة مقابل غير المعمرة: ارتفعت الأولى 0.4%، بينما تراجعت الثانية 0.2% تحت ضغط قطاعات الطباعة، البترول، والأغذية والمشروبات.
ضغوط على السلع الاستهلاكية والطاقة
السلع غير المعمرة: تراجعت 0.8% مع هبوط السلع الطاقية الاستهلاكية 3.2%.
الطاقة والمرافق: إنتاج التعدين ارتفع 0.1% بعد هبوط في أبريل، أما إنتاج المرافق فتراجع بقوة 2.9% نتيجة انخفاض الكهرباء رغم ارتفاع إنتاج الغاز.
استغلال الطاقة الإنتاجية دون المتوسط
الإنتاج الصناعي الإجمالي: تراجع 0.2% في مايو بعد ارتفاع طفيف سابق، ويظل أعلى بـ0.6% فقط عن مستواه قبل عام.
نسبة استغلال الطاقة الإنتاجية: انخفضت إلى 77.4%، أقل بـ2.2 نقطة عن المتوسط التاريخي، وفي قطاع التصنيع وحده بلغت 76.7% فقط.
الخلاصة
تؤكد أرقام مايو هشاشة التعافي الصناعي الأميركي وسط بيئة مليئة بالتحديات—من الرسوم الجمركية إلى تذبذب الطلب وارتفاع التكاليف. الأداء الجيد في السيارات والطيران لا يكفي لتعويض الضعف الشامل في بقية القطاعات. أما المستثمرون والشركات، فهم أمام واقع جديد يفرض إعادة النظر في الاستراتيجيات وتحليل المخاطر على ضوء معطيات الاقتصاد والسياسة في النصف الثاني من 2025.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet