🔥 الطفرة في أسهم الرقائق تتعثر مع تصاعد مخاوف التقييمات المبالغ بها
بعد عام من الارتفاع الجنوني في أسهم شركات أشباه الموصلات حول العالم، تلقّى القطاع ضربة مؤلمة هذا الأسبوع وسط قلقٍ متزايد من أن التقييمات وصلت إلى مستويات “خارج المنطق”، حتى مع استمرار الإنفاق الضخم على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
🔮 نظرة مُركّب: قطاع الرقائق لم يعد مجرد قصة نمو، بل اختبار واقعي لتسعير المستقبل، فكل نقطة مضاعفة باتت تتطلب إيمانًا جديدًا بالعصر الصناعي للذكاء الاصطناعي.
📉 تصحيح واسع يضرب أسهم الرقائق
انخفض سهم إيه إم دي (AMD) بأكثر من -4% بعد إعلان نتائج أقل من طموحات المستثمرين، تزامنًا مع هبوط مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات (Philadelphia Semiconductor Index) بنسبة -4.1%، أكبر تراجع في أكثر من 3 أسابيع.
في آسيا، تراجع سهم تايوان سيميكوندكتور (TSMC – 2330.TW) بنسبة -2.99%، وهبطت سامسونغ إلكترونيكس (Samsung – 005930.KS) -4.1%، بينما انخفضت إيه إس إم إل (ASML – ASML.AS) وإيه إس إم إنترناشونال (ASM International – ASM.AS) بأكثر من -2% لكل منهما.
🔮 نظرة مُركّب: التصحيح الحالي ليس انهيارًا بل استراحة من سباقٍ مفرط في السرعة، فالقيمة السوقية تتنفس بعد تمدد غير مستدام.
💰 فقاعة التقييمات تحت المجهر
يشير المحللون إلى أن مؤشر أشباه الموصلات يُتداول عند مضاعف ربحية يبلغ 28 مرة للأرباح المستقبلية، مقارنةً بمتوسط تاريخي قدره 19 مرة خلال العقد الماضي.
في حين يرى بعض المستثمرين أن التراجع صحي لأنه “يُفرغ بعض الهواء الساخن من الفقاعة”، حذّر آخرون من أن العديد من الشركات تضاعفت قيمتها فقط بفضل التوقعات المستقبلية لا الأداء الفعلي.
المديرة التنفيذية في GAO Capital، تشاووي ياك (Chauwei Yak)، قالت:
“لا يمكن وصف الانخفاض الحالي بفرصة شراء، لأن معظم الارتفاع لم يكن مدفوعًا بأساسيات قوية.لكن إن تراجعت الشركات الكبرى بنسبة 15% – 20%، عندها فقط يمكن الحديث عن تقييمٍ جذاب.”
🔮 نظرة مُركّب: حين تتفوّق التوقّعات على الأرباح، يتحول التفاؤل إلى عبء، السوق الآن يُطالب بالأرباح لا بالوعود.
🌏 التأثير العالمي يمتد إلى آسيا وأوروبا
في تايوان وكوريا الجنوبية، تسببت موجة البيع في هبوط حاد لمؤشرات البورصات، فيما شهدت أوروبا ضغطًا على شركات تصنيع معدات الرقائق مثل ASML وASM International.
هذا الضعف جاء بعد تصريحات من كبار المصرفيين في وول ستريت عن قرب تصحيحٍ في السوق، إلى جانب توقعات بتأخير خفض أسعار الفائدة الأمريكية واستمرار الإغلاق الحكومي.
كما زاد الضغط بعد أن كشف المستثمر الشهير مايكل بَري (Michael Burry) عن رهانات سلبية على أسهم بالانتير (Palantir) وإنفيديا (Nvidia).
🔮 نظرة مُركّب: عندما يجتمع الحذر المالي مع رهانات كبار الصناديق ضد القطاع، يتحوّل التفاؤل الصناعي إلى اختبار للثقة المؤسسية.
🧠 بين المخاوف والفرص
رغم التراجع، أكدت محللة مورغان ستانلي (Marina Zavolock) أن “قصة الذكاء الاصطناعي لم تنتهِ بعد”، لكنها تمر بـ“لحظة إعادة تقييم”.
من جانبه، يرى مدير المحافظ في M&G Investments، فيكاس بيرشاد (Vikas Pershad)، أن هذا التراجع طبيعي بعد صعود سريع للغاية، قائلاً:
“قطعنا شوطًا بعيدًا وبسرعة، لذا لا يجب أن يتفاجأ المستثمرون إذا استمر التصحيح يومًا أو يومين إضافيين، بل قد تظهر فرص شراء أفضل قريبًا.”
🔮 نظرة مُركّب: السوق لا يعاقب الذكاء الاصطناعي، بل يعيد تسعير الحماس الزائد، والفرص الحقيقية تُولد دائمًا بعد المراجعة لا أثناء النشوة.
📈 النظرة المستقبلية
رغم موجة التصحيح الحالية، يبقى المشهد الأساسي لقطاع الرقائق قويًا على المدى المتوسط، إذ تتسارع استثمارات الشركات الكبرى مثل أمازون (Amazon) وميتا (Meta) ومايكروسوفت (Microsoft) في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
لكن المرحلة القادمة ستشهد تباطؤًا في النمو الربحي مع تركيز السوق على جودة الأرباح بدلًا من مجرد توسّع الإيرادات.
إذا استقرّت أسعار الفائدة الأمريكية ونجح الاقتصاد العالمي في تجنّب الركود، قد نشهد عودة الزخم في النصف الثاني من 2026 بقيادة الشركات التي تملك حصونًا تقنية وسلاسل توريد متينة مثل تايوان سيميكوندكتور (TSMC) وإيه إس إم إل (ASML).
🔮 نظرة مُركّب: المستقبل ليس قاتمًا، لكنه أكثر انتقائية، فالتميّز القادم سيكون لمن يبني “عقل الرقائق” لا لمن يركب موجتها.
🧾 خلاصة مركّب
أسهم الرقائق تعيش لحظة “العودة إلى الواقع” بعد سباقٍ طويل نحو تقييمات فلكية.
الضغوط الحالية صحية إن بقيت تحت السيطرة، وهي تذكيرٌ بأن حتى أقوى الاتجاهات بحاجةٍ إلى تصحيحٍ كي تستمر.
من يفهم التوقيت ويميز بين الضجيج والاتجاه، سيجد فرصًا ذهبية في هذا الانخفاض.
🔍 للمستثمر الذكي فقط
في مركّب+، لا نقرأ السوق بعين العاطفة ولا نُصدق كل ارتفاعٍ مؤقت.
نحن نحلّل العمق المالي للشركات لنفهم متى يكون الهبوط فرصة، ومتى يكون تحذيرًا مبكرًا.
📊 لأن المستثمر الذكي يعلم أن الأسواق تُكافئ من ينتظر اللحظة الصحيحة، لا من يقفز مع القطيع.
🎯 اشترك الآن في مركّب+ لتصلك تحليلات القطاعات الحساسة مثل الرقائق والذكاء الاصطناعي أولًا بأول،
ولتتعلم كيف تحوّل كل تصحيحٍ إلى خطوةٍ استراتيجية نحو القمة.




