لماذا خفض الفائدة قد لا ينقذ سوق الأسهم الآن؟
خلال الأسبوع القادم، يتوقع المستثمرون أن يقوم الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بـ 0.25% بعد تقرير وظائف أغسطس الضعيف. تاريخيًا، هذه الخطوة تُعتبر عادةً محفزًا للأسواق، لأنها تقلل تكلفة التمويل وتزيد شهية المخاطرة. لكن هذه المرة هناك عدة عوامل تجعل تأثير الخفض على الأسهم محدودًا وربما حتى سلبيًا على المدى القريب.
1. خفض الفائدة = إشارة ضعف اقتصادي
تقرير أغسطس أظهر إضافة 22 ألف وظيفة فقط وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%.
وفقًا لـ ستيوارت كايزر – سيتي: هذه "إشارة سلبية للنمو" أقوى من أي دفعة قصيرة الأجل من خفض الفائدة.
بمعنى آخر: إذا الشركات توظف أقل والبطالة ترتفع، فإن أرباحها المستقبلية تتعرض لضغط، وهذا ما يهم السوق أكثر من مجرد انخفاض الفائدة.
2. يارديني: خطر تحفيز اقتصاد لا يحتاج التحفيز
إيد يارديني (رئيس Yardeni Research) حذر بوضوح:
"نعتقد أن خفض الفائدة هذا الشهر يعني تحفيز اقتصاد لا يحتاج إلى سياسة نقدية أسهل. تحفيز اقتصاد لا يحتاج للتحفيز لن يخلق عمالة جديدة تعالج النقص في المعروض الذي يقيّد الطلب على العمل."
بحسب يارديني، الإنتاجية تتحسن والبطالة ما زالت منخفضة تاريخيًا.
أي ضخ إضافي للسيولة لن يحل مشكلة نقص العمالة، بل قد يؤدي إلى موجة ارتفاع مضاربية يقودها الخوف من تفويت الفرصة (FOMO) بدلًا من الأساسيات الاقتصادية.
مثل هذه الارتفاعات عادةً ما تنتهي بـ تصحيح حاد بدلًا من دورة صعودية صحية.
3. ضعف سوق العمل أكبر تهديد للأسهم
تقرير أغسطس أضاف فقط 22 ألف وظيفة ورفع البطالة إلى 4.3%.
مراجعات البيانات الأخيرة أظهرت حذف حوالي 911 ألف وظيفة من الإحصاءات السابقة—إشارة أن السوق أضعف مما كنا نظن.
ستيوارت كايزر (سيتي): "إشارة ضعف النمو أقوى من أي فائدة من الخفض".
3. التضخم ما زال فوق الهدف
التضخم الأساسي متوقع عند 3.1% سنويًا، أعلى من هدف الفيدرالي (2%).
إذا جاءت الأرقام أعلى، سيضطر الفيدرالي للتريث، ما يعني أن مسار التيسير محدود.
4. ضغوط التعريفات الجمركية
تورستن سلوك (Apollo) لفت إلى أن قطاعات مثل التصنيع والبناء والتجزئة والنقل بدأت تفقد وظائف بسبب التعريفات.
خفض الفائدة لا يمكن أن يعوض هذه الصدمات التجارية والسياسية.
5. ما بين التشاؤم والتفاؤل
مايك ويلسون – Morgan Stanley: يتوقع تقلبات في سبتمبر وأكتوبر بسبب ضعف التوظيف والتضخم المرتفع، لكن يرى أن أي هبوط سيكون مؤقتًا ويمهد لصعود أقوى في 2026.
ديفيد كوستين – Goldman Sachs: أكثر تفاؤلًا، إذ يرى أن الأسهم عادةً ترتفع مع دورات خفض الفائدة إذا لم يدخل الاقتصاد في ركود. توقعاته:
S&P 500 عند 6,600 نقطة بنهاية العام.
انتعاش لأسهم الشركات الصغيرة التي تضررت من أسعار الفائدة المرتفعة.
الخلاصة لقرّاء مركب
خفض الفائدة هذه المرة ليس بالضرورة خبرًا إيجابيًا للسوق.
إذا كان الاقتصاد لا يحتاج تحفيزًا حقيقيًا (كما يقول يارديني)، فإن السيولة قد تشعل فقاعة قصيرة الأجل تنتهي بتصحيح.
إذا استمر ضعف التوظيف وارتفع التضخم قليلًا، فقد يبقى السوق متذبذبًا على المدى القريب.
لذلك، الاستراتيجية الأنسب هي التركيز على الشركات عالية الجودة ذات الأساسيات القوية، وتجنّب مطاردة موجات الصعود المفاجئة المدفوعة بالمضاربة.