“في السوق، الذكاء ليس في معرفة متى تشتري…
بل في الشجاعة أن تعرف متى تبيع.”
في الاستثمار، كلنا أو (ليس كلنا) نتعلم كيف نشتري.
نتقن التحليل، نتابع الأسعار، نحفظ مؤشرات السوق عن ظهر قلب.
لكنّ القرار الأصعب في رحلة المستثمر ليس الشراء… بل البيع.
الشراء قرارٌ تملؤه الآمال:
تحلم بالعوائد، تتخيّل النمو، وتشعر أنك بدأت قصة جميلة.
أما البيع؟ فهو قرارٌ يواجهك بـ الواقع — واقع أنك ربما كنت مخطئًا، أو أن الأرباح وصلت إلى حدّها، أو أن القصة التي آمنت بها… انتهت.
💬 لماذا البيع أصعب من الشراء؟
الجواب ليس في الأرقام، بل في النفس البشرية.
هناك خمس قوى داخلية تجعلنا نتمسك بالأسهم حتى بعد انتهاء صلاحيتها الاستثمارية:
1️⃣ الخوف من الندم:
نخاف نبيع ثم نرى السهم يرتفع بعدها، فنعيش ألم “يا ريتني ما بعت”.
2️⃣ الانحياز للتأكيد:
نبحث عن الأخبار التي تؤكد رأينا، ونتجاهل الحقائق التي تنقضه.
3️⃣ تأثير التملك:
بمجرد امتلاك السهم، نبدأ نحبه أكثر مما يستحق، ونراه كجزء من هويتنا.
4️⃣ انحياز الخسارة:
نكره الخسارة أكثر مما نحب الربح، فنتمسك بالأسهم الهابطة أملاً أن “ترجع”.
5️⃣ وهم السيطرة:
نعتقد أننا نتحكم بالسوق، مع أن الحقيقة الوحيدة التي يمكننا التحكم بها… هي أنفسنا.
وهكذا، يتحوّل البيع من قرار مالي إلى اختبار وعي.
ليس اختبارًا للأرباح، بل للنضج الاستثماري.
💡 متى نبيع فعلًا؟
في مُركّب نؤمن أن البيع لا يجب أن يكون ردّة فعل، بل قرارًا واعيًا مبنيًا على ثلاث إشارات واضحة:
1️⃣ تغيّر الأساسيات
عندما يتراجع نمو الإيرادات أو تتدهور الهوامش أو ترتفع الديون، فالقصة تغيّرت.
مثل شركة Peloton التي انتقلت من نموّ خرافي إلى خسائر متراكمة بعد الجائحة.
2️⃣ تجاوز القيمة العادلة
عندما يقفز السهم فوق منطق السوق.
Tesla في نهاية 2021 كانت شركة عظيمة، لكن بسعر يعكس أحلام مئة سنة.
3️⃣ تغيّر السبب الشخصي للشراء
قد لا تكون الشركة تغيّرت، بل أنت.
احتياجاتك، أهدافك، أو حتى مبادئك الاستثمارية قد تتطور.
⚖️ المعلومة الأهم: تكلفة الفرصة
في التحليل المالي، “تكلفة الفرصة” لا تُكتب في القوائم، لكنها أهم رقم في حياة المستثمر.
كل دولار تتركه في سهم متعب، هو دولار يفقد فرصة النمو في شركة أفضل.
لذلك، البيع ليس نهاية… بل إعادة توزيع ذكي للجنود في معركة السوق.
🧭 متى لا تبيع السهم؟
البيع ليس دائمًا هو القرار الصحيح.
فهناك ثلاث حالات يجب أن تتمسك فيها بالسهم عالي الجودة:
1️⃣ عندما تبقى الأساسيات قوية رغم تقلب السعر.
السوق متوتر… لكن الشركة ما زالت تربح وتنمو.
2️⃣ عندما يكون الهبوط سببه خوف مؤقت وليس ضعف حقيقي.
مثل الأزمات الاقتصادية القصيرة أو الأخبار العاطفية.
3️⃣ عندما يكون السهم عالي الجودة ومتداولًا دون قيمته العادلة.
هنا البيع يعني أنك تترك “فرصة” على الطاولة.
“لا تبيع شركة ممتازة فقط لأن السوق خائف.”
🔒 خلاصة مُركّب
البيع ليس نهاية الرحلة، بل بداية مرحلة جديدة من النضج.
فالسوق لا يكافئ من يحب الأسهم، بل من يعرف متى يتركها.
🌟 هذا القسم متاح لمشتركي مُركّب في النسخة المدفوعة:
📈 5 أسهم عالية الجودة (حسب تصنيف مُركّب+)
أسهم تجمع بين جودة الأرباح، واستدامة النمو، والتقييم العادل.
(القيم العادلة مأخوذة من نموذج مُركّب+ للـ Fair Value Analysis – نوفمبر 2025)🔗 اشترك الآن في مُركّب+ بـ 199 دولار فقط،
لتصل إلى تحليلاتنا الكاملة حول السعر العادل، والجودة، والتوافق الشرعي.
Keep reading with a 7-day free trial
Subscribe to مركب to keep reading this post and get 7 days of free access to the full post archives.