وول ستريت تترقب تغييرات القيادة النقدية… هل اقترب رحيل باول؟
تدخل الأسواق الأميركية يوم الخميس في حالة ترقب غير مسبوقة، على خلفية تصاعد الحديث عن نية الرئيس دونالد ترمب استبدال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قبل نهاية ولايته. هذا الجدل يتزامن مع تذبذب مؤشرات الأسهم وتراجع حاد في الدولار مقابل اليورو، بينما تستعد الأسواق لاستقبال بيانات التضخم الأهم هذا الأسبوع وسط مخاوف متصاعدة من أثر الرسوم الجمركية الجديدة على الأسعار.
العقود الآجلة ترتفع وسط جدل استبدال باول
سجّلت العقود الآجلة لمؤشرات Dow Jones وS&P 500 ارتفاعًا بنحو 0.2%، وقفزت عقود Nasdaq 100 بـ0.4%، وسط تفاؤل حذر في وول ستريت مع بوادر تهدئة بين إسرائيل وإيران، وقفز سهم Nvidia (NVDA) إلى مستويات قياسية جديدة.
لكن هذا الزخم الإيجابي تخلله حذر ملحوظ بعد تقارير من "وول ستريت جورنال" أفادت بأن ترمب ينوي إعلان اسم خليفة باول في سبتمبر أو أكتوبر المقبلين، في خطوة سابقة لأوانها إذ تنتهي ولاية باول رسميًا في مايو 2026.
صرّح ترمب: "أعرف بين ثلاثة أو أربعة أشخاص من سأختار".
خلال جلسات الاستماع أمام الكونغرس، أكد باول تمسك الفيدرالي بموقف "الانتظار والترقب" لرصد آثار الرسوم الجمركية على التضخم قبل أي خفض للفائدة، بالرغم من الضغوط الرئاسية الشديدة.
الدولار يتراجع لأدنى مستوى أمام اليورو منذ ثلاث سنوات
انخفض الدولار الأميركي (DX=F) أمام اليورو إلى 1.1687 دولار، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2021.
يُعزى هذا التراجع إلى تصاعد القلق من سياسات ترمب الجمركية وتأثيرها على استقرار الاقتصاد الأميركي، بالإضافة إلى اهتزاز ثقة الأسواق بقدرة الفيدرالي على الحفاظ على استقلاليته وسط هجمات متكررة من البيت الأبيض.
تتجه الأنظار الآن نحو مستويات الدعم التالية عند 1.1692 ثم 1.1909 لليورو مقابل الدولار، في ظل استمرار التقلبات.
سجالات السياسة النقدية… وترقب تقرير التضخم
تصاعدت السجالات بين الإدارة الأميركية والفيدرالي، إذ اتهم ترمب باول بـ"سوء الإدارة" و"العناد"، وطالب بخفض أسعار الفائدة فورًا.
أما باول، فقد أكد أمام مجلس الشيوخ أن الفيدرالي "في موقع جيد للانتظار" حتى تتضح آثار الرسوم الجمركية على التضخم.
مع هذه الأجواء، رفعت الأسواق احتمال خفض الفائدة في اجتماع يوليو إلى 25% (ارتفاعًا من 12% الأسبوع الماضي)، بينما تتوقع الأسواق خفضًا بمقدار 64 نقطة أساس بنهاية العام، مقارنة بـ46 نقطة أساس في نهاية الأسبوع الماضي.
حدث الأسبوع: مؤشر الإنفاق الاستهلاكي (PCE)
ينتظر المستثمرون تقرير مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي (PCE) يوم الجمعة، وهو المؤشر المفضل للفيدرالي لمتابعة التضخم.
كل الأنظار على أي إشارة لارتفاع الأسعار بسبب الرسوم الجمركية الأخيرة، ما سيحدد فرص خفض الفائدة في الاجتماعات المقبلة، ويعيد رسم توقعات السوق للأشهر القادمة.
التباين في التوقعات
المتفائلون: يعتقدون أن التغيير في القيادة النقدية قد يسرّع وتيرة خفض الفائدة ويدعم أسواق الأسهم.
الحذرون: يحذرون من أن فقدان استقلالية الفيدرالي وتزايد عدم اليقين حول مستقبل السياسة النقدية قد يزيد التقلبات ويضعف الدولار على المدى المتوسط.
الخلاصة
وول ستريت تعيش هذه الأيام على وقع تقاطعات السياسة النقدية والضغوط الرئاسية، بينما تتزايد الشكوك حول بقاء باول واقتراب إعلان خليفته. في الخلفية، يواصل الدولار تراجعه وسط مخاوف متنامية بشأن استقلالية الفيدرالي وتأثير الحروب التجارية على الاقتصاد. القرار الكبير بيد الفيدرالي في يوليو: هل يُرضي الأسواق ويخفض الفائدة رغم الضغوط، أم يصمد أمام العاصفة؟
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet