تسلا تُنكر تغييرات في القيادة... والأنظار تتجه إلى توازن ماسك بين الطموح والجدل
في وقت دقيق تمرّ به شركة Tesla (TSLA)، واجهت إدارة الشركة عاصفة من الشائعات حول نية مجلس الإدارة البحث عن بديل للرئيس التنفيذي إيلون ماسك. وبين نفي رسمي من القيادة، وتصاعد التوتر بشأن دور ماسك في حملة الرئيس ترمب، تعيش تسلا مفترق طرق حاسم قد يُعيد تشكيل مستقبلها كشركة تكنولوجيا لا كصانع سيارات.
"غير صحيح إطلاقًا"... نفي قاطع من مجلس الإدارة
رئيسة مجلس الإدارة روبين دينهولم نفت بشكل مباشر تقرير صحيفة وول ستريت جورنال الذي أشار إلى أن المجلس تواصل مع شركات توظيف تنفيذية لبحث استبدال ماسك، مؤكدة عبر منصة X:
"التقرير غير صحيح إطلاقًا... لدينا ثقة عالية في قدرة ماسك على تنفيذ خطة النمو الطموحة لتسلا."
لكن ورغم هذا النفي، تمسّكت الصحيفة بمصداقية تقريرها، مشيرة إلى أن مسألة خلافة ماسك لا تزال مطروحة داخليًا بشكل غير معلن.
السهم يرتفع... والأسئلة تزداد
ارتفع سهم تسلا بنسبة 2.8% صباح الخميس بعد بيان دينهولم، في إشارة إلى ارتياح مؤقت في السوق.
لكن المحللين حذروا من أن الضغوط على مجلس الإدارة ستستمر، خصوصًا في ظل انتقادات مستمرة حول ضعف الحوكمة واستقلالية القرارات، وسط اتساع نطاق مهام ماسك خارج الشركة.
من السيارات إلى الذكاء الاصطناعي... ومن ماسك إلى ترمب
تُحوّل تسلا تركيزها من السيارات الكهربائية إلى مشاريع أكثر طموحًا، أبرزها:
التاكسي الذاتي القيادة
الروبوتات البشرية
البنية التحتية للذكاء الاصطناعي
وهذا التحوّل يُشكّل أساس تقييم الشركة في الأسواق، لكنه تزامن مع انخراط ماسك في الشأن السياسي الأميركي، إذ أصبح مشاركًا في إدارة "كفاءة الحكومة" ضمن إدارة ترمب، مما أثار جدلًا واسعًا بشأن تشتت أولوياته وتأثير ذلك على قيادة تسلا.
انتكاسات أوروبية... وغضب داخلي
ورغم التقدم في التكنولوجيا، تسجّل تسلا تراجعًا حادًا في مبيعات السيارات الكهربائية في بعض الأسواق الأساسية:
فرنسا: تراجع بنسبة 59% في أبريل
الدنمارك: تراجع بنسبة 67%
ويُعزى ذلك إلى تصاعد النقد السياسي في أوروبا تجاه ماسك، وتنامي الشعور بأنه أصبح أكثر انشغالًا بالسياسة من إدارة الشركة.
تقليص الارتباط السياسي... وخطوات مجلس الإدارة
أعلن ماسك الأسبوع الماضي أنه سيُقلل من التزاماته مع إدارة ترمب، مخصصًا مزيدًا من الوقت لتسلا.
لكن وول ستريت جورنال أشارت إلى أن هذه الخطوة لم تكن كافية، وأن مجلس الإدارة طلب منه التزامًا علنيًا بالتركيز على الشركة.
كما عقد أعضاء في المجلس، مثل الشريك المؤسس جيه بي ستراوبل، لقاءات مع مستثمرين كبار لطمأنتهم بأن:
"تسلا ما تزال في أيدٍ أمينة، وماسك سيبقى في موقع القيادة."
أزمة حوكمة داخل المجلس
رغم دفاع دينهولم العلني عن ماسك، إلا أن علاقاتها الوثيقة به — ودعمها لحزمة تعويضاته المثيرة للجدل — أثارت شكوكًا حول حيادها.
وقد تعرضت لانتقادات إضافية بعد أن باعت أسهمًا بقيمة 33.7 مليون دولار في مارس، ما أثار قلقًا بشأن توقيت القرار وموقفها من مستقبل ماسك.
ويضم مجلس تسلا، المؤلف من 8 أعضاء، شخصيات مقربة من ماسك مثل:
كيمبال ماسك (شقيق إيلون)
جيمس مردوخ (نجل إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ)
ويُخطط المجلس حاليًا لتعيين عضو مستقل جديد بهدف تحقيق توازن أفضل في اتخاذ القرار.
الخلاصة
تواجه تسلا اختبارًا مزدوجًا:
من جهة، سعيها للتحوّل إلى شركة ذكاء اصطناعي مستقبلية تقودها مشاريع التاكسي الذاتي والروبوتات؛ ومن جهة أخرى، تحديات تآكل الثقة بسبب تورّط ماسك المتزايد في السياسة، وانعكاسات ذلك على حوكمة الشركة واستقرار إدارتها.
وبين طموح هندسي غير مسبوق، وضغوط داخلية متنامية، يبدو أن معركة تسلا الحاسمة لن تُحسم في مختبر الذكاء الاصطناعي، بل في قاعة مجلس الإدارة.
📩 تابع نشرتنا من مركب لتصلك تحليلاتنا حول أبرز تحولات الشركات الكبرى والسياسات التي تُعيد تشكيل السوق الأميركي!
اشترك الآن لتبقى على اطلاع دائم!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet