ماستركارد تتحالف مع عمالقة العملات الرقمية: هل تقود "طفرة الستايبل كوين" القادمة؟
تسارع شركات الدفع العالمية الكبرى لضمان موقعها في سباق العملات الرقمية المستقرة (Stablecoins)، في ظل طفرة تشريعية غير مسبوقة بالولايات المتحدة مع تقدم قانون GENIUS الجديد. وفي قلب هذا المشهد، تكشف شركة ماستركارد (Mastercard) عن استراتيجية جريئة عبر تحالفات مع كبار اللاعبين مثل Paxos، PayPal، Fiserv، وCircle، سعيًا لإعادة رسم خريطة المدفوعات الرقمية عالميًا.
تحالفات كبرى… وخطة لهيمنة جديدة
أعلنت ماستركارد انضمامها إلى شبكة Paxos Global Dollar Network، مع خطط لدمج عملة بايبال المستقرة (PYUSD) وعملة Fiserv المرتقبة (FIUSD). كما تدعم عملة USDC التابعة لـ Circle، ثاني أكبر عملة مستقرة في السوق.
ولتعزيز البنية التحتية، أطلقت ماستركارد ترقية خدمة التحويل Mastercard Move، لتتيح للمؤسسات المالية والمحافظ الرقمية إرسال واستقبال العملات المستقرة. كما دشّنت هوية رقمية مركزية جديدة (Mastercard One) للقطاع الرقمي، مع Fiserv كأول متبني.
ماستركارد: الجسر بين الاقتصاد التقليدي والرقمي
تتيح ماستركارد للمستهلكين إنفاق أرصدة العملات المستقرة لدى أكثر من 150 مليون تاجر حول العالم، عبر شراكات مع منصات كبرى مثل MetaMask وCrypto.com وOKX وKraken، بينما تقبل بورصات مثل Binance وCoinbase بطاقات ماستركارد لشراء العملات الرقمية.
يقول جورن لامبرت، رئيس المنتجات في ماستركارد:
"العملات المستقرة وحدها لا توفر القبول العالمي أو الحماية والثقة التي صنعت من المدفوعات بالبطاقات وسيلة مفضلة لمليارات المستخدمين. نحن الجسر الذي يربط العالمين ويطلق إمكاناتهما."
ويؤكد أن العملات المستقرة تساهم في تقليص زمن وتكاليف التحويلات عبر الحدود، وتسريع المدفوعات للعاملين المستقلين، ودعم المعاملات التجارية الذكية القابلة للبرمجة.
هل تشكل العملات المستقرة تهديدًا فعليًا لشبكات البطاقات؟
رغم الزخم المتسارع، يرى المحللون أن استخدام العملات المستقرة مباشرة في نقاط البيع سيظل محدودًا، إذ يتطلب غالبًا تحويلات بين العملات الرقمية والتقليدية، ما يُبقي شبكات مثل ماستركارد وفيزا في قلب النظام المالي.
كما يوضح لامبرت:
"كل موجة ابتكار في المدفوعات تؤكد أن المستهلكين والتجار يختارون الحلول الأكثر أمانًا وسهولة. العملات المستقرة تُعزز هذه المعادلة أكثر مما تهددها."
ورغم مبادرات شركات كبرى مثل Walmart وAmazon لإطلاق عملاتها الخاصة، يبقى الدور المركزي لشبكات البطاقات ضروريًا لربط جميع الأطراف وتأمين الثقة بين المؤسسات المالية والتجار والمستهلكين.
أرقام قياسية وتحولات استراتيجية
في 2024، بلغ حجم التحويلات عبر العملات المستقرة حوالي 27.6 تريليون دولار، متفوقًا على إجمالي معاملات فيزا وماستركارد مجتمعين بنسبة 8%. ومع ذلك، يتوقع المحللون استمرار الحصة الكبيرة للشبكات التقليدية حتى مع تسارع تبني العملات المستقرة.
تؤكد Visa أن "كل مؤسسة مالية تدير أموالاً ستحتاج إلى استراتيجية عملات مستقرة"، مشددة على جاهزيتها لدعم المؤسسات والشركاء في دخول جيل جديد من المدفوعات الرقمية.
هل الطلب كافٍ لانفجار عالمي؟
رغم النمو الكبير، يبقى الطلب العالمي على العملات المستقرة متفاوتًا. ففي مناطق تعاني من التضخم المرتفع وبعض الأسواق العابرة للحدود، هناك دوافع قوية لاعتمادها. أما في الولايات المتحدة، حيث يفضّل المستهلكون البطاقات التقليدية، فلا يزال التحفيز المطلوب لاستخدام العملات المستقرة محدودًا نسبيًا.
التباين في التوقعات
المتفائلون: يرون أن تبني ماستركارد وشبكات الدفع التقليدية للعملات المستقرة سيضمن اندماجها بسلاسة في النظام المالي العالمي، مع تعزيز القبول والثقة والتوسع.
المتحفظون: يشيرون إلى أن تشريعات كل دولة واختلاف عادات الدفع قد يؤخر انفجار الاعتماد العالمي للعملات المستقرة رغم الزخم الحالي.
الخلاصة
تسارع ماستركارد وشبكات الدفع التقليدية لضمان موقعها في قلب التحول الرقمي المالي، من خلال احتضان العملات المستقرة بدلًا من مقاومتها. يبقى النجاح في هذا السباق مرهونًا بالقدرة على الدمج السلس بين التكنولوجيا، والأمان، والثقة، والقبول العالمي.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet