في خضم تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين، دخلت أزمة المعادن النادرة منعطفًا جديدًا بعد إعلان الصين تشديد صادراتها من هذه المواد الاستراتيجية، التي تسيطر على أكثر من 90% من معالجتها عالميًا. هذا التحرك الصيني يهدد قلب صناعة السيارات الأميركية والعالمية، مع اقتراب انتهاء مهلة تعليق الرسوم الجمركية الأميركية وارتفاع المخاوف من شلل محتمل في خطوط الإنتاج.
قطاع السيارات الأميركي يدق ناقوس الخطر
تحذير مباشر: أطلقت جمعية موردي قطع السيارات الأميركية (MEMA) إنذارًا بأن القيود الصينية الجديدة على المعادن النادرة ستؤدي سريعًا إلى تعطيل قطاع السيارات الأميركي، في ظل اعتماد المصانع على هذه المواد في المحركات والكاميرات والتقنيات الحديثة.
شركات كبرى تتضرر: انضمت شركات مثل جنرال موتورز (GM)، فورد (F)، وتويوتا (TM) إلى الأصوات المطالبة بتدخل حكومي عاجل لتفادي أزمة توريد غير مسبوقة.
إجراءات طارئة: طالبت MEMA بضرورة التحرك السريع لاحتواء الاضطرابات وتجنب خسائر اقتصادية ضخمة في القطاع.
أثر مباشر على الإنتاج:
فورد اضطرت لإيقاف إنتاج سيارة Explorer SUV بسبب نقص المعادن النادرة.
سوزوكي اليابانية علقت إنتاج إحدى سياراتها.
مرسيدس-بنز تسعى لإيجاد حلول تخزين احتياطي بالتعاون مع الموردين.
التصعيد الأميركي – الصيني: الرسوم الجمركية وتبادل الاتهامات
تصاعد التوتر: وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب التفاوض مع نظيره الصيني شي جين بينغ بأنه "بالغ الصعوبة"، وسط تبادل الاتهامات بخرق هدنة جنيف التجارية الأخيرة.
مهلة حرجة: البيت الأبيض شدد على أن فترة تعليق الرسوم الأميركية تنتهي أوائل يوليو، مع ضغوط متزايدة لإبرام اتفاقيات تجارية جديدة، كان آخرها مع المملكة المتحدة.
رسوم مضاعفة: الولايات المتحدة رفعت الرسوم على الصلب والألمنيوم من 25% إلى 50%، ما ضاعف الاحتكاك مع الصين وأوروبا وخلق ضغوطًا إضافية في سلاسل التوريد.
تداعيات دولية وتحركات دبلوماسية
اليابان تتحرك: تخطط طوكيو لتعزيز التعاون مع واشنطن لتأمين سلاسل توريد المعادن النادرة ومواجهة القيود الصينية.
مطالب أوروبية: تضغط شركات الاتحاد الأوروبي على بكين لإنشاء آلية سريعة لتراخيص تصدير المعادن للشركات "الموثوقة".
تأثير عالمي: القيود الصينية وضعت كبرى الدول الصناعية أمام تحدٍ مزدوج: تأمين استقرار سلاسل التوريد وتفادي اضطرابات اقتصادية حادة.
الجمود القانوني والشكوك حول مستقبل الرسوم
أحكام متضاربة: أبقت محكمة الاستئناف الفيدرالية مؤقتًا على الرسوم الأميركية رغم اعتبار محكمة التجارة أنها غير قانونية، والإدارة الأميركية لمحت لإجراءات قانونية إضافية للحفاظ على الرسوم.
المشهد القانوني مفتوح: الإدارة تؤكد أن الأحكام القضائية لن تكون الكلمة الفصل، والمواجهة القانونية مستمرة.
الخلاصة
قيود الصين على المعادن النادرة كشفت هشاشة سلاسل التوريد العالمية، خاصة في صناعة السيارات الأميركية. تتزايد الضغوط على الإدارة الأميركية للتحرك السريع قبل تفاقم الأزمة ودخول السوق في موجة اضطرابات حادة. التحالفات مع اليابان والتحركات الأوروبية تعكس حجم القلق الدولي من تصعيد الحرب التجارية وصعوبة الوصول لحلول جذرية. الأيام القادمة ستكون مصيرية ليس فقط لصناعة السيارات، بل لاقتصاد العالم كله.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet