الاتحاد الأوروبي يدق ناقوس الخطر: فجوة مفاوضات "غير مسبوقة" وترمب يصعّد حرب الرسوم ضد أوروبا وكندا والمكسيك
دخلت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وحلفائها مرحلة تصعيد جديدة وغير مسبوقة، مع توسيع الرئيس الأميركي دونالد ترمب قائمة الرسوم الجمركية على عشرات الشركاء التجاريين، وإرسال رسائل رسمية إلى قادة أكثر من 25 دولة حول رسوم تبدأ من 20% وتصل إلى 100% في بعض الحالات. في المقابل، يحذّر الاتحاد الأوروبي من فجوة تفاوضية "كبيرة جدًا"، ملوّحًا بإجراءات انتقامية في حال فشل التوصل إلى اتفاق قبل الأول من أغسطس، بينما تراقب الأسواق العالمية التطورات وسط أجواء من التوتر والترقب.
تصعيد غير مسبوق... رسائل رسمية تطال كل الشركاء
فرض ترمب رسمًا بنسبة 35% على واردات كندا يوم الخميس، أعقبها رسوم 30% على صادرات المكسيك والاتحاد الأوروبي. وهدّد بفرض رسوم شاملة تتراوح بين 15% و20% على معظم الشركاء التجاريين—وهي مستويات تتجاوز المعدل الحالي البالغ 10%.
كما أصدر البيت الأبيض رسائل رسمية لقادة أكثر من 25 دولة، تحدد فيها معدلات الرسوم الجديدة المقرر تنفيذها في أغسطس، مع استثناء وحيد للبرازيل التي ستواجه رسمًا خاصًا بنسبة 50% بسبب خلافات سياسية حول ملف بولسونارو.
ماروش شيفتشوفيتش، كبير المفاوضين الأوروبيين، أكد أن "الفجوة في المفاوضات لا تزال كبيرة جدًا"، محذرًا من أن التصعيد المستمر سيجعل التجارة عبر الأطلسي "شبه مستحيلة".
قضايا تفاوضية معقدة وشركاء أمام سيناريوهات متباينة
فيتنام:
جرى الاتفاق على رسوم 20% بدلًا من 46% التي هدد بها ترمب في أبريل، مع تهديد بالتصعيد إلى 40% في حال التلاعب التجاري بإعادة تصدير السلع الصينية عبر فيتنام.الهند:
تسعى لتسوية تقلل الرسوم إلى أقل من 20% وسط ضغوط من تصعيد الرسوم ضد البرازيل، الشريك في تحالف "بريكس".روسيا:
تواجه تهديدًا برسوم "ثانوية" تصل إلى 100%، مع دعم عسكري إضافي لأوكرانيا، في ظل تراجع التجارة الثنائية خارج قائمة أكبر 50 شريكًا تجاريًا للولايات المتحدة.تايلاند:
تبحث تقديم إعفاءات جمركية إضافية للسلع الأميركية مقابل تنازلات من إدارة ترمب.
ملف إعادة التصدير عبر دول جنوب شرق آسيا بات صداعًا في جهود تطبيق الرسوم، إذ تزداد محاولات الشركات للتحايل على الرسوم المفروضة على الصين.
سوق الأحذية... نموذج تعقيدات التصنيع العالمي
يوضح جو فوستر، مؤسس "ريبوك"، أن نقل إنتاج الأحذية من الصين وفيتنام إلى الولايات المتحدة "مستحيل فعليًا بين ليلة وضحاها"، لعدم توفر العمالة المدربة والبنية التحتية بالولايات المتحدة أو أوروبا.
التحدي القانوني: حدود القضاء في مواجهة الصلاحيات الرئاسية
رغم الطعون الفيدرالية في محكمة الاستئناف ضد شرعية الرسوم، تشير التحليلات القانونية إلى أن الرئيس يملك صلاحيات واسعة لفرض الرسوم بموجب قوانين الطوارئ الاقتصادية (IEEPA)، وأن أي أحكام قضائية قد تستغرق شهورًا ولن توقف التنفيذ في الأول من أغسطس. حتى المحكمة العليا تقيّد إصدار قرارات تجميد فوري على أوامر رئاسية مماثلة.
غريتا بايش، مستشارة سابقة لمكتب الممثل التجاري الأميركي (USTR):
"الشركاء التجاريون يجب أن يدركوا أنهم لا يستطيعون الاعتماد على القضاء الأميركي لحمايتهم من الرسوم الجديدة."
ماذا بعد؟ مفاوضات اللحظات الأخيرة وسط تصاعد المخاطر
تتركز المفاوضات مع كندا حول النفط والبوتاس، ومع اليابان حول السيارات وانفتاح الأسواق.
ومع اقتراب موعد الأول من أغسطس، يتحرك كل الشركاء بين تقديم تنازلات والتهديد بإجراءات انتقامية.
يسعى الاتحاد الأوروبي للوصول إلى "نص متفق عليه"، لكن شيفتشوفيتش حذّر من أن الفجوة التفاوضية عميقة، مؤكدًا أن "تأثير الرسوم على التجارة سيكون هائلًا".
من جهته، أكد ترمب استعداده للحوار لكنه شدد على أن "الرسائل هي الصفقات"، أي أن التنازلات الحقيقية وحدها ستوقف الرسوم الجديدة.
تباين التوقعات والمخاطر والسيناريوهات
تباين التوقعات:
أغلب المحللين يحذرون من أن الرسوم قد تضعف النمو العالمي وتزيد الضغوط على أرباح الشركات متعددة الجنسيات.الأسباب الأساسية للتراجع:
اضطرابات سلاسل التوريد، ارتفاع التكاليف، وزيادة التوترات الجيوسياسية.السيناريو المتفائل:
تحقيق اتفاقات جزئية مع بعض الشركاء، وتهدئة التصعيد قبل دخول الرسوم حيز التنفيذ.
الخلاصة
حرب الرسوم الجديدة تضع الاقتصاد العالمي أمام اختبار حقيقي للمرونة والقدرة التنافسية، وسط تصاعد المخاطر على سلاسل التوريد وأرباح الشركات الكبرى. على المستثمرين متابعة مفاوضات اللحظات الأخيرة بدقة، والاستعداد لموجات تقلب إضافية في الأسواق حتى تتضح معالم الاتفاقات النهائية.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet