🔥 وول ستريت تتصالح مع «زوهران ممداني»… الاشتراكي الذي قلب معادلة نيويورك المالية
فوز زوهران ممداني (Zohran Mamdani) بمنصب عمدة نيويورك لم يكن مجرد انتصار انتخابي، بل زلزال سياسي أعاد تشكيل العلاقة بين وول ستريت والسياسة المحلية.
من وصفه بعض رجال الأعمال بأنه “كارثة اشتراكية”، إلى تحوّلهم اليوم إلى شركاء محتملين، القصة أكبر من انتخابات، إنها بداية مرحلة اقتصادية جديدة في العاصمة المالية للعالم.
🏦 من “صيف شيوعي حار” إلى مصافحة غير متوقعة
خاضت وول ستريت معركة مفتوحة ضد ممداني، حيث أنفق كبار المستثمرين ملايين الدولارات لعرقلته، مستخدمين الإعلام ووسائل التواصل للتحذير من “صيف شيوعي حار” في نيويورك.
لكن النتيجة كانت صادمة: ممداني فاز فوزًا كاسحًا، ليعلن بعد ساعات من النتيجة الملياردير بيل آكمان (Bill Ackman) تهنئته له برسالة على منصة X:
“مبروك الفوز، أمامك مسؤولية كبيرة، وأنا مستعد للمساعدة.”حتى الشخصيات التي حاربته مثل رالف شلوسستاين (Ralph Schlosstein) — أحد مؤسسي بلاك روك (BlackRock) — أكدت استعدادها للتعاون معه رغم الخلافات الأيديولوجية.
قال شلوسستاين: “أنا لست اشتراكيًا، لكني أحب هذه المدينة وسأعمل من أجل نجاحها مهما كان العمدة.”
🔮 نظرة مُركّب: السياسة الواقعية تبدأ حين يدرك رأس المال أن المقاومة مكلفة، والتأقلم أذكى.
📊 فريق اقتصادي تقدمي… لكنه براغماتي
أول خطوة كشفت ملامح المرحلة كانت تعيين لينا خان (Lina Khan) — الرئيسة السابقة للجنة التجارة الفيدرالية — ضمن فريقه الانتقالي، وهي المعروفة بموقفها الحازم ضد الاحتكارات.
لكن ممداني سارع إلى التأكيد أنه مستعد للحوار مع البنوك الكبرى وعلى رأسها جي بي مورغان (JPMorgan) وجيمي ديمون (Jamie Dimon). قال: “لا يجب أن نتفق على كل شيء كي نتحاور، ولكن يجب أن نتحاور لنفهم كل شيء.”
🔮 نظرة مُركّب: ممداني لا يهاجم النظام المالي بقدر ما يريد إعادة تعريفه، وهذا ما يجعله أخطر — وأذكى — من كثير من خصومه.
💼 وول ستريت تعيد تموضعها
حتى الأصوات الأكثر تشددًا بدأت تُبدل نغمتها.
مايك نوفوغراتز (Mike Novogratz)، أحد أبرز وجوه الكريبتو، قال: “علينا أن نضمن نجاحه لأنه يُعبّر عن واقع حقيقي: نيويورك أصبحت مدينتين، إحداهما لا تستطيع تحمّل كلفة العيش.”
كما أعلنت جاين فريزر (Jane Fraser) من سيتي غروب (Citigroup) رغبتها في العمل مع الإدارة الجديدة “لجعل المدينة مكانًا أفضل للعيش والعمل”.
وحتى جيمي ديمون (Jamie Dimon) الذي وصفه سابقًا بأنه “ماركسي أكثر من كونه اشتراكيًا”، قال الشهر الماضي إنه مستعد لتجاوز الخلافات ودعم المدينة.
🔮 نظرة مُركّب: حين يتحدث الرأسماليون عن العدالة الاجتماعية، فذلك يعني أن البوصلة الاقتصادية تغيرت بالفعل.
