مع فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قيودًا جديدة على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي، تجد Nvidia (NVDA) نفسها في مواجهة تحديات تتجاوز بكثير السوق الصينية، مما يهدد بتغيير معالم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي.
قيود "نشر الذكاء الاصطناعي" تدخل حيز التنفيذ
تستعد الولايات المتحدة خلال أقل من شهر لتطبيق مجموعة من القيود الشاملة المعروفة باسم "قواعد نشر الذكاء الاصطناعي" (AI-diffusion)، والتي:
تفرض سقوفًا على مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي في أسواق صديقة مثل سويسرا والهند والسعودية.
تمنع شركات مثل Microsoft وAmazon وAlphabet (GOOG) من بناء مراكز بيانات ضخمة في تلك الدول.
الهدف الأساسي: منع الصين من الالتفاف على القيود عبر بلدان ثالثة.
Nvidia ترفض وتصف القواعد بـ"المضللة"
رغم أن القواعد تم وضعها أولًا في نهاية ولاية بايدن، إلا أن إدارة ترامب أبدت تشددًا أكبر في تنفيذها. وقد وصفت Nvidia هذه القواعد بأنها:
"مضللة وغير دقيقة."
وخاصة مع التصعيد الإضافي عبر حظر بيع معالج H20 المخصص للسوق الصينية.
سهم Nvidia تحت الضغط وسط تسارع منافسة هواوي
تراجعت أسهم Nvidia بنسبة 2% يوم الاثنين، بعد تقارير عن استعداد Huawei لاختبار شريحة AI جديدة تنافس معالج H100 الشهير.
سهم Nvidia فقد أكثر من 20% من قيمته منذ بداية عام 2025.
هواوي تتحرك بسرعة لاستغلال القيود الأميركية لصالحها.
حجم الخسائر المتوقعة
وفق تقديرات Bank of America:
نحو 25% من مبيعات Nvidia جاءت من دول ستتأثر بالقيود الجديدة.
قد تصل الخسائر الإجمالية إلى 28 مليار دولار من إيرادات متوقعة تبلغ 201 مليار دولار هذا العام.
وهذا يشمل:
خسارة محتملة بـ10% بسبب الدول الجديدة الخاضعة للقيود.
خسارة بـ4% إضافية بسبب القيود السابقة على الصين.
قدرة Nvidia على التحمل... ولكن إلى متى؟
على المدى القصير:
الشركة تستفيد من استمرار الطلب المحلي القوي على رقائق الذكاء الاصطناعي.
خطة إنفاق بقيمة 500 مليار دولار لبناء مراكز بيانات AI في الولايات المتحدة تمنحها متنفسًا إضافيًا.
على المدى الطويل:
القيود تهدد بانكماش سوق الذكاء الاصطناعي العالمي أمام الشركات الأميركية.
تفتح فرصًا لمنافسين مثل Huawei، وشركات من كوريا الجنوبية واليابان وأوروبا.
سيناريوهات محتملة لتخفيف القيود
بحسب محللي TD Cowen وUBS، السيناريوهات تشمل:
فتح تصنيف Tier 1 لمزيد من الدول، مما يسمح لها بشراء رقائق Nvidia بحرية.
صفقة تفاوضية محتملة مع إدارة ترامب لتخفيف أو تعديل قواعد نشر الذكاء الاصطناعي.
ضغط Nvidia عبر التلويح باستثماراتها الضخمة داخل الولايات المتحدة كورقة تفاوضية قوية.
لقاءات الرئيس التنفيذي جينسن هوانغ مع ترمب في البيت الأبيض ومنتجع Mar-a-Lago كانت جزءًا من هذه الجهود.
الخلاصة
تواجه Nvidia تحديًا وجوديًا: بين الاحتفاظ بقيادتها العالمية في الذكاء الاصطناعي، ومواجهة قيود سياسية متزايدة قد تعيد رسم ملامح السوق. بينما تستمر الشركة في الصمود على المدى القريب، ستحدد الأشهر القادمة قدرتها على التفاوض وتخفيف الأضرار، أو مواجهة خسائر استراتيجية قد تستمر لعقد كامل.
📩 لا تفوّت تحليلات "مركب" العميقة حول تحولات أسواق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي!
اشترك الآن في نشرتنا التقارير الاستثمارية الحصرية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet