استثمار إنفيديا لا يحل مشكلة إنتل الكبرى
قفز سهم إنتل (INTC) بأكثر من 30% بعد إعلان إنفيديا (NVDA) عن استثمار 5 مليارات دولار مقابل حصة 4% في الشركة. الصفقة أثارت موجة تفاؤل في السوق، لكنها لم تُجب عن السؤال الأهم: كيف ستعالج إنتل نزيفها في قطاع التصنيع (Intel Foundry Services)؟
🔍 أين تكمن المشكلة؟
إنتل اعتادت تصنيع رقاقاتها بنفسها، لكن مع فقدانها للحصة السوقية أمام TSMC وAMD، قررت عام 2021 فتح مصانعها لعملاء خارجيين عبر "خدمات إنتل للتصنيع" (IFS). الخطة تطلّبت مئات المليارات لبناء مصانع جديدة، لكنها لم تجذب عملاء كبار.
الخسائر تضاعفت: من 7 مليارات دولار (2023) إلى 13 مليار دولار (2024).
أسهم إنتل انهارت أكثر من 60% العام الماضي.
الإخفاقات أطاحت بالرئيس التنفيذي السابق بات غيلسنغر في ديسمبر.
اليوم، يرى محللون أن هذا القطاع سيواصل نزيفه حتى 2027 على الأقل. بعضهم يقترح بيعه بالكامل، بينما يحذر آخرون من أن البيع سيرفع تكلفة تصنيع رقاقات إنتل نفسها.
🤝 ماذا تعني صفقة إنفيديا؟
الاتفاق بين إنفيديا وإنتل يشمل:
استخدام إنفيديا لوحدات المعالجة المركزية (CPUs) من إنتل في أنظمة مراكز البيانات.
إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي من إنفيديا في رقاقات الحواسيب الشخصية من إنتل.
لكن اللافت أن الاتفاق لم يتضمن أي التزام من إنفيديا باستخدام مصانع إنتل. بل على العكس، أكد الطرفان أنهما سيواصلان الاعتماد على منافس إنتل، TSMC، لتصنيع بعض الرقاقات الجديدة.
محلل من CFRA علّق: "هذا قطاع سيواصل استنزاف السيولة حتى 2027".
بينما خفّضت Citi تصنيف سهم إنتل معتبرة أن الرالي الأخير مبالغ فيه.
🇺🇸 البعد الأمني: لماذا يهم واشنطن؟
إنتل هي آخر مصنع أمريكي كبير للرقاقات المتطورة. تعتمد عليها وزارة الدفاع الأمريكية، في وقت تُصنّع فيه معظم الرقاقات المتقدمة عالميًا في تايوان لدى TSMC.
مع تزايد المخاطر الجيوسياسية حول الصين وتايوان، يرى خبراء أن بقاء إنتل في التصنيع مسألة أمن قومي للولايات المتحدة.
لكن غياب أي التزام من إنفيديا تجاه مصانع إنتل أثار الاستغراب. قال محلل من Moor Insights:
"كنت أتوقع أن نرى صفقة تصنيع بين إنفيديا وإنتل بمشاركة الحكومة الأمريكية".
📈 خلاصة مركب
استثمار إنفيديا يعزز مصداقية إنتل، لكنه لا يعالج المشكلة الجوهرية: نزيف قطاع التصنيع.
قد تبدأ إنفيديا يومًا ما باختبار مصانع إنتل، لكن حتى الآن، الاعتماد ما زال على TSMC.
المستثمرون أمام معادلة صعبة: إنتل تحاول البقاء لاعبًا استراتيجيًا في التصنيع، لكن الأرقام الحالية تُظهر طريقًا مليئًا بالتحديات.
✨ في مركب، نتابع هذه التحولات لأنها لا تؤثر فقط على إنتل، بل على مستقبل صناعة الرقائق الأميركية بالكامل.
للحصول على رؤيتنا المفصلة حول الأسهم عالية الجودة في هذا القطاع وكيف نقيم السعر العادل لإنتل وغيرها، اشترك الآن في [مركب بلس].