بين السياسة والتكنولوجيا... إنفيديا تُحاول كسر الطوق الأميركي بإصدار خاص للصين
في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين واشنطن وبكين، تواصل شركة Nvidia (NVDA) محاولاتها للالتفاف على القيود الأميركية، عبر تقديم شريحة ذكاء اصطناعي جديدة مخصصة للسوق الصينية، تنتمي إلى الجيل الجديد Blackwell، ولكن بمواصفات أضعف وسعر أقل بكثير من النماذج المحظورة.
شريحة جديدة... بسعر أقل وأداء "مُعدّل"
الشريحة الجديدة، التي سيبدأ إنتاجها في يونيو المقبل، ستتراوح كلفتها بين 6,500 و8,000 دولار، مقارنة بسعر 10,000 إلى 12,000 دولار لشريحة H20 التي حظرتها واشنطن.
الاختلاف الأساسي؟ الشريحة تعتمد على:
معمارية RTX Pro 6000D.
ذاكرة GDDR7 بدلًا من HBM.
تغليف تقليدي لا يستخدم تقنية CoWoS من شركة TSMC.
كل هذه التعديلات صُمّمت خصيصًا لتقليص الأداء وتجنب مخالفة قيود التصدير الأميركية التي تضع حدًا أقصى للنطاق الترددي للذاكرة.
محاولة يائسة للتمسك بسوق حيوي
لا تزال الصين تمثل نحو 13% من مبيعات Nvidia السنوية، لكن الشركة تلقت ضربات موجعة:
حظر شريحة H20 في أبريل أجبر الشركة على شطب 5.5 مليار دولار من المخزون.
خسرت صفقات بقيمة 15 مليار دولار.
الحصة السوقية انخفضت من 95% إلى 50% فقط، مع صعود منافسين مثل Huawei بشريحتها Ascend 910B.
وقد أكّد الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ أن معمارية Hopper القديمة "لم تعد قابلة للتعديل" ضمن الشروط الحالية، ما أجبر الشركة على تطوير بدائل متوافقة لكنها "أقل تفوقًا".
سقف الأداء... وتحايل محسوب
بحسب لوائح التصدير الأميركية:
الحد الأقصى للنطاق الترددي للذاكرة يبلغ 1.7–1.8 تيرابايت/ثانية.
شريحة H20 كانت تتجاوز هذا الرقم بكثير (4 تيرابايت/ثانية).
الشريحة الجديدة تتوافق تمامًا مع هذا السقف، باستخدام GDDR7، ما يجعلها "آمنة تصديريًا" ولكن أضعف تقنيًا.
خطة طويلة الأمد... والمخاطر تتصاعد
إلى جانب شريحة يونيو، تعمل Nvidia على شريحة ثانية من سلسلة Blackwell تُطرح في سبتمبر، دون تفاصيل رسمية حتى الآن.
ومع ارتفاع حرارة المنافسة، قال هوانغ بصراحة:
"إذا استمرت القيود، فإن السوق الصيني سيفقد اهتمامه بنا تدريجيًا."
هذا التصريح يُبرز حجم المخاطر الاستراتيجية، إذ أن فقدان السوق الصينية قد يفتح الباب أمام هيمنة هواوي، ويقوّض نمو Nvidia في واحدة من أكبر أسواق الذكاء الاصطناعي في العالم.
الخلاصة
بين مطرقة القيود الأميركية وسندان المنافسة الصينية، تحاول Nvidia التكيّف عبر استراتيجية "الحد الأدنى من الامتثال" — تصميم شرائح ضعيفة بما يكفي للمرور تحت الرادار التنظيمي، لكنها تبقى مربحة بما يكفي للحفاظ على موطئ قدم تجاري. في عالم لا يفصل بين التكنولوجيا والسياسة، لا يكفي أن تكون الأفضل، بل يجب أن تكون الأذكى في التنقل بين الخطوط الحمراء. ويبقى السؤال: هل تستطيع Nvidia بهذه المناورة الحفاظ على حصتها في سوقٍ تزداد تعقيداته… أم أن "الرهان الأسود" على Blackwell قد لا يكون كافيًا في وجه تنين صيني يستعد للانقضاض؟
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet