لم تعد Apple، رمز الابتكار التقني لعقود، بمنأى عن رياح التغيير والضغوط. مع تراجع السهم بنسبة تقارب 10% في آخر 12 شهرًا، وارتفاع أسهم الذكاء الاصطناعي المنافسة، تتعالى التساؤلات حول قدرة الشركة على استعادة زخمها. مشاكل في الواقع الافتراضي، تعثر في الذكاء الاصطناعي، وتقييم مرتفع مقارنة بمعدلات النمو… فهل حان وقت القلق على مستقبل السهم؟
إخفاقات في الواقع الافتراضي… رؤية لم تتحقق
في مطلع 2024، أطلقت Apple نظارة الواقع الافتراضي Vision Pro بسعر 3500 دولار، معلنة عن “ثورة جديدة” في عالم الحوسبة.
رغم سنوات من البحث والتطوير، انتهى المطاف بالجهاز إلى فشل تجاري، مع ضعف في الإقبال وانخفاض حجم الإنتاج وعدد المبيعات (أقل من مليون وحدة تقريبًا منذ الإطلاق).
حتى بافتراض بيع مليون جهاز سنويًا (أي عائدات 3.5 مليار دولار)، يظل هذا الرقم ضئيلاً مقارنة بإيرادات الشركة المجمّعة التي تتجاوز 400 مليار دولار سنويًا.
النتيجة: Vision Pro لم يُحرّك مؤشر أرباح Apple ولا يحلّ محلّ iPhone، ولا يزال الجهاز يُصنّف اليوم كمنتج “فاشل” حتى إشعار آخر.
خيبة أمل في الذكاء الاصطناعي… وApple تلهث خلف المنافسة
وعدت Apple عملاءها ومستثمريها بثورة في الذكاء الاصطناعي عبر تطويرات Siri و”Apple Intelligence”.
لكن الواقع جاء مختلفًا: في مؤتمر المطورين الأخير، تم تأجيل إطلاق Siri المدعوم بالذكاء الاصطناعي إلى العام المقبل، في حين يواصل المنافسون (مثل Alphabet وOpenAI) طرح أدوات إنتاجية متطورة.
التباطؤ في تحديث تقنيات الذكاء الاصطناعي والتفاعل مع متطلبات السوق جعل Apple تبدو متأخرة في هذا السباق، تمامًا كما حدث في مجالات الحوسبة السحابية سابقًا.
ولهذا السبب، بقي نمو إيرادات الشركة ضعيفًا في السنوات الأخيرة، مقابل نمو قوي ومتواصل لشركات مثل Alphabet.
تقييم السهم… غالي جدًا لنمو متواضع
رغم هذا الجمود، يتداول سهم Apple عند مضاعف ربحية (P/E) يبلغ 31، مقارنة بمستوى أقل من 20 لسهم Alphabet.
هذا التقييم المرتفع يجعل الاستثمار في Apple أكثر خطورة في حال لم تعاود الأرباح النمو القوي قريبًا.
المخاطر تتزايد على أكثر من جبهة:
رسوم المتجر App Store مهددة بعد أحكام قضائية أمريكية تسمح ببدائل دفع للمطورين.
مصدر الدخل الضخم من اتفاقية جعل Google محرك البحث الافتراضي على أجهزة Apple يواجه أيضًا تدقيقًا قضائيًا حول المنافسة العادلة، مما يهدد أكثر من 20 مليار دولار من الإيرادات السنوية الهامشية.
إذا ما تراكمت هذه المخاطر دون استجابة ابتكارية واضحة من Apple، قد تتجه أرباح الشركة إلى التراجع في السنوات المقبلة.
الخلاصة
Apple اليوم تجد نفسها في منعطف حساس؛ ابتكار متعثر، منتجات جديدة لا تحقق الطموح، ومخاطر تنظيمية وقضائية تهدد مصادر أرباحها التاريخية—all ذلك مع تقييم بورصة مرتفع لا يعكس تباطؤ النمو الحقيقي. بالنسبة للمستثمر، قد يكون الوقت الحالي غير مناسب للدخول في السهم أو تعزيز المراكز القائمة، حتى تظهر الشركة إشارات حقيقية على عودة الابتكار والنمو المستدام.