هل انتهت لعبة الأعصاب؟ ماذا ينتظر المستثمرين مع انتهاء مهلة الرسوم الجمركية الأميركية بعد 90 يومًا من الفوضى
تصل الأسواق العالمية هذا الأسبوع إلى لحظة حاسمة مع انتهاء مهلة الـ90 يومًا التي منحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لشركاء واشنطن التجاريين. في ثلاثة أشهر فقط، تنقلت الأسواق بين موجات تقلب مالي وسياسي وصدمات إعلامية مفاجئة، لتضع المستثمرين أمام سيناريو غير مسبوق من الترقب والحذر... فهل انتهت فوضى "صناعة القرار على الهواء"، أم أن جولة جديدة من الصدام تلوح في الأفق مع اقتراب 9 يوليو؟
الأسواق: من الهبوط الحاد إلى القمم القياسية
أسواق الأسهم:
رغم بداية نيسان العاصفة، تعافت البورصات العالمية بقوة:
• مؤشر MSCI World تراجع 10% بعد إعلان الرسوم في 2 أبريل ("يوم التحرير")، ثم ارتدّ بأكثر من 11% ليحقق مستويات قياسية جديدة.
• الاتفاق المؤقت بين واشنطن وبكين في مايو أعطى دفعة قوية أخرى، رغم توترات الشرق الأوسط (ضربات إسرائيل لإيران ورد واشنطن على منشآت نووية).
• مؤشر S&P 500 لحق بالركب، مرتفعًا أكثر من 10% منذ أبريل، ليقترب من أداء MSCI العالمي.نقطة مهمة:
هذه المكاسب كانت "مذهلة" بالدولار فقط؛ ضعف العملة قلص العائدات للمستثمرين الأجانب (بانخفاض 10% باليورو و7% بالجنيه الإسترليني عن الذروة).
الدولار الأميركي تحت الضغط... والعيون على اليورو
الدولار يخسر بريقه:
سياسات ترمب الجمركية أدت إلى أسوأ أداء للنصف الأول للدولار منذ عام 1973:
• تراجع مؤشر الدولار 11% منذ بداية العام، و6.6% منذ أبريل.
• 8% مقابل اليورو والبيزو المكسيكي، 5% أمام الدولار الكندي.المشهد الأوروبي:
كبار مديري الأصول في أوروبا، مثل Vincent Mortier من Amundi، يراهنون على قوة إضافية لليورو مع تزايد الشكوك حول الديون الأميركية، مع توقعات بعودة اليورو لمستويات 1.30 دولار.
المصدرون الأوروبيون واليابانيون: اليقين هو الغنيمة
الأسهم الأوروبية:
تعافت لكنها لم تبلغ الذروة المسجلة في مارس، وسط تقلبات في قطاعات السيارات والصناعات الدوائية (ثلث صادرات أوروبا لأميركا).السيناريوهات المحتملة:
• الاتحاد الأوروبي قد يقبل رسم موحد بنسبة 10%—حل "مقبول" حسب Citi.
• عودة الرسوم إلى 20% أو 50% تعني صدمة للأسهم الأوروبية.اليابان أيضاً على خط النار:
• استمرار رسم 25% هو السيناريو الأرجح، لكن خفضه فجأة إلى 10% قد يشعل موجة ارتفاع ضخمة في أسهم السيارات اليابانية (حتى 50%).
الذهب يتلألأ... و"الثقة في الدولار" على المحك
ملاذ آمن في أجواء عدم اليقين:
• ارتفع الذهب 26% منذ "يوم التحرير"، متجاوزًا 3,330 دولارًا للأونصة.
• تفوق على مكاسب بيتكوين (14%) ونفيديا (18%).
• الطلب جاء من البنوك المركزية، وصناديق الاستثمار، وحتى الأفراد.استطلاعات UBS:
39% من كبار المستثمرين ينوون زيادة حيازتهم من الذهب، مقابل 15% فقط قبل عام، مع تصاعد المخاوف من ضغوط ترمب على الفيدرالي لتسريع خفض الفائدة.
الخلاصة
الأسواق تدخل أسبوع الحسم مع هدوء ظاهر يخفي قلقًا عميقًا: الدولار يواصل الهبوط، الأسهم تتأرجح قرب القمم، والذهب يتصدر المشهد كملاذ آمن. اعتاد المستثمرون على سياسة "التهديد ثم التراجع"، لكن أي مفاجأة أو تعثّر في التسويات قد يشعل موجة تقلبات حادة في أسواق المال والعملات والذهب في لحظة.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet