هكذا رسم ترمب خريطة الرسوم الجمركية الجديدة
ضغوط على آسيا وتحذيرات صينية ومخاوف من اضطرابات عالمية
تدخل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وحلفائها جولة حاسمة مع إعلان الرئيس ترمب عن قائمة جديدة من الرسوم الجمركية تستهدف 14 دولة آسيوية وأفريقية وأوروبية، لتصبح نافذة اعتبارًا من الأول من أغسطس. وبينما تحاول الأسواق العالمية فهم تداعيات التصعيد الأخير، برزت تحذيرات صينية وردود أفعال متباينة من اليابان وكوريا ودول جنوب شرق آسيا، بينما تخيم أجواء عدم اليقين على مشهد الأعمال والاستثمار الدولي.
قائمة الرسوم الجمركية الجديدة
نسب الرسوم الجمركية التي أعلنها البيت الأبيض على 14 دولة رئيسية، ويُظهر تغيّر المعدلات بين إعلان 2 أبريل وإعلان 7 يوليو 2025. نشهد أن أغلب الدول الآسيوية تواجه معدلات تتراوح بين 25% و40%، مع تثبيت أو تقليص المعدلات لبعض الشركاء الرئيسيين مثل اليابان وكوريا، وارتفاعها لدول أخرى مثل كمبوديا ولاوس وميانمار.
الرسالة من البيت الأبيض: التصعيد مستمر مع استثناءات محدودة
أكد الرئيس ترمب أن الرسوم المعلنة ستُطبق في الأول من أغسطس بعد فترة تمديد إضافية للمفاوضات.
وأوضح أن بعض الدول يمكن أن تحصل على تمديد إضافي إذا تقدمت بعروض مرضية خلال الفترة المقبلة، في إشارة إلى سياسة "العصا والجزرة" مع الشركاء التجاريين.
حتى الآن، لم تنجح واشنطن إلا في إبرام اتفاقات مع المملكة المتحدة وفيتنام، مع استمرار غموض المفاوضات مع الصين والاتحاد الأوروبي وكندا.
آسيا في الواجهة: ضغوط على اليابان وكوريا وجنوب شرق آسيا تترقب
اليابان وكوريا الجنوبية:
تلقت الدولتان رسائل مباشرة من ترمب تتضمن فرض رسوم 25% على صادراتهما، مع وصف ياباني رسمي للقرار بأنه "مؤسف للغاية" واستعداد لمواصلة المفاوضات، بينما ستسارع كوريا الجنوبية لإبرام اتفاق قبل دخول الرسوم حيز التنفيذ.جنوب شرق آسيا:
تواجه ماليزيا وتايلاند وكمبوديا ولاوس وميانمار معدلات بين 25% و40%، وسط مساعٍ مكثفة من تلك الدول لتقديم عروض جديدة وفتح أسواقها أكثر أمام المنتجات الأميركية.
ردود أفعال الوزراء الآسيويين تتراوح بين الصدمة والاستعداد لمزيد من التنازلات.
الصين تحذّر: من يستثنينا سيدفع الثمن
لم تتأخر بكين في الرد، حيث وجّهت تحذيرًا شديد اللهجة لواشنطن من إعادة إشعال الحرب التجارية، ملوّحة برد مباشر على أي دولة توافق على استثناء بكين من سلاسل التوريد لصالح الولايات المتحدة.
صحيفة الشعب الرسمية شددت على أن "الحوار والتعاون هما الطريق الوحيد الصحيح"، محذرة من أن أي تنازل لصالح واشنطن سيكون ثمنه باهظًا على العلاقات مع بكين.
أوروبا وكندا: نحو اتفاقات مشروطة
الاتحاد الأوروبي:
يسعى الاتحاد الأوروبي لإبرام اتفاق شامل يحدد الرسوم عند 10% على معظم السلع، مع طلب إعفاءات لقطاعات استراتيجية مثل الأدوية والرقائق والطائرات.
مفاوضات اللحظة الأخيرة تدور حول تخفيف أو إلغاء الرسوم على السيارات والصلب والألمنيوم.كندا:
أعلنت كندا عن إلغاء الضريبة الرقمية على شركات التقنية الأميركية الكبرى، واستئناف المفاوضات مع إدارة ترمب على أمل التوصل لاتفاق منتصف يوليو.
التأثير الاقتصادي: اضطراب ثقة الأعمال وتراجع تفاؤل الشركات الصغيرة
ثقة الأعمال:
أظهرت بيانات NFIB انخفاض مؤشر تفاؤل الأعمال الصغيرة في أميركا إلى 98.6 في يونيو، مع تزايد الشركات التي ترى أن لديها فائضًا في المخزون وتراجع توقعات المبيعات.استثمارات مؤجلة:
حذّرت منظمة التجارة التابعة للأمم المتحدة من أن تمديد فترة المفاوضات الأميركية يخلق حالة من عدم اليقين تعرقل الاستثمار والتخطيط طويل الأجل، خصوصًا في دول مثل ليسوتو التي أوقفت شركاتها قرارات الاستثمار بانتظار وضوح مشهد الرسوم.
من المستفيد ومن المتضرر؟
فيتنام:
تمكنت من خفض الرسوم على صادراتها إلى 20% بدلًا من 46%، مع فرض 40% على البضائع المُعادة التصدير من الصين.الدول المصدّرة للألبسة (بنغلادش، كمبوديا، ميانمار):
عبّر مستشارو تلك الدول عن قلقهم من فقدان الميزة التنافسية أمام منافسين مثل فيتنام والهند بعد تطبيق الرسوم الجديدة.اليابان وكوريا:
بالرغم من رفع الرسوم، سجلت مؤشرات السوق ارتفاعًا طفيفًا بعد وضوح الأرقام النهائية وتراجع المخاوف من تصعيد أكبر.
الخلاصة
سياسة الرسوم الجديدة لرئيس ترمب تؤكد أن الحرب التجارية دخلت مرحلة التفاوض الصلب وتبادل الضغوط.
الأسواق العالمية تتعايش مع حالة عدم اليقين، والشركات المصدّرة تبحث عن فرص للتكيّف أو التحايل على القيود.
بينما تزداد حدة التنافس بين واشنطن وبكين، يتضح أن الفائز الحقيقي هو من يملك قدرة التفاوض ومرونة تعديل سلاسل الإمداد، في حين يدفع الصغار كلفة التوترات الكبرى.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet