هل ميتا هي الورقة الرابحة القادمة في الذكاء الاصطناعي؟
في زمن يتسابق فيه عمالقة التكنولوجيا على اقتناص فرص الذكاء الاصطناعي، تبرز شركة Meta Platforms (META) كلاعب استثنائي. ورغم قوة المنافسة من أمثال Nvidia وMicrosoft، إلا أن ميتا تمتلك مزيجًا فريدًا من الجمهور، والبنية التحتية، والرؤية المستقبلية، يجعلها في موقع ممتاز للاستفادة من هذه الثورة التقنية.
1. قاعدة جماهيرية تتجاوز 3.4 مليار مستخدم... قوة لا يُستهان بها
أطلقت ميتا منصة Meta AI أواخر عام 2023، ونجحت خلال أقل من عامين في الوصول إلى نحو مليار مستخدم نشط شهريًا.
لكن السر في هذا الإنجاز يعود إلى القاعدة الضخمة التي تملكها ميتا أصلًا:
3.4 مليار مستخدم يومي عبر منصاتها المختلفة: فيسبوك، إنستغرام، واتساب وغيرها.
الميزة؟ ميتا لا تحتاج إلى حرق مليارات الدولارات لجذب الجمهور. هي تملك المستخدمين بالفعل.
وتكرارًا لاستراتيجية "التوسع أولًا، الربح لاحقًا" التي نجحت مع واتساب، تستثمر ميتا الآن في تعزيز التفاعل عبر أدوات الذكاء الاصطناعي بدلًا من فرض رسوم مباشرة.
النتيجة؟ زيادة ملحوظة في تفاعل المستخدمين على إنستغرام وفيسبوك، ما عزّز من أداء الإعلانات، ورفع العائدات.
2. استثمارات ضخمة في بنية تحتية مخصصة للذكاء الاصطناعي
الميزة الثانية هي استعداد ميتا للإنفاق الجريء على البنية التحتية التي يحتاجها الذكاء الاصطناعي.
في الربع الأول من 2025:
ارتفعت تكلفة الإيرادات بـ14%، نتيجة الإنفاق على مراكز البيانات والتقنيات المرتبطة بـAI.
لكن الإيرادات نمت بـ16% لتصل إلى 42.3 مليار دولار.
ربحية السهم قفزت بـ37% إلى 6.43 دولار.
التدفق النقدي الحر بلغ 10.33 مليار دولار، رغم انخفاضه مقارنة بالعام الماضي بسبب الاستثمارات.
ما تفعله ميتا يُشبه ما قامت به Nvidia: بناء القدرة الحوسبية أولًا، ثم حصد العوائد لاحقًا.
الرهان واضح: السيطرة على بنية الذكاء الاصطناعي من القاعدة إلى التطبيقات.
3. مسارات نمو متعددة تتجاوز الإعلانات
صحيح أن الإعلانات الرقمية ما زالت تمثل العمود الفقري لميتا، لكن الشركة تفتح الآن عدة جبهات للنمو المستقبلي:
تطوير نظارات مدعومة بالذكاء الاصطناعي: مارك زوكربيرغ يتوقع أن تصبح هذه النظارات جزءًا من حياة المستخدمين اليومية خلال 5–10 سنوات.
خدمات مراسلة للأعمال عبر واتساب: سوق غير مستغل بالكامل، وتملك ميتا أفضلية تنافسية فيه.
مشروع الميتافيرس: لا يزال بعيدًا عن تحقيق العائدات الضخمة، لكنه استثمار طويل الأمد يعكس طموح الشركة في الواقع الافتراضي.
هذا التنويع في مصادر الدخل يجعل ميتا أكثر مرونة في مواجهة الأزمات الاقتصادية أو تراجع الإعلانات.
تحديات مؤقتة... وآفاق قوية
ميتا لا تخلو من التحديات:
شهدت انخفاضًا في الإنفاق الإعلاني من شركات التجارة الإلكترونية الآسيوية في الربع الأول، نتيجة سياسات جمركية جديدة من إدارة ترمب.
أي تباطؤ اقتصادي عالمي قد يُلقي بظلاله على أرباحها الإعلانية.
لكن بالمقابل، لا تزال ميتا:
تحقق نموًا في المستخدمين.
تمتلك سيولة هائلة.
تبني مستقبلها على أسس تقنية متقدمة.
بمعنى آخر: التحديات ظرفية، لكن البنية الاستراتيجية للشركة قوية ومتينة.
الخلاصة
من قاعدة مستخدمين تُقاس بالمليارات، إلى استثمارات عملاقة في البنية التحتية، وصولًا إلى مسارات نمو متجددة تتجاوز الإعلانات... سهم ميتا يبدو وكأنه الرهان الذكي لمن يثق بأن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد طفرة، بل بداية فصل جديد في عالم التقنية.
ورغم تقلبات السوق والمخاطر السياسية والجمركية، تبقى Meta من أكثر الشركات توازنًا بين النمو والاستدامة.
📬 اشترك الآن في نشرة مركب لتصلك تحليلاتنا الدقيقة عن أسهم الذكاء الاصطناعي، وأبرز فرص الاستثمار في الثورة التقنية القادمة—مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet