🔥 أسواق وول ستريت تحتفل بانخفاض التضخم… لكن الشارع الأمريكي لا يشعر بالراحة بعد
ارتفعت الأسهم الأمريكية يوم الجمعة بعد صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلك (CPI) لشهر سبتمبر بنتائج أفضل قليلًا من التوقعات، مما منح الاحتياطي الفيدرالي (Federal Reserve) مساحة إضافية للمضي في خفضٍ جديد للفائدة الأسبوع المقبل.
لكن خلف ابتسامات المتداولين في وول ستريت، لا يزال المواطن الأمريكي العادي يعاني من ارتفاع تكاليف المعيشة في الغذاء والطاقة والسكن.
📊 التفاصيل: أرقام مشجعة… لكنها غير كافية
سجّل مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي ارتفاعًا بنسبة 3% على أساس سنوي، أي أقل بعُشر نقطة مئوية من التقديرات، في حين انخفض التضخم الأساسي إلى 3% من 3.1% في أغسطس.
هذه البيانات تمثل التقدم الذي طال انتظاره من صناع السياسة النقدية والمستثمرين، إذ بدأت الضغوط في فئات مثل الإسكان والخدمات الأساسية بالانحسار التدريجي.
لكن، وفقًا للمحللين، لا يمكن اعتبار ذلك “انتصارًا كاملًا بعد”.
يقول جورج بوري (George Bory)، كبير استراتيجيي الدخل الثابت في Allspring Global Investments:
“الأرقام أفضل من المتوقع، لكنها لا تزال أعلى بكثير من هدف الفيدرالي… من المبكر جدًا إعلان انتهاء الخطر.”
🔮 نظرة مُركّب: تباطؤ التضخم يقدّم للفيدرالي مبررًا للخفض، لكن بقاء الأسعار أعلى من الهدف يعني أن المعركة لم تُحسم بعد.
💰 الفجوة بين وول ستريت وواقع الشارع
يقول جو بروسويلاس (Joe Brusuelas)، كبير الاقتصاديين في RSM، إن مكونات التضخم لا تزال تظهر اختلالًا واضحًا:
• الخدمات: ترتفع بمعدل 3.6% سنويًا.
• الطعام: عند 3% سنويًا.
• النقل: رغم انخفاضه، ما زال عالقًا عند 1.7%.
وأشار بروسويلاس إلى أن الأسر ذات الدخل المنخفض لا تشعر بأي “راحة تضخمية”:
“الناس في الطبقات الدنيا ينظرون إلى هذه الأرقام ويقولون: أنتم تعيشون في عالم آخر… تكلفة المعيشة لدينا ترتفع باستمرار.”
في الواقع، ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء (لحم البقر والعجل) بنحو 14% على أساس سنوي، والغاز الطبيعي بنسبة 8%، والكهرباء بـ 5%، مما يُظهر أن الأساسيات اليومية لا تزال تثقل كاهل المستهلكين.
🔮 نظرة مُركّب: وول ستريت تُكافئ الأرقام، لكن المواطن العادي يُحاسَب على الفواتير. هذه الفجوة المتسعة قد تُعقّد أي انتعاش استهلاكي حقيقي.
🏦 الفيدرالي وسط ضباب البيانات
يرى جون هيلسنراث (Jon Hilsenrath)، المستشار الكبير في StoneX، أن الاحتياطي الفيدرالي يواجه قرارات حاسمة في بيئة ضبابية بسبب الإغلاق الحكومي الذي عطّل معظم البيانات الاقتصادية الرسمية.
تقرير التضخم الأخير كان من القلائل التي صدرت بعد استدعاء مؤقت لموظفي مكتب الإحصاءات لاستكماله لأغراض الضمان الاجتماعي.
يقول هيلسنراث:
“الأسواق تظن أن الفيدرالي سيواصل خطته رغم غياب البيانات… لكن بعض أعضاء الفيدرالي يفكرون: هل نسير بسرعة في طريق مغطى بالثلج دون أن نرى ما أمامنا؟”
🔮 نظرة مُركّب: قرارات الفيدرالي القادمة ستكون مزيجًا من الحدس والاحتياط، مع غياب “البوصلة الإحصائية” الكاملة.
⚖️ اقتصاد مزدوج المسار
تشير ديبورا وينسويغ (Deborah Weinswig)، الرئيسة التنفيذية لشركة Coresight Research، إلى أن الاقتصاد الأمريكي يعيش الآن انقسامًا حادًا لم يشهد مثله منذ عام 2020:
• فئة الأثرياء لا تزال تنفق بحرية على الكماليات.
• في المقابل، الطبقة المتوسطة والدنيا تخفض الإنفاق وتكافح لتغطية الأساسيات.
🔮 نظرة مُركّب: هذا الانقسام بين الثراء المالي والضيق المعيشي يُهدد بتقويض أي تعافٍ مستدام، ويعيد توازن القوة الاقتصادية إلى يد الفيدرالي.
🔮 النظرة المستقبلية
من المرجح أن يُعلن الفيدرالي خفضًا إضافيًا للفائدة هذا الأسبوع، لكن الطريق نحو استقرار الأسعار الكامل لا يزال طويلاً.
ستظل أسعار الطاقة والغذاء والسكن محور النقاش في الفترة المقبلة، بينما يراقب السوق كيف ستنعكس هذه الأرقام على سياسات خفض الفائدة ومؤشرات النمو.
💡 خلاصة مُركّب:
انخفاض التضخم إلى 3% قد يرضي الأسواق، لكنه لا يطمئن الشارع.
الاحتياطي الفيدرالي يسير على “جليد رقيق” بين دعم النمو وكبح الأسعار، فيما تبقى قوة المستهلك الأمريكي المتناقصة هي التحدي الأكبر للاقتصاد.
🔍 للمستثمر الذكي في مُركَّب+:
راقب بيانات الخدمات والطاقة والغذاء لا المؤشرات العامة فقط، فهذه هي “النبض الحقيقي” للتضخم.
الفرص في المرحلة المقبلة ستتجه نحو القطاعات المقاومة لتقلبات الأسعار — مثل السلع الأساسية والطاقة النظيفة.
🎯 في مُركَّب+ نقرأ ما وراء الأرقام، ونميز بين ما يفرح السوق مؤقتًا… وما يُبقي الاقتصاد متماسكًا حقًا.
🎯 اشترك الآن في مركّب+ لتصل إلى الشركات الأعلى جودة والأكثر توافقاً مع قيمك،
وتتعلم كيف تستثمر بذكاء… لا بعشوائية.


