ترمب يُصعّد الضغوط على الفيدرالي.. "خليفة باول" قد يكون من داخل المجلس
الملامح السياسة النقدية على المحك
مع اقتراب نهاية ولاية جيروم باول كرئيس للاحتياطي الفيدرالي في مايو المقبل، تشتد معركة الكواليس داخل واشنطن حول هوية قائد السياسة النقدية في أكبر اقتصاد عالمي. تصريحات وزير الخزانة سكوت بيسينت كشفت عن نقاشات ساخنة تدور في أروقة الإدارة، تراهن على تعيين خليفة من داخل المجلس لضمان انتقال "سلس" يحقق رغبة الرئيس ترمب بتمرير سياسة نقدية أكثر تيسيرًا، ولو استدعى ذلك توجيه رسائل سياسية استباقية قبل موعد التغيير الرسمي.
خيارات متعددة... والأسماء تدور في فلك الإدارة
خليفة من داخل الفيدرالي:
بيسينت صرّح في مقابلة مع "بلومبرغ" بأن هناك "أشخاصًا ضمن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قيد التفكير" لخلافة باول. السيناريو المحتمل أن يتم تعيين عضو جديد في يناير مع شغور مقعد أدرينا كوجلر، ليصبح الرئيس الجديد في مايو، أو الانتظار حتى موعد نهاية الولاية وتعيين الرئيس مباشرة.تلميحات "كيفن":
ترمب لمح في مقابلاته إلى ثلاثة مرشحين، أحدهم باسم "كيفن" (يرجّح أن يكون الحاكم السابق كيفن وورش). إلى جانبه، تتداول الترشيحات أسماء مثل كريستوفر والر (عضو المجلس الحالي)، كيفن هاسيت (مدير المجلس الاقتصادي الوطني)، ديفيد مالباس (رئيس البنك الدولي السابق)، ووزير الخزانة نفسه سكوت بيسينت.مواقف متقدمة:
بيسينت شدد: "سأنفذ ما يطلبه الرئيس، لكن أعتقد أن وظيفتي الحالية هي الأفضل في واشنطن"، مضيفًا أن العمل جارٍ على ملف الخلافة في الأسابيع والشهور المقبلة.
ضغوط ترمب تتصاعد... ومخاوف حول استقلالية القرار
رسائل سياسية مباشرة:
صعّد ترمب هجومه على باول عبر "تروث سوشال"، متهمًا إياه بـ"التأخر الدائم" وتحميله مسؤولية "خسارة ثروة وطنية" نتيجة إبطاء خفض الفائدة، ومطالبًا بخفض كبير وسريع للفائدة، كما هاجم أعضاء المجلس بالكامل.تغيير المسار النقدي:
ترمب أعلن بوضوح أن هدفه تعيين رئيس جديد للفيدرالي ينتهج سياسة نقدية أكثر مرونة: "سنأتي بشخص يُخفض الفائدة".رسائل "ظل الرئيس":
مصادر قريبة لم تستبعد أن يسمي ترمب خليفة باول بشكل مبكر، كرسالة للمجلس ومحاولة لتسريع تغيير السياسة النقدية قبل انتهاء الولاية.
انقسام داخل الفيدرالي... بين الصقور والحمائم
معسكر خفض الفائدة:
عضوا الفيدرالي كريستوفر والر وميشيل بومان يدعوان لتخفيض الفائدة في يوليو، معتبرين أن آثار الرسوم الجمركية التضخمية ستكون محدودة.محور التريث:
باول، مدعومًا ببعض الأعضاء البارزين، يدفع باتجاه التريث حتى تتضح تأثيرات الرسوم. رئيس الفيدرالي في أتلانتا رافاييل بوستيك أشار إلى ضرورة "الانتظار لرؤية البيانات بشكل واضح"، محذرًا من أن التضخم قد يطول أكثر من المتوقع.
سيناريوهات قادمة... "رئيس ظل" أم انتقال تقليدي؟
تسريع التعيين:
إدارة ترمب قد تستغل شغور مقعد كوجلر في يناير لتعيين خليفة مبكر، أو إعلان اسم رئيس "ظل" كإشارة قوية. حتى في حال مغادرة باول للرئاسة في مايو، يبقى بإمكانه الاستمرار كعضو حتى 2028، دون إعلان نواياه بعد.استقلالية الفيدرالي على المحك:
المخاوف تتزايد من تصاعد الضغوط السياسية على البنك المركزي، مع استمرار ترمب في تحميل المجلس مسؤولية أي تباطؤ اقتصادي أو تأخر في خفض الفائدة.
الخلاصة
ملف رئاسة الفيدرالي بات محورًا سياسيًا واقتصاديًا بالغ الحساسية، مع سعي إدارة ترمب لإعادة توجيه السياسة النقدية نحو مزيد من التيسير حتى لو تعارض ذلك مع استقلالية البنك المركزي. المرحلة المقبلة مرشحة لتصعيد أكبر، والأسواق ستراقب كل تصريح وكل حركة عن كثب. شخصية الرئيس القادم للفيدرالي لن تحدد فقط مسار الفائدة، بل ستنعكس قراراته على الدولار، الأسواق، وقيمة الأصول لعقود مقبلة.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet