ما بين مايكروسوفت وألفابيت في ظل تطورات الذكاء الاصطناعي: أيهما الأفضل للاستثمار؟
سنقوم بمقارنة بين الشركتين من خلال عدة مقاييس مالية حاسمة، بما في ذلك نمو الإيرادات، التدفق النقدي، الأرباح التشغيلية، العائد على رأس المال المستثمر، وتوقعات الأرباح على مدى السنوات الخمس المقبلة
مع الارتفاع المستمر في فعالية الذكاء الاصطناعي، فإن كل من مايكروسوفت وألفابيت (الشركة الأم لجوجل) تحققان استفادة كبيرة من هذا التقدم التكنولوجي. ألفابيت قامت بتطوير نموذجها الخاص للذكاء الاصطناعي باسم "Gemini"، بينما مايكروسوفت استثمرت بشكل كبير في شركة OpenAI ودمجت تقنيات ChatGPT في مجموعة منتجاتها المتكاملة. لكن يبقى السؤال، أيهما يمثل الخيار الأفضل للاستثمار الآن؟
مقارنة بين مايكروسوفت وألفابيت بناءً على المقاييس المالية الأساسية
للمساعدة في اتخاذ هذا القرار، سنقوم بمقارنة بين الشركتين من خلال عدة مقاييس مالية حاسمة، بما في ذلك نمو الإيرادات، التدفق النقدي، الأرباح التشغيلية، العائد على رأس المال المستثمر، وتوقعات الأرباح على مدى السنوات الخمس المقبلة، بالإضافة إلى التقييمات النسبية.
نمو الإيرادات
ألفابيت كانت تتمتع بأفضلية طفيفة على مايكروسوفت من حيث نمو الإيرادات خلال العقد الماضي، على الرغم من أن الفجوة ضيقة. لكن بالنظر إلى المستقبل، فمن المتوقع أن تتفوق ألفابيت على مايكروسوفت في نمو الإيرادات خلال السنوات الخمس المقبلة. يعود هذا التوقع إلى أن ألفابيت لديها عدة قطاعات سوقية تنمو بسرعة كبيرة، لا سيما في قطاع الحوسبة السحابية الذي ينمو بوتيرة أسرع من أعمال الشركة بشكل عام.
في المقابل، لدى مايكروسوفت توقعات نمو قوية أيضًا، خاصة في الصناعات التي تعمل فيها مثل صناعة الحوسبة الشخصية التي تشهد حاليًا دورة تحديث. كذلك، تمتلك مايكروسوفت قطاع الحوسبة السحابية الذي يحقق أداءً ممتازًا، بالإضافة إلى دخولها إلى قطاع الألعاب من خلال شراء شركة "Activision".
هامش الربح التشغيلي
من حيث هامش الربح التشغيلي، تتمتع مايكروسوفت بأفضلية كبيرة بنسبة 44.64% مقارنة بـ 31.0% لألفابيت. تمتاز مايكروسوفت بتحكم أفضل في التكاليف، مما يمنحها هذه الميزة الكبيرة. ورغم أن ألفابيت بدأت في تحسين هامش الربح بعد إعلانها عن خفض التكاليف وتسريح أكثر من 10,000 موظف في أواخر 2022 وأوائل 2023، إلا أنه من المرجح أن تظل مايكروسوفت متفوقة في هذا المعيار في المستقبل.
التدفق النقدي من العمليات
تظهر مايكروسوفت تفوقًا واضحًا في هذا الجانب أيضًا، حيث تبلغ نسبة التدفق النقدي من العمليات إلى المبيعات 48.4% مقارنة بـ 32% لألفابيت. الفرق هنا يرجع إلى النفقات غير النقدية مثل مكافآت الأسهم والاستهلاك والإطفاء.
العائد على رأس المال المستثمر
يقيس هذا المعيار قدرة الشركة على استخدام رأس المال المستثمر بفعالية لتحقيق الأرباح. هنا، نجد أن ألفابيت ومايكروسوفت متقاربتان جدًا، حيث تتمتع ألفابيت بأفضلية طفيفة بنسبة 31.73% مقارنة بـ 31.5% لمايكروسوفت. وقد أظهرت كلتا الشركتين تحسنًا ملحوظًا في هذا المعيار على مدى العقد الماضي.
توقعات الأرباح لكل سهم
يحسب ياهو فايننس وبتاريخ كتابة هذا المقال، فإن توقعات المحللين في وول ستريت تشير إلى أن أرباح سهم ألفابيت ستنمو بنسبة 18.38% خلال السنوات الخمس القادمة، مقارنة بـ 13.9% لمايكروسوفت. رغم أن هذه التوقعات ليست مؤكدة وتتغير مع تفاؤل أو تشاؤم الأسواق، إلا أنها تقدم مؤشرًا على أن ألفابيت قد تكون أكثر قدرة على تحقيق نمو أسرع في الأرباح.
أيهما أفضل من حيث السعر؟
بالنظر إلى نسبة السعر إلى الأرباح المتوقعة، نجد أن أسهم مايكروسوفت تتداول بزيادة تقارب 50% عن ألفابيت، حيث تتداول مايكروسوفت بنسبة 31.53 مرة من الأرباح المستقبلية مقارنة بـ 20.41 مرة لألفابيت. يمكن تفسير هذا الفارق جزئيًا بتأثير الدعوى القضائية الأخيرة لمكافحة الاحتكار ضد ألفابيت، مما أدى إلى خفض قيمة أسهمها.
الخلاصة
بالنظر إلى العوامل المذكورة، يمكن القول إن ألفابيت قد تكون الخيار الأفضل للاستثمار حاليًا، خاصة وأن توقعات نمو الأرباح وتقييم العائد على رأس المال لصالحها. على الرغم من أن مايكروسوفت تتفوق في هامش الربح التشغيلي والتدفق النقدي، إلا أن الفارق الكبير في التقييم يجعل ألفابيت تبدو أكثر جاذبية في الوقت الراهن. ومع ذلك، فإن كلتا الشركتين تعتبران استثمارات ممتازة، ويمكن اعتبارهما خيارات جيدة لمحفظة طويلة الأجل.