🏙️ من أزمة التاكسي إلى اختبار القيادة
صورة ممداني في الأوساط المالية لم تعد صورة “الشعاراتي الغاضب”، إذ يمتلك سجلًا عمليًا مثيرًا.
قاد بنفسه مفاوضات مع ماربلغيت (Marblegate) — أكبر صندوق يملك ديون سائقي التاكسي — ليقنعهم بإلغاء 400 مليون دولار من الديون المتعثرة.
قال أندرو ميلغرام (Andrew Milgram)، مدير الصندوق: “لم يكن يبحث عن ضوء الكاميرات، بل عن حل فعلي... جمع الجميع على طاولة واحدة وأجبرهم على الحل.”
🔮 نظرة مُركّب: هذا النوع من السياسة التنفيذية الصلبة هو ما يفتقده اليسار عادة… وممداني يعرف كيف يملأ تلك الفجوة.
⚖️ المال اليهودي والمخاوف الإسرائيلية
لكن لا تزال هناك توترات قائمة. تصريحات ممداني المنتقدة لإسرائيل خلّفت قلقًا بين رجال الأعمال اليهود، بحسب كاثي وايلد (Kathy Wylde) من مجموعة “شراكة من أجل نيويورك”.
وقالت إن عليه “أن يبعث برسائل تطمين إلى المجتمع اليهودي الذي شهد تصاعدًا في جرائم الكراهية”.
في المقابل، ركز ممداني على خطاب “المدينة الواحدة”، مؤكدًا أن “العدالة يجب أن تشمل الجميع بلا استثناء”.
🔮 نظرة مُركّب: النزاع الأخلاقي في نيويورك بين المال والهوية لن يُحسم بالشعارات، بل بإدارة دقيقة توازن بين المصالح والرموز.
💬 خصوم الأمس... شركاء الغد
حتى أندرو كومو (Andrew Cuomo) الذي خسر أمامه الانتخابات، أقرّ بأن المدينة تحتاج الآن إلى “العمل لا الجدال”.
أما مايكل بلومبرغ (Michael Bloomberg) — العمدة الأسبق ومؤسس وكالة بلومبرغ — فكان من أبرز الداعمين لكومو، لكنه الآن يراقب من بعيد تحوّل المشهد السياسي الذي صنعه بنفسه.
🔮 نظرة مُركّب: في نيويورك، لا أحد يخسر تمامًا، الجميع ينتظر دوره في الجولة التالية من النفوذ.
📈 النظرة المستقبلية
فوز ممداني يمثل لحظة فارقة في تاريخ العلاقة بين وول ستريت والسياسة. المدينة مقبلة على تجربة “اشتراكية عملية” تحاول تحقيق العدالة دون كسر النظام المالي.
إذا نجح، فقد يصبح نموذجًا عالميًا لإدارة المدن الكبرى التي تبحث عن مزيج من المساواة والنمو.
أما إذا فشل، فستكون التجربة دليلاً جديدًا على أن “الأحلام السياسية لا تدفع فواتير المدن”.
🧾 خلاصة مركّب
فوز زوهران ممداني ليس نهاية الرأسمالية في نيويورك، بل إعادة تشكيلها بوجه اجتماعي جديد.
إنه اختبار للقدرة على الجمع بين العدالة والكفاءة، وبين السياسة والشركات، وبين الشارع والبورصة.
المدينة التي كانت رمزًا للرأسمالية المتوحشة قد تصبح مختبرًا لنسخة أكثر إنسانية من الاقتصاد الأمريكي.
🔍 للمستثمر الذكي فقط
في مركّب+ لا نقرأ العناوين… بل نحلل اتجاهات السلطة والمال معًا.
نستبق التغيير السياسي قبل أن يترجم إلى حركة في السوق.
🎯 اشترك الآن في مركّب+ لتصلك تحليلات الذكاء الاصطناعي والسياسات الاقتصادية أولًا بأول،
وتتعلم كيف تستثمر بذكاء… لا بعشوائية.